| 0 comments ]


الطبوغرافيا أو هندسة المساحة بالمصطلح المتعارف عليه 

هي تمثيل دقيق لسطح الأرض بعناصره الطبيعيه والبشرية، 
وتهدف الدراسة الطبوغرافية إلى استغلال إمكانات مظهر السطح
 في كل التحليلات والاستنتاجات المتعلقة به أو بأحد العناصر
 المجسدة والقائمة، بشرية كانت أم حيوية وفي وضعها كإمكانية
 أوعائق. تشكل الطبوغرافية أساسا خرائطيا لدراسة كل مشاريع 
التخطيط والاستصلاح واستعمال أسطح أي كل ما يتعلق باستعمال 
خرائط مظاهر السطح بما في ذلك الهندسية المدنية والأشغال 
العمومية والبناء واستعمال الأرض في مختلف الاختصاصات.
ما أهمية الألوان المستعملة في الخرائط الطبوغرافية؟
 
 إن الألوان على الخريطة الطبوغرافية تساعد على فهم التفاصيل المرسومة عليها بكل سهولة، وتجعل الصورة التي تمثلها أكثر وضوحا، فعند مقارنتنا لخريطتين: إحداهما مثلت عليها التفاصيل والظواهر الطبوغرافية باللون الأسود فقط والأخرىَ مثلت عليها هذه الظواهر بلونين أو أكثر، فإننا سنجد أنه كلما زادت الألوان، كلما توفرت إمكانية التمثيل الدقيق والسهل للمظاهر الطبوغرافية. لذلك فإن أهم الألوان المستعملة في الخرائط الطبوغرافية عادة والمتعارف عليها دوليا هي الآتية:

 - اللون الأسود : وهر خاص بالمظاهر التي استحدثها الإنسان من مساكن وجسور وسكك حديدية وغيرها.
 - اللون الأحمر : يستخدم لتمثيل الطرق الرئيسية، والمجمعات السكنية كالمدن والقرى الهامة.
 - اللون الأزرق : يستخدم لتمثيل كل المسطحات المائية مثل البحيرات، والمستنقعات، والأنهار، والأودية، والبحار والمحيطات.
- اللون الأخضر : يستعمل لتمثيل الغطاء النباتي مثل الغابات والأشجار المنعزلة والحشائش العالية وغيرها.
 - اللون البني : يستخدم لتمثيل المظاهر التضاريسية بواسطة منحنيات التسوية، كما يمثل الصخور والفجاج، والجروف وغيره.





 فكرة تمثيل مظاهر السطح بالرموز الاصطلاحية الطبوغرافية وأهم أنواعها : 
- يقصد بمظاهر السطح مجموع التفاصيل المنتشرة على سطح الأرض سواء أكانت طبيعية أو بشرية. فالطبيعية مثل: مجاري المياه، وحافات البحيرات، وشواطئ البحار، والغابات، وحدود البساتين وغيرها، والبشرية مثل: خطوط المواصلات كالطرق، السكك الحديدية والقنوات والبناءات، من منازل ومساجد وجسور وكل ما هو مصنوع بأيدي البشر.
 إن كل هذه التفاصيل المندرجة تحت اسم مظاهر السطح تمثل برموز وعلامات اصطلاحية طبوغرافية وترسم  بشكل قريب من الأشياء التي تدل عليها، مرئية من أعلى بالملاحظة الجوية العمودية. وهكذا نجد الطريق تمثل بخطين متوازيين، والمنزل المنعزل بمثل بشكل مستطيل صغير. وتعترض رسم هذه الرموز مشكلة مقاييسها، فالمفروض أن تمثل بمقاييسها مصغرة حسب مقياس الخريطة، ولكن هناك بعض التفاصيل إذا رسمت حسب مقياس الخريطة، فإنها تصبح صغيرة جدا بحيث لا يمكن رسمها بصورة واضحة، ولهذا فإنها ترسم برموز اصطلاحية لا علاقة لقياساتها في الرسم بقياساتها الحقيقية على الطبيعة.






فالبئر مثلا على الخرائط يرسم على شكل دائرة زرقاء قطرها 1 ملم، مع العلم أن واحد مليمتر على خريطة بمقياس 1 / 50.000 يمثل مسافة 50 مترا على الطبيعة، بينما قطر البئر على الطبيعة لا يتجاوز مترين في أغلب الحالات، وعلى هذا الأساس فإن الرموز الاصطلاحية الطبوغرافية تصنف كما يلي:

أ - الرموز الاصطلاحية الطبوغرافية المرسومة حسب المقياس: إن هذه الرموز تستعمل لتمثيل التفاصيل الأرضية ذات القياسات الكبيرة والممكن قياسها على الخريطة مثل: مساحة غابة، أو مساحة بلدة، أو قرية، وغير ذلك من التفاصيل ذات القياسات الكبيرة. وهذه الرموز الممثلة حسب المقياس تحدد مساحة التفاصيل الأرضية، وتوضح نوع هذه التفاصيل برموز أخرى مرسومة داخل حدودها.

ب - الرموز الاصطلاحية الطبوغرافية الخارجة عن المقياس. - إن مثل هذا النوع من الرموز الاصطلاحية يستعمل لتمثيل التفاصيل الأرضية ذات القياسات الصغيرة والتي لا يمكن تمثيلها حسب مقياس الخريطة: مثل شجرة منعزلة، منزل، بئر أو غير ذلك.... إن تمثيل مثل هذه التفاصيل حسب المقياس على الخريطة لا يعطينا إلا نقطة صغيرة جدا، لا تؤدي الغرض المطلوب من رسمها. - وتجدر الملاحظة إلى أن الرموز الاصطلاحية الدالة على الطرق، والأودية، والأنهار، تعتبر رموزا خارجة عن المقياس لأن عرضها لا يرسم حسب مقياس الخريطة، وان كانت أطوالها ترسم حسب مقياس الخريطة.

ج- الرموز الاصطلاحية الطبوغرافية التفسيرية.
 – ان هذه الرموز الاصطلاحية تستعمل لتوضيح خاصية من خواص التفاصيل الأرضية ولتبين طبيعتها. فمثلا، نجد في غابة من الغابات بعض أشجار الزيتون مرسومة وحدها وسط الغابة، فرمز هذه الأشجار يعتبر رمزا تفسيريا، يوضح أن هناك أشجار زيتون داخل هذه الغابة، كما أن الدوائر المختلفة الأحجام التي ترسم في المناطق الغابية تعتبر رموزا اصطلاحية تفسيرية، فهي تبين لنا أن أشجار هذه الغابة مختلفة من حيث كبر أو صغر جذوعها وأعمارها.






كما أن الكتابات الكاملة، أو المختصرة التي نجدها على الخرائط الطبوغرافية تعتبر رموزا تفسيرية، فهي تدل على تسميات القرى والمدن، والجبال، وارتفاعات النقط، ومنحنيات التسوية، وغيرها.
إن الرموز الاصطلاحية الخارجة عن المقياس ترسم بأشكال مختلفة لتوضيح طبيعة التفاصيل التي تمثلها، وهناك نقطة في جزء ما منها تعين مكان التفصيل الأرضي بالضبط على الخريطة فالرموز المرسومة حسب بعض الأشكال الهندسية، كالدوائر، والمربعات، والمستطيلات، والمثلثات، فإن مركز الأشكال يعتبر النقطة الدالة على مكان التفصيل الأرضي على الخريطة.







إن الخرائط الطبوغرافية والتعاريف الجغرافية الطبوغرافيا والتضاريس..
 هي تعاريف وصفية بحتة لا علاقة لها بطبيعة التضاريس ولا بشرط تشكلها، ولهذا فالأسماء الطوبوغرافية تستعار عادة من الألفاظ الدارجة، بينما نجد الأسماء الجيولوجية والجيومورفولوجية هي أسماء علمية. ويجري الوصف الطوبوغرافي بصرف النظر عن العناصر المفسرة للتضاريس، وهو واحد مهما كانت الغاية منه، فالضابط والمهندس والسائح العادي يستعملون الأسماء نفسها. أما الدراسة الجيومورفولوجية للتضاريس، فتختلف عن ذلك، إذ يجب عندئذ، إلى جانب ملاحظتنا لصفتها الطوبوغرافية أن نلاحظ مميزاتها (البيئة الجيولوجية وشروط التشكل). فالتعاريف الجيومورفولوجية يمكن أن تتغير إذا تبعا لتقدم العلم ووجهة نظر الشخص القائم بهذه الدراسة، أما التعاريف الطوبوغرافية وتحليل التضاريس فليس هذا شأنها لأنها تعاريف موضوعية بحتة. ولذا علينا أن لا نخلط بين التعاريف الطوبوغرافية والتعاريف الجيومورفولوجية ولابّد من البدء قبل كل شيء بالتعاريف الطوبوغرافية وتحليل التضاريس ثمّ ننتقل بعد ذلك إلى التعاريف الجيومورفولوجية للتضاريس ولا يتطلب تحليلها سوى معرفة التضاريس الطوبوغرافية ومعرفة شكلها الذي تنبئ عنه الخريطة أو المشاهدة، أما التعاريف الجيومورفولوجية فتتطلب معطيات إضافية من طبيعة بنيوية تدل على أصلها ومنشئها ولا يمكن أن يتّم ذلك إلاّ بمساعدة الخريطة الجيولوجية، أو بدراسة الأرض علميا دراسة عميقة. 

 عبدو غصن








































 

0 comments

إرسال تعليق