| 0 comments ]


 لماذا التكلم عن البيئة و التنمية المستدامة ؟
قبل النصف التاني من القرن    XX  كان الإعتقاد السائد بأن :
 الفضاء شاسع و يمكنه احتواء كل نفاياتنا
  المهم هو تحقيق عيش أفضل و أفضل
 التدخل في الفضاء الطبيعي شيء طبيعي
لكن :
 مع الضغط الديموغرافي
و  الضغط الممارس على الفضاء الطبيعي
والرغبة الشرعية للإنسان للعيش في ظروف أحسن و أحسن
اكتشف الإنسان أهمية المحافظة على البيئة لأنها
         مصدر استمرار عيشنا : الهواء و الماء و التغذية
         مصدر ثرواتنا الطبيعية
         مصدر حمايتنا من الإشعاعات الكونية بكل أصنافها
         إذاً ، أي استثمار و أي تدخل في الفضاء الطبيعي عليه مراعاة هذا الجانب على اعتبار أن :
البيئة هي الرأسمال الحقيقي للتنمية
         هل وازنا نحن بالغرب بين أطراف هذه المعادلة الحيوية في فعلنا التنموي ؟
 I- كيف كان الوضع البيئي بالغرب مع مطلع و بداية XX ؟
الوضع البيئي الطبيعي :
الفيضانات الموسمية السنوية
         44 فيضاناً بين 1933 و 1987
         بعضها كان يغطي أكثر من 100.000 هكتار
         معطى هيكلي
انتشار واسع للمرجات
         مساحة تفوق 40.000 هكتار
         معطى هيكلي
تنوع بيولوجي هام (حيواني و نباتي)
غياب شبه كلي للتلوث البيئي
         التنوع البيولوجي النباتي
كان بالمنطقة مع مطلع القرن العشرين أربعة وحدات كبرى للتنوع النباتي :
1- البلوط الفليني (chaine liège)  كشجرة أساسية (غابة المعمورة وغابة عين فلفل)
2 - العرعر الأحمر (Génevrier rouge ) كشجرة أساسية بالشريط الساحلي مصحوبة بالأصناف الأخرى كالرطم (Retama monosperma)
3 -  العناب (السدرة jujubier  ) و الأشل ( السمار أو البردي  Jonc )
و القصب (الديس (Roseau
4 – التكونات النباتية المتدهورة بالغرب الشرقي المكونة أساساً من (البروقAsphodelle)  و الدوم (Palmier nain) و العناب  و هي المنطقة الوحيدة بالغرب التي كانت قد عرفت نوعاً من التدهور
         التنوع البيولوجي الحيواني
         كانت تتوفر المنطقة (بحكم توفر السكن الطبيعي لها)على أعدد هام من الأصناف الحيوانية
         كانت من الأهمية أن وصلت إلى درجة أن الإنسان الغرباوي كان يلتجأ إلى الصيد (مرجتي البوقة و الدورة)
    و القنص كنشاط موازللزراعة و الرعي لتلبية جاجاته الإستهلاكية و كذا مطاردته لبعض الحيوانات التي كان يعتبرها ضارة
         بعض النمادج :  سمكي البوري(Barbeau) و الأنقليس (Anguille) و طائري الزقزاق (Vanneau) و الشنقب (Becassine) و الضبع و الذئب و الخنزير الوحشي و غيرهم
  تنوع بيولوجي (نباتي و حيواني ) هام
         بفعل غياب تجمعات سكنية كبيرة و غياب صناعات كبيرة ملوثة (اللهم إذا استثنينا التلوث الصادر عن الصناعات التقليدية بمدينة فاس و الصادر عن التلوث العضوي الموسمي  المرتبط  بمعاصر الزيتون )
لم يكن الغرب يعرف تلوثاً هاما يذكر
         الوضع البيئي البشري
         الإنسان هو الحلقة المحورية في المنظومة البيئية : ظروف العيش التي يحياها هي المؤشر الحقيقي لوضعه البيئي
         الوضع البيئي البشري : فكرة أساسية عن مدى التطور التنموي البشري بالمنطقة مقارنة مع وضعه الحالي
1.   ساكنة بشرية ضعيفة وتقنيات بدائية : 130 ألف نسمة - التزايد أقل من 1% - الحرث بالزويجة أو الفرد- المحراث الخشبي – المناجل (ضغط أقل على الفضاع الطبيعي)
2.   إنتاج فلاحي ضعيف و غير متنوع : الإرتكاز على الحبوب أساساً و بعض القطنيات- 5 إلى 8 ق/ه القمح الصلب – الشعير أقل من ذلك – و كانت تزرع كذلك الذرة الحمراء(sorgho) و البشنة(mil) و الذرة (mais) و الزوان (alpiste) وكانت كلها بمردوديات ضعيفة
         بالنسبة للإنتاج الحيواني : الرعي نشاط أساسي – 5 إلى 6 ل/يوم من الحليب – صنف بني احسن منتج للصوف أكثر منه للحوم ( أقل من 18 كيلوللرأس غالباً)
كانت التغدية ضعيفة نسبياً و غير متوازنة و كانت ؟اهرة الترحال المرتبطة بالرعي سائدة بمنطقة الغرب
         الوضع البيئي البشري
3.   انتشار الأوبئة و تكرار المجاعات : درجة القضاء على أسر بكاملها عند انتشارها : التيفوس – الطاعون – الجدري – حمى المستنقعات 2/5 يموتون بسببها ( سنة 1920 وفاة 19 جندياً من أصل 150 جندي أقاموا قرب مرجة الفوارات )   ---- المجاعات كانت تتسبب في تحولات اجتماعية جذرية ( بيع الممتلكات خصوصاً الأرض مقابل كميات هزيلة من الحبوب ) وكانت المجاعات هاجساً حقيقياً يؤرق مضجع ساكنة الغرب
4.   سيادة السكن الغير اللائق : إحصاء 1931 : الخيام  تمثل 43%، النواويل 35% و البيوت 22  % (الخيمة سائدة عند بني احسن و البيوت سائدة عند اشراردة ) : ظروف سكن بدائية
5.    ظروف عيش صعبة : غياب كلي للبنيات التحتية ( طرقات،كهرباء، ماء صالح للشرب) – التطبيب ،التمدرس ، التجهيزات المنزلية ومجالات الترفيه (سينما ، موسيقى ، رياضة الخ...) كانت شبه منعدمة أو ضعيفة جداً
         خلاصــــة
         كان الفضاء الطبيعي بأحسن حال مما هو عليه الآن: المجال الغابوي –التعرية المائية - التنوعين النباتي و الحيواني الأرضيين –مجال التلوث
         لكن بالمقابل : شروط عيش سيئة جداً انطلاقاً من سكنه البسيط و تغديته الغير كافية و الغير متوازنة ومن خلال معاناته مع الأوبئة و الأمراض و المجاعات و انتهاءً بغياب البنيات التحتية المتعارف عليها حالياًو غير ذلك علاوة على الوضع الأمني الهش الذي كان يعيشه السكان
         II- التدخل الإنساني بالغرب ز الإستصلاحات الكبرى و التجهيزات الهيدروفلاحية
1.   أشغال تصريف المياه : مخطط سيجورني 1917 ثم المخططات التي تلته- يمكن القول أن أشغال تصريف المياه بالغرب و التي بذل فيها مجهوداً جباراً و صرفت من أجلها أموالاً هامة كانت وراء التغيير الجدري للمشهد الطبيعي للغرب وما كانت له من تبعاتعلى أسلب عيش ساكنته
2.   التجهيزات الهيدروفلاحية : سد القنصرة و مد قنوات السقي (1928-1935) بمنطقة بهت ثم توبع التجهيز بها- تأسيس المكتب الوطني للري 1960 ثم تأسيس المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي للغرب  1966 االذي سهر على تنفيد توصيات مشروع سبو ( تشييد العديد من محطات الضخ ، و العديد من السدود الكبرى : ادريس الأول 1973 و مركب علال الفاسي-مطماطة 1993 وسد المنع للا عيشة 1995 وسد الوحدة 1997 وتجهيز ما يفوق 120 ألف هكتار)
3.   إن التجهيزات الهيدروفلاحية و مد المسالك و الطرق بها و إدخال مزروعات جديدة و إنشاء صناعات فلاحية جديدة أحدثت ثورة حقيقية بالمنطقة ( قاطرة التنمية بالمنطقة)
 فهل ما حققناه من تنمية كان على حساب منظومتنا البيئية؟
         III- الوضعية البيئية الحالية :
1-III – الموارد المائية
1.   مصادر تلوث الموارد المائية :( نهر سبو 27% من الموارد السطحية بالمغرب)
       i.            التلوث الحضري ( المياه العادمة ، النفايات الصلبة ) : المواد العضوية – المواد العالقة – المواد المعدنية المغدية ( الأزوط –الفوسفور) و الميكروبات (البكتريا و الفيروسيات)
    ii.            التلوث الصناعي : القطاع الصناعي يعتبر المسؤول الأول عن أكبر قسط من التلوث على صعيد حوض سبو( الصناعات ذات التلوث القابل للتحلل البيولوجي: معامل السكر،معامل الزيوت (65% من التلوث معاً) و معامل أخرى ، الصناعات ذات التلوث السام :معامل الدباغة و الصباغة
  iii.            التلوث الفلاحي (النترات و مخلفات المبيدات)
2.   وضعية جودة المياه بمنطقة الغرب
       i.            المياه السطحية : بالنسبة لنهر سبو يعرف المقطع الواقع بين مشرع بلقصيري و سد المنع وضعيات تلوث حرجة خاصة في فترة الصيف بسبب مطروحات معامل السكر ومعمل تقطير الكحول : انخفاض بسبة الأكسجين المذاب مما يؤدي إلى ظاهرة الموت الجماعي للأسماك
      أما تركيز النترات فلا يتجاوز 10مغم في اللترلكن بالمقابل فالتحاليل التي قام بها ONEP أظهرت أن تركيزو كميات مخلفات المبيدات تفوق أكثر مما هو مسموح به بالنسبة لمياه الشرب
       أما الملوحة فتظل مناسبة للري (أقل من 1غ/ل) اللهم التملح الموسمي خلال الفترات الممطرة
بالنسبة لواد بهت ففي غياب إفراغات سد القنصرة فإن الواد يصبح عبارة عن قناة لصرف المياه العادمة لمدينة سيدي سليمان و معمل السكر بها و معمل السكر لدار الكداري
    ii.            المياه الباطنية :
      منطقة السهل : فرشة الغرب
            فرشة عميقة ذات جودة متوسطة  وتستغل بواسطة الأثقاب العميقة و هذه الفرشة لا تعرف تلوثاً يدعو للقلق
           الفرشة السطحية ذات الجودة السيئة (اكثر من 10غ/ل) ولهذا فليس لها أهمية تذكر
المنطقة الساحلية : فرشة المعمورة و امتدادها الساحلي
         تربة رملية ذات نفاديه عالية
         فرشة قريبة من السطح
         جودة عالية للسقي
النتيجة : التلوث بالنترات وبعض مظاهر التلوث بالمبيدات و الإستنزاف المفرط للفرشة  
2-III- المناطق التلية
         الإندثار الشبه كلي للغطاع النباتي الطبيعي
         التعرية المائية القوية نظراً للطبيعة الإنحدارية للتلال
      التربة مورد غير متجدد
      ضياع الخصوبة وخلق الأخاديد
      تناقص الإنتاج و المردودية
         التعرية المائية و انجراف التربة هي أهم معضلة تعيشها المناطق التلية
3-III- المجال الساحلي
1.   المجال الساحلي البحري
    طريق العديد من أصناف السمك المهاجرة (التن ، النون و الشابل )
  بعض الأصناف مهددة بالإنقراض (التن و الشابل)
  جودة مياه الإستحمام
2.   المجال الساحلي الأرضي : مواقع ذات أهمية بيولوجية و إيكولوجية ( المرجة الزرقاء و سيدي بوغابة)
3.   مظاهر التدهور :
         ظاهرة التعرية الشاطئية (تآكل الشاطئ)
         ظاهرة زحف الرمال ببعض المناطق المحددة
         الإستغلال العشوائي و الغير معقلن للرمال
         استنزاف الفرشة المائية و تلوثها بالنترات
         4 - III – المناطق الغابوية
         غابة المعمورة : أهم غابة ساحلية بالمغرب (115000هكتار بإقليم القنيطرة – البلوط الفليني – الكافور و الصمغيات تمثل 99 بالمائة من الأصناف)
         التناقص الخطير و المضطرد لشجرة البلوط الفليني
         أسباب التدهور:
     * الرعي المفرط و القضاء على إمكانية الإنبات الطبيعي للأشجار
     * القطع الغير القانوني للغابة ( الكمارة)
     * استعمال أغصان الأشجار للتدفئة و الطهي المنزلي
     الحرائق و إن كانت أقل أهمية
      
IV- الخلاصة حول التدخل الإنساني بالغرب
تحقيق تنمية هامة
يمكن اعتبار الفلاحة كقاطرة للتنمية من خلال
= <سقي الأراضي
= <مد قنوات صرف المياه
= <خلق المسالك
= <خلق صناعات هامة(الصناعة الغذائية بالأساس)
تحسين دخل المواطن بالإقليم : بالنسبة لأرقام سنة (1990)
-الفلاحة 35 %من الناتج الداخلي الخام بإقليم القنيطرة (10.252 د/للفرد)
-71%من الناتج الداخلي الخام بإقليم سيدي قاسم (7493/ للفرد) (الوطني 8246 د/ للفرد)
تدهور للموارد الطبيعية
(المياه ، التربة ، التنوع  البيولوجي ،  الغابة ، المجال الساحلي ، التلوث ، الاستغلال الغير معقلن للثروات ، الخ...)
          -Vما هي الرهانات التي تنتظرنا إذاً للحفاظ
على الأقل على نفس الريتم التنموي ؟
         حل إشكالية تدبير الفضاء الطبيعي
بين رغبة الأفراد في تلبية حاجاتهم بمنطق الهدف الذاتي الآني ( سلوك فطري طبيعي)
و مسؤولية الدولة في تدبير الشأن العام بمنطق بعد النظر و منطق استدامة التنمية ( سلوك عقلاني يجب أن يسود)
         هناك ضرورة للحسم في هذا التناقض باستمرار و في الأوقات المناسبة
 التنمية المستدامة يجب أن تكون اختياراً استراتيجياً
         ماهي الرهانات إذاً؟
من ناحية ترشيد استعمال الماء
          من حيث الكم :
فمع   * الإكراهات المناخية الجديدة (تناقص الأمطار و ارتفاع الحرارة و عنف التساقطات)
       * ومع التزايد السكاني المستمر
يجب علينا إعادة النظر في طرق السقي ( تفادياً للضياع المفرط للمياه السطحية و حفاظاً على الفرشات المائية (المناصرة و المعمورة))
         من حيث الكيف :
         ضرورة معالجة المياه العادمة قبل طرحها ( الصناعية و الحضرية)
         ضرورة ترشيد استعمال الأسمدة و المبيدات خصوصاً بالمناطق الهشة ( المجال الساحلي و المعمورة)
         المجال الساحلي
         إعادة تشجير جزء من الشريط الساحلي
         حماية الفرشة المائية من التلوث و الاستنزاف (ترشيد السقي – ترشيد استعمال الأسمدة و المبيدات – تصريف المياه العادمة الخ...)
         العمل على تزويد السكان بالماء الصالح للشرب
         تحديد المناطق التي يمكن استغلالها كمقالع للرمال و حماية الكثبان الرملية الثابتة
         التربة و محاربة التصحر
         على مستوى السهل :
     تحسين مرد ودية تصريف المياه نظراً لارتباطها بظاهرة التملح (صيانة شبكة الصرف و التسوية السطحية للأراضي)
         على مستوى المناطق التلية :
    العمل على الحد من ظاهرة التعرية المائية و العمل على توعية و حث السكان القرويين على الانخراط في العملية
         المجال الغابوي
         إعادة الإعتبار لشجرة البلوط الفليني (غابة المعمورة : موقع ذو أهمية بيولوجية و إيكولوجية تحتاج إلى حماية مستعجلة)
    * الآستخلاف الطبيعي و الصناعي
    * تنظيم الرعي
    * تنظيم القطع و استغلال الفلين
         بلورة الدراسات العديدة المنجزة من طرف مصالح المياه و الغابات في الموضوع على أرض الواقع و الرامية إلى الحفاظ على هذه الثروة جهوياً
         إعادة النظر في القانون الغابوي ل 1917 وجعله أكثر ملاءمة للشروط الحالية

0 comments

إرسال تعليق