| 0 comments ]

يشكّل فهم الأبعاد الجنسانية لإدارة الموارد الطبيعية
 منطلقاً لعكس اتجاه التدهور البيئي


والمياه والمناخ والتنوع البيولوجي القاعدة الطبيعية للزراعة،
 الأساسية للتنمية الريفية ولسبل العيش المستدامة. 
ولكن تزايد الطلب على الغذاء والماء والألياف والطاقة 
يُحدث خللاً في النظم الإيكولوجية الزراعية، ويؤدي إلى تآكل التنوع البيولوجي واستنفاد الأراضي والمياه. وهذه التأثيرات ستتفاقم بفعل تغيُّر المناخ.


       ويجب استخدام الموارد الطبيعية على نحو يلبي احتياجات الحاضر، مع صونها من أجل الأجيال المقبلة. وهذا سيقتضي اتخاذ إجراءات لتنمية القدرات، بدءاً من المستوى العالمي حتى مستوى المزرعة، من أجل إدارة تلك الموارد وتنظيمها على نحو مستدام.
        وتدعو استراتيجية المنظمة من أجل الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية إلى اتخاذ طائفة متنوعة من التدابير: تحسين إنتاجية المياه في النظم الزراعية، وصون التنوع البيولوجي الزراعي واستخدامه المستدام، والحوكمة الرشيدة للحصول على الأراضي.

الأبعاد الجنسانية لإدارة الموارد الطبيعية

        يشكّل فقراء الريف في العالم النامي البالغ عددهم 1.3 مليار شخص أكبر مجموعة في العالم تدير الموارد الطبيعية. ويمثّل فهم أدوارهم ومسؤولياتهم – بما يشمل الأبعاد الجنسانية لإدارة الموارد الطبيعية – منطلقاً لعكس اتجاه التدهور البيئي.
        وتدير المرأة الموارد الطبيعية يومياً في سياق دورها كمزارعة وكمتكفلة بأسرتها المعيشية.  فهي تكون مسؤولة، عادةً، عن زراعة محاصيل كفافية وكثيراً ما تكون لديها معرفة فريدة بأنواع المحاصيل المحلية. وتسير النساء والفتيات الريفيات، من أجل تلبية احتياجات الأسرة، مسافات طويلة لجمع الحطب وجلب الماء. ورغم اعتمادهن على الموارد الطبيعية، فإن درجة حصولهن على الموارد وسيطرتهن عليها أقل مما هي في حالة الرجال. فالرجال هم عادةً الذين يستخدمون الأرض والمياه والنباتات والحيوانات استخداماً تجارياً، غالباً ما يكون أكثر قيمة من الاستخدامات المنزلية النسائية.
        ويتضح انعدام المساواة بين الجنسين أشد ما يتضح في الحصول على الأراضي. فالعادات تحظر على المرأة امتلاك الأراضي في كثير من البلدان. وغالباً ما تكون للمرأة حقوق الاستخدام فقط، التي يتوسط فيها الرجل، وهذه الحقوق غير مستقرة بدرجة عالية. وكثيراً ما تعتمد المرأة الريفية المعدمة على الموارد التي تمثل ملكية مشتركة للحصول على الحطب والعلف والغذاء. وفي كثير من البلدان، يشكل الاستخدام المفرط لتلك الموارد تهديداً خطيراً لسبل العيش في الريف وللأمن الغذائي.
       وبدون ضمان حقوق الأراضي، يصبح حصول المزارعين على الائتمان محدوداً – ويتواجد لديهم حافز ضئيل – للاستثمار في ممارسات الإدارة والصون المحسّنة. ومن الأرجح أن يتخذ النساء والرجال قرارات سليمة بيئياً بشأن إدارة الأراضي عندما تكون لديهم ملكية مضمونة ويعرفون أن بإمكانهم أن يستفيدوا من ذلك.
        وتتسم الإدارة المحسّنة للمياه، وبخاصة الري، بأهمية بالغة لزيادة الإنتاجية الزراعية ولصون الموارد. وتتاح للمزارعات إمكانية محدودة للاستفادة من شبكات الري، أو من القرارات المتعلقة بإدارة الري إذا كانت تلك الاستفادة متاحة لهن: فكثيراً ما تكون العضوية في رابطات مستخدمي المياه مرتبطة بملكية الأراضي. ومحدودية استحقاقات المرأة للمياه تضطر المرأة إلى استخدام ممارسات زراعية كفافية قد تؤدي إلى تآكل التربة، وهو مصدر رئيسي لعدم استقرار مستجمعات المياه.
         وعلى مر الأجيال، شكَّل صغار المزارعين مجموعة متنوعة واسعة من الأنواع المحصولية والسلالات الحيوانية. وإضفاء الطابع التجاري على الزراعة، نتيجة جزئية للتجارة العالمية في محاصيل وحيوانات عالية الغلة، مسؤول  عن حدوث هبوط سريع في التنوع البيولوجي الزراعي، مما يهدد ليس فحسب الإنتاج المحلي بل أيضاً الأمن الغذائي العالمي في نهاية الأمر.
        ولحماية الموارد الطبيعية الموجودة لدى النساء الريفيات والرجال الريفيين فإنهم يجب تمكينهم من المشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على احتياجاتهم وأوجه ضعفهم. ومعالجة الأبعاد الجنسانية لإدارة الموارد الطبيعية ستساعد واضعي السياسات على صياغة تدخلات أكثر فعالية من أجل صون تلك الموارد واستخدامها بشكل مستدام.

أهداف المنظمة للفترة 2008-2013

لقد حددت المنظمة لنفسها، من أجل تعميم قضية تحقيق المساواة بين الجنسين في برامجها في مجال الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، الأهداف التالية حتى سنة 2013:
القضايا المتعلقة بالأراضي وتحقيق المساواة بين الجنسين إعداد نماذج تدريبية بشأن المساواة بين الجنسين والحقوق المتعلقة بالأراضي، واستخدام التحليل الجنساني كجزء أساسي من التخطيط لاستخدام الأراضي.
حالة موارد العالم من الأراضي والمياه 
تناول الفروق في حصول المرأة وحصول الرجل وسيطرتهما وملكيتهما، عند الإبلاغ عن حالة موارد العالم من الأراضي والمياه.
مشروعات إدارة المياه  
جمع ونشر بيانات مفصلة بحسب كل جنس على حدة بشأن الزراعة وإدارة المياه وإدراج التحليل الجنساني في مشروعات إدارة المياه.
الموارد الوراثية النباتية
تناول حصول المرأة وحصتها من الفوائد، عند الإبلاغ عن تنفيذ المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوارثية النباتية للأغذية والزراعة.
غطاء الأراضي ونظام المعلومات الجغرافية  
إقامة نُظم معلومات جغرافية تدمج بيانات بيئية واجتماعية – اقتصادية ذات صلة بنوع الجنس.

0 comments

إرسال تعليق