التطور الفني بأروبا خلال القرن 19

مقدمة:

     للفنون الأروبية تأثير واسع الانتشار في معظم أرجاء العالم أكثر من تأثير أي فن من فنون القارات الأخرى. لقد بدأ هذا التأثير بعد العصور الوسطى، إذ أصبحت دولأوروبا الغربية في مقدمة الدول العالمية ذات النفوذ. وكان للفن الأوروبي أثر كبير على بعض البلدان، ككندا و  و.م.أ اللتين أقامهما المهاجرون من الأوروبيين، كما وصل الفن الأوروبي إلى أجزاء من أفريقيا وآسيا، التي أصبحتضمن المستعمرات الأروبية. إلا أن هذا التأثير بدأ في التناقص حينما بدأ نفوذ أوروبا يتلاشى خلال القرن20 .

:Ãالتاريخ والنشأة: للفن الحديث وللنهضة الفنية:

     الفن هو صنيعه الأفراد ، ولـكنه تعبيراً عن المـكان والـزمان وذلك حسب ( آلان باونيس ) والذي كان أستاذاً لمادة تأريخ الفن الحديث في جامعة لنـدن ورئيس للعديد من المؤسسات الراعية للفن ، وهو الذي أدار الكثير من المعارض الكبرى ، وكذلك عمل كمدير لأكبر وأشـهر دار عرض للفنون التشكيلية في إنكلترا ..... والتي كانت تدعى " تيت ليري " بالإضافة إلي أنهُ لديه العديد من المؤلفات والكتب عن الفنانين أمثال بيكاسو ، غـوغـان وكثيرون غيرهم . وكما رأى الناقد جبرا أبراهيم جبرا ... في تقديمه للكتاب المترجم للأستاذ فخري خليل والمسمى " الفن الأوربي الحديث " فهو يرى أن هذا الكتاب يضعُ التحليلات المرهفة ويقرب شرح المصطلحات الفنية بدقه ، ثم يكشف عن المعرفة لمـا لعبهُ الفن التشكيلي في تغير الرؤية لدى الـمـتـلـقـي..وبتالي كيفية تعميمـها لتنتشر إلى حضارة العصر هـذا .......... والبداية كانت في أوربا ثم إنـتـقـالهـا إلى العالم أجمع .
في ربيع عام 1863 قَدّم رسـام شـاب يدعى " إدوارد أمانيه " إلى لجنة التحكيم في صالون باريس بعضاً من أعماله والتي رفضت جمـيـعـاً ، وكذلك رفضت الكثير من أعمال للعديد من الفنانين ..... مما أغضب آؤلائك الفنانون .... فقاموا فوراً وفي فوره الغضب بتقديم التماسا إلى الإمبراطور نـابـلـيون الـثالـث يوظحون موقفهم الرافض للنتيجه تلك ، والذي بدوره شـك بأنه ....... أن لا بد من أن يكون في الأمر خطـا ...... وألا فهل يـعـقـل أن يرفض كل هؤلاء الفنانون والمئات من الأعمال ...... فلذلك سـمح لهم بإقامة معرضـاً خـاصـاً للرسـوم والأعمال المرفوضة بالذات من قبل لجنة التحكيم.

    وابتدأت النهضة الفنية في اٍيطاليا في القرن 15 مستفيدة من الرخاء الدي عرفته البلاد بفضل دورها في التجارة العالمية أنداك ومن تتشجيع لأمراء والبورجوازية والبابوات وتميزت هده النهضة بعدة خصائص من بينها :

    تأثر الرسامين والنحات باالفن الاغريقي.

    اهتمام الرسامين والنحاتين بالانسان وجعله محورا للأعمالهم حيت بدأت تظهر من جديد للوحات والتماثيل التي تمثل لانسان عاريا وكدلك الاهتمام بالطبيعة بالطبيعة كموضوع للوحة بعد أن كانت تستخدم كخلفية فقط والاهتمام بالمواضيع التي تظهر حب لانسان للحياة الدنيوية .
تطوير تقنيات جديدة في فن الرسم من دلك ظهور للوحات زيتية التي تعتمد ألوانها على زيوت نباتية مما يعطيها نظارة أكتر.

 واشتهر من بين رواد النهضة الفنية في اٍيطاليا عدد كبير من الفنانين ومن بينهم ليوناردو دافينتشي  léonardo da vinci الذي جمع بين الرسم والهندسة وعلوم أخرى وندكر كدلك ميكل أنج michel-ange ومن أشهر أعماله تصميم بناء قبة أكبر كنيسة في العالم وهي كنيسة سان بيير في روما وكدا الرسومات التي تزين سقف كنيسة سيكستين بالاضافة اٍلى عدة تماتيل من أشهرها تمتال "داوود"وهناك أخيرا رفائيل الدي اشتعر بدوره رساما ومهندسا معماريا .
      وقد امتد تأثير النهضة الفنية الايطالية اٍلى باقي أوروبا في القرن 16 ولم يقتصر هذا التأثير على مجاالي الرسم والنحت بل شمل كدلك الهندسة المعمارية.

I- التيارات أوالحركات الفنية بأروبا خلال القرن التاسع عشر:

 -1 الحركة الكلاسيكية الجديدة:

     حركة فنية أوربية , ولدت عام 1750 م تقريبا ضد الأسلوب الفني الذي ساد القرن الثامن عشر , لاسيما بعد التنقيب الذي كشف عن مدن بومباي وهيركولانوم القديمة . كانت روما مركز هذا التيار وقد قام ألاماني فينكلمان Winckelman بنشرة من خلال كتابه "تاريخ الفن لدي القدماء" حيث دعا الى تقليد الفن اليوناني والفن الروماني . كان اكتشاف الماضي أهم العوامل في ظهور الكلاسيكية الجديدة , بالاظافة الى تأثير بالديو Palladio , رغم ولادته في روما , عرف هدا التيار أوسع حركة له في باريس مع برونيات ,لودو , كليريسو , غبريال , سوفلو , فيكتور لويس .
      وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر امتزجت الكلاسيكية الجديدة غالبا بروحانية رومانسية, فأعطت فنا رمزيا يصل أحيانا الى حد السريالية مع أعمال فرانسوا لودو , والانكليزين بلاك , وفوسلي .

    ومن اشهر رسامي الكلاسيكية الجديدة : دافيد , واغرس , جيرودي , وغيرهم .بالنسبة الى الفن الكلاسيكي << وهو الفن الذي لازلنا نعتبره الفن الحقيقي .. وكان من اشهر رواده جاك لوي ديفيد  .. jacques louis david

وهذي أحد لوحاته

 

  لوحة " موت مارات " وتعتبر هذي اللوحه من أفضل اعمال الفنان ديفيد بل وقمة ابداعه .. وهني يصور فيها حدث حقيقي .. وكان متقيد بضرورة تخليص الصورة من كل ماهو زائد وثانوي .. وبساطة التكوين وصرامته والحيويه المتناهية في الصورة المأساوية لشخصية مارات ، خلت هذي الصورة عمل فني راائع .

 2- الحركة الرومانسية:

     الرومانسية أو الرومنتيقية مذهب أدبي يهتم بالنفس الإنسانية وما تزخر به من عواطف ومشاعر وأخيلة أياً كانت طبيعة صاحبها مؤمناً أو ملحداً، مع فصل الأدب عن الأخلاق. ولذا يتصف هذا المذهب بالسهولة في التعبير والتفكير، وإطلاق النفس على سجيّتها، والاستجابة لأهوائها. وهو مذهب متحرر من قيود العقل والواقعية الذين نجدهما لدى المذهب الكلاسيكي الأدبي، وقد زخرت بتيارات لا دينية وغير أخلاقية.

       ونجد تناقض بين الشكل والمضمون، فان هذا التناقض في الفن الرومانسي بين الفكرة وبين شكل عرضها، إنما يوضح بجلاء سمو الفكرة أو الروح المطلق على الشكل الحسّي، أن أله الرومانسية هو الإله المسيحي. وهو لا يظهر في شكل حسّي وإنما كروح مطلق، ومضمونه المحدد هو العقل. ولا تبدو الوحدة بين الإلهي والإنساني ممكنة إلا في الروح، وفي المعرفة الروحية.

كما "أن الصعوبة تكمن في وضع حدود ثابتة للامعقول أو الغير عقلاني")) مقولة لجون جاك روسو(( فبدلاً من توضيح التكوينات حاولوا إعادة تجريب آثارها.

  التأسيس وأبرز الشخصيات:

      بدأت الرومانسية في فرنسا عندما قدّم باحث فرنسي عام 1776م ترجمة لمسرحيات شكسبير إلى الفرنسية، واستخدم الرومانسية كمصطلح في النقد الأدبي.

 ويعد الناقد الألماني فريدريك شليجل أول من وضع الرومانسية كمصطلح نقيض للكلاسيكية ثم تبلورت الرومانسية كمذهب أدبي، وبدأ الناس يدركون معناها الحقيقي التجديدي وثورتها ضد الكلاسيكية.

الرومانسية في أوروبا:

×بريطانيا:
وترجع الرومانسية الإنكليزية إلى عام 1711م ولكن على شكل فلسفة فكرية، ونضجت الرومانسية الإنكليزية على يد توماس جراي وويليام بليك.
×فرنسا:
لا شك أن الثورة الفرنسية 1798م هي أحد العوامل الكبرى التي كانت باعثاً ونتيجة في آن واحد للفكر الرومانسي المتحرر والمتمرد على أوضاع كثيرة، أهمها الكنيسة وسطوتها والواقع الفرنسي وما فيه.
×إيطاليا:
في إيطاليا ارتبط الأدب بالسياسة عام 1815م وأصبح اصطلاح رومانسي في الأدب يعني ليبراليا (أي: حراً أو حرية) في السياسة

ومن اهم رواد هذه الحركة:

تيدور جيركو theadore gericault

لوحة " طوف ميدوزا "

     يتضح في هذه اللوحة ان الفنان اشاع فيها فعالية كشف عن مختلف الإنفعالات في الصور الشخصية .. حيث انتقل من حالة اليأس البادية في الوجوه الى حالة الأمل ... وكان يهدم من رسمها الى تسجيل التغيرات الي يرسمها الموت على الإنسان .

     وعكس فن جيريكو الحركة القوية لبواطن النفوس وعبر عن هول المأساة برقة وعمق .. وهذا كان الي يميز الاتجاه الرومنسي.

3- الحركة الواقعية:

     تأثرت بالثورات الإقتصادية والحالات الإجتماعية الخاصة، تجنبت الخيال والإبتكار وكان شعارها تمثيل الأفعال.

      واتجه فيها الفنانين للخروح للطبيعة ورسمها,وقَل رسم الإنسان بلوحاتهم وكونوا لهم مجموعة عرفت بإسم الباربيزون ..

ومن رواد هذه الحركة :

  :: تيودور روسو  theodore rousseau:   كان روسو يعمل على اشاعة الحيوية في الطبيعة الي تصورها اعماله وبدقة ينقل لنا الاحساس بالتجسيم وبنائية ونوعية كل شجرة يرسمها . وينقل لينا ايضا الاحساس بحجم الشجر من خلاال رسمه اي شي صووبها مثل حيوان او شجرة اصغر ..

كاميل كورو camille corot

"     راعية الغنم تقرأ " هنا نلاحظ حتى لو وجد انسان في لوحات الواقعيين فهم يكونون برى وفي الطبيعة .. هذا ما يمنع بعض الاستثناءات .. ونلاحظ ان بهاته اللوحة بادي الخيال الهادئ ..

4- الحركة الإنطباعية:

 أو كما تم تسميتها في بعض المراجع ب"الحركة التأثيرية".

    وهي إنتقال إلى الواقعية الحديثة ، ارتبطت بنظرية تحليل الضوء ، حيث أعطوا أهمية للضوء كعنصر فعال في إحداث تغيرات بصرية في رؤية الأشكال الثابتة في الطبيعة .
وهي الطريق الفني الذي فتح الأبواب إلى مزيد من الاستقلال والتحرر من عبودية الرؤية الظاهرية للشكل وإلى مزيد من التعمق في أسرار العمل الفني ذاته ومن أسرار العمل الإبداعي بشكل عام .
وصفت هذه الحركة بأنها ثورة من خلال تتابع الأحداث في أوروبا (حروب نابليون، الثورة الفرنسية) واعتبرت من الأحداث المهمة وبدت وكأنها إمتداد للمدرسة الباربيزون Barbizon إلا أنها وقفت موقفاً مغايراً من الواقع نفسه ومن التقاليد والنظم ، لذلك فإن جاءكم هذا السؤال في الاختياري : هل الحركة الإنطباعية إمتداد لحركة الباربيزون ؟ فالجواب بلا وليس بنعم ، حتى لا تقعوا في الخطأ الذي وقعن فيه أغلب الطالبات ، فالملزمة كذلك لم تشير إلى ذلك .. لأن مدرسة الباربيزون تختلف عن الحركة الإنطباعية ..

 Ûأسلوب الحركة :

     حاول رساموا الإنطباعية تقليد الضوء عندما ينعكس على أسطح الأشياء وبالتالي خرجوا إلى خارج المراسم ، ولذلك نرى الفنان الإنطباعي يقوم برسم المنظر أكثر من مرة في الصباح والمساء وعند الغروب لإظهار كيفية تغير الألوان والصفات السطحية في الأوقات المختلفة ، فجو الشتاء والمطر مثلاً يختلف عن أجواء الصيف وهكذا ...

     اللون يعتبر مهم لدى الإنطباعيين حيث اكتفوا بألوان الطيف الضوئي وهي الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقالي والبنفسجي وابتعدوا عن اللون الأبيض والأسود والرمادي والألوان القاتمة .اللوحة الإنطباعية تعريفها: تسجيل مادي لكل ماهو إنعكاس ولما هو أكثر تبدلاً في الطبيعة .

ü ظواهر مهمة لدى الإنطباعيين :

    ظاهر تباين أو تجاور الألوان وهي تولد إحساسات بصرية إيهامية لا وجود لها إلا في عيد المشاهد ..

ü مراحل تطور الحركة :

 أ - الإنطباعية المحدثة:  من أهم روادها Seurat وهو الذي حاول الوصول إلى إنطباعية علمية تلي ما كان مجرد حدسي وهي محاولة لإنقاذ الإنطباعية من خلال توظيف أخطائها، من خلال اللونية الضوئية ..

ب - مابعد الإنطباعية  : وهي رد فعل ضد الواقعية والإنطباعية واهتماماتها بالمظاهر الحسية والمادية حيث اتهمت بأنها موهت الشكل وأهملت الموضوع وكل ما يتعلق بالحياة الإنسانية من أمثال الفنانين غوغان ، سيزان ، فان جوخ الخ..

ويعتبر Claude Monet من رواد هذه الحركة:

وتظهر التقسيمية بشكل واضح من خلال هذه اللوحة.

خلاصة:

للفنون الحديثة جذور قديمة و لا نستطيع حصر روادها ومبدعيها. ولكن يمكن التأريخ لها بدءا بالقرن التاسع عشر الميلادي حيث ظهر الاهتمام بالفنون وظهرت مدارسه و التي قد وجدت الرفض.

  

 Ãخاتمة:

    خلال القرن 19 عاش الفن بعيدا عن نشأة الوضعية وكان اعلانا على نهاية المذهب الطبيعي  ، وفي هذه المرحلة  كان التركيز على الجمال في الحياة  وارتباطهما  بنقاء الانسان ..وتجميل الحياة كانت مرتبطة ومقرنة  بقوة وشخصية  الانسان أخلاقيا ،
وكانت التحولات الجذرية التي طرأت على الفن في نهاية القرن التاسع عشر بدأت بتحولات في الشعور والميل, وقد ساعدت تلك على تحول آخر له اهمية كبيرة في تاريخ الفن وهو الجانب الفكري الذي مهد الطريق لظهور المذاهب الفنية التقدمية المعاصرة . فما نراه اليوم من مظاهر الحرية الفكرية والانطلاق في مختلف الاتجاهات العلمية والفلسفية والادبية والفنية كلها تعود الى المرحلة التي جائت في نهاية القرن التاسع عشر, حيث كانت مرحلة على جانب كبير من الاهمية رغم ما اتسمت به من مظاهر الانحراف والتمرد والفوضى في الافكار' والتي وصفها بعض المؤرخين بالانحدارية , كما وصفها بعض الروحانيين المسيحيين بأنها نهاية العالم والفناء والانقراض ..

à المراجع:

 - الشبكة العنكبوتية.
 - مقال.. نبيل تومي
    الحوار المتمدن - العدد: 1734 - 2006 / 11 / 14
   المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث