الجغرافية البيئية والجيوإيكولوجيا Geoecology:
لقد حاز مفهوم الجيو إيكولوجبا (Geoecology) في المدة الأخيرة اهتمام الكثير من الأوساط العلمية في البلدان المتطورة، من أجل إيجاد علاقة متكاملة Complex، بين المقررات والفروع العلمية ذات الصلة، وقد أطلق اسم (الجغرافية والجيوإيكولوجيا) على الكثير من المعاهد والكليات والأقسام أو الجمعيات العلمية في الكثير من الدول (ألمانية، روسيا، أرمينيا، استونيا، رومانيا وأستراليا على سبيل المثال لا الحصر)([1]).
إن استخدام مصطلح الجيوإيكولوجيا ينطلق بشكل أو بآخر من المحاكاة بين ممثلي الجغرافية والجيولوجيا، في محاولة منهم لفهم الوسط المحيط باعتبار أن صخور القشرة الأرضية تشكل الأساس الصلب الذي تقوم عليه مختلف أشكال الحياة.
ويقول Reimers: إن الجيوإيكولوجيا تعد جزءاً من علم البيئة، وبحسب بعض الآراء تعد جزأ من علم الجغرافية، تدرس الأنظمة البيئية (Ecosystem) أو الجغرافية (Geosystem) بشكل دقيق، بما في ذلك دراسة الغلاف الحيوي (Biosphere) ومصطلح النظام البيئي يرادف مصطلح اللاندشافت، وأحياناً مصطلح بيوجيو تسينوز([2]).
ويمكن القول: إن الجيوإيكولوجيا فرع من فروع المعرفة يقع بين حقول الدراسة (الجغرافية والجيولوجية) بشكل خاص، وهو يدرس التفاعل والعلاقات المتبادلة بين عناصر البيئة، ويدرس العمليات والظواهر التي تبرز في الأنظمة الجغرافية عندما تتعرض للتأثيرات البشرية المصطنعة المركزة والمستمرة.
ويمكن تلخيص المنهج العلمي للجيوإيكولوجيا على الشكل التالي:
1 - دراسة وافية لديناميكية تغير المظاهر الطبيعية لسطح الأرض (اللاندشافت الطبيعي)، بسبب التأثير البشري المفتعل.
2 - دراسة معمقة للعوامل الجيومورفولوجية، والجيوكيميائية، والجيوفيزيائية، التي تؤثر على عناصر الوسط الطبيعي.
3 - دراسة الأغلفة الجغرافية (الحيوي والجوي والمائي والأرضي).
4 - دراسة منهجية واضحة للبحث في إمكانية التنبؤ البيئي، خاصة باستخدام منهج الموديلات الرياضية، وذلك لمحاكاة الواقع رياضياً أو مخبرياً أو حاسوبياً، من أجل التنبؤ بالتغيرات التي يمكن أن يتعرض لها.
5 - دراسة مستوى التلوث الذي تتعرض له البيئة، ومصادره وأشكاله وأنواعه وشدته على مستوى الوحدات الجغرافية الكبيرة والصغيرة.
إن الهدف الرئيسي للجيوإيكولوجيا المعاصرة دراسة التنظيم المكاني - الزمني للأنظمة الجغرافية،
ودراسة العمليات والعلاقات المتبادلة بين المجتمع والطبيعة، في أي وحدة مساحية، من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تسمح بتحليل عملية تبادل المادة والطاقة، ودراسة الظروف الطبيعية، ومعرفة بنية اللاندشافت وتركيبه ووظائفه من أجل تحسين هذه العلاقات، ومنع حدوث التغيرات السلبية في الوسط الطبيعي.
5-2- بعض الآراء في مكانة الجغرافية ودورها في حماية البيئة:
إن الحديث في هذا الموضوع على درجة كبيرة من الأهمية بسبب اختلاف أراء بعض الجغرافيين فيما يتعلق بمكانة الجغرافية، ودورها في حل المشكلات المعاصرة بشكل عام، حيث يمكن تصنيف هذه الآراء بعدة اتجاهات، منها:
1 - اتجاه يرى فيه بعض الجغرافيين أن الجغرافية باعتبارها علماً تعاني من النكوص والتقوقع، ومن تراجع مساهمتها في تطور العلوم وتقدم البشرية، وعدم قدرة مناهجها الحالية على مسايرة التطور المعاصر، منهم (الشنيطي 1969 م)، (أنوشين 1973 م)، و(خير 2000 م) الذي يرى: إن حالة التخبط والقلق التي يعيشها الجغرافيون في هذه الأيام إنما تعزى إلى افتقار الجغرافية إلى تحديد واضح لطبيعتها وموضوع دراستها، كما أن غيابها عن الساحة العملية قد عزز الدعوى القائلة بعدم قدرتها على المشاركة في عمليات التخطيط والتنمية([1]).
كذلك (الطيب 1995) الذي يتحدث عن الدور التاريخي المؤثر الذي كان للجغرافية في تطور الفكر الإنساني، ومعالجة الكثير من المشكلات التي واجهت المجتمع البشري، ولكن رغم ذلك «لا تلعب الجغرافية في المجتمع المعاصر الدور الذي ينبغي أن تلعبه، ولا تضطلع بالمهام التي يمكن أن تؤديها، خاصة في عالمنا العربي، ويتساءل عن أسباب ذلك، وهل تعود للجغرافية بوصفها علماً أو إلى تقصير الجغرافيين أنفسهم»([2]).
2 - اتجاه آخر، يرى فيه جغرافيون آخرون أنه تم العزوف عن علم الجغرافية مقابل الاهتمام بعلم البيئة، مع أنهما يتنازعان الموضوع نفسه فيرى الحصري /1986 «إن كلاً من الجغرافية وعلم البيئة يتنازعان الموضوع ذاته، فكلاهما يتوضع على منطقة التلاقي بين علم الحياة وعلم الفيزياء، والكيمياء، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، إلا أنه من الواضح أن البيئيين فرضوا أنفسهم على الرأي العام أكثر من الجغرافيين»([3]).
3 - اتجاه ثالث لجغرافيين آخرين يرى عكس ذلك، «وأن الجغرافية تضم كل ما يتعلق باستخدام الطبيعة، بما في ذلك حماية الطبيعة، وحماية الوسط المعيشي للإنسان، وتأثير نشاطات الإنسان المختلفة على هذا الوسط، (Reimers 1990)، وهذا البعض يرى أيضاً أن الجغرافية كانت وستبقى في طليعة العلوم القادرة على المساهمة في حل المشكلات التي تعاني منها البشرية، بما في ذلك مشكلات حماية (3) علي منير الحصري، الجغرافية والبيئة من المنظور التربوي، المجلة الجغرافية السورية، العدد 21، دمشق، حزيران 1996 م، ص 90 .
البيئة من التلوث، والاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية، ووقف سباق التسلح، وكبح جماح الحروب، وحل مشكلات الفقر والانفجار السكاني وغير ذلك.
لأنها بحكم موقعها بين العلوم، وكونها علماً شمولياً تركيبياً قادراً على الربط بين مختلف المسائل، ووضع الحلول المناسبة لها، فيرى شريف / 1996، أن من " أخص خصائص الجغرافية البحث عن العلاقات بين مختلف الظاهرات، ثم تحليل الظاهرات الطبيعية، والبحث عن علاقاتها بالنشاط البشري عامةً»([1]).
أما كاربوف / 1989، فيرى «أن العلاقة بين المجتمع البشري والطبيعة هي علاقة أبدية، وأن هذه المسألة كانت دائماً في مركز اهتمام علم الجغرافية ولكن هذه المسالة أصبحت الآن مشكلة ذات محتوى جديد، وقد ازدادت تعقيداً واتساعاً، وحلها يحتاج إلى تعاون مختلف العلوم، والجغرافية تستطيع أن تقدم خبرة منهجية لدراسة المشكلات العالمية وحلها»([2]).
5-3- دور الجغرافية في حماية البيئة والموارد الطبيعية:
إن مشكلة نفاد الموارد الطبيعية، تعد من المشكلات المستعصية أمام البشرية، وسوف يزداد خطر هذه المشكلة يوما بعد يوم، مع تزايد استهلاك المواد الخام الطبيعية واستنزافها، وتزايد عدد السكان بشكل كبير جدا، وخاصة سكان المدن، وسكان البلدان النامية على الأخص، وما يرافق ذلك من مشكلات بيئية مختلفة، حيث إن الكثير من العلماء والمهتمين يؤكدون بأن البشرية أمام مفترق طرق خطير، إما أن تسلك طريق السلامة بوعي وإدراك لأهمية الموارد الطبيعية وترشيد استخدامها بما يحقق مصلحة الأجيال الحالية ومصلحة الأجيال القادمة والبشرية جمعاء، وإما أن تسلك البشرية طريق الندامة إذا استمرت في تدمير النظم البيئية واستنزاف الموارد الطبيعية بشكل صارخ، كما يحدث هذه الأيام من دون مراعاة قدرة هذه الموارد على التجدد المناسب الذي يؤمن استمرارية توفر الموارد بالشكل المطلوب.
بشكل عام يمكن القول إن الموارد الطبيعية المتجددة يتم استغلالها في الوقت الحاضر بشكل يفوق قدرتها على التعويض أو التجدد، نتيجة لكل ذلك فإن قدرة الكرة الأرضية على إعالة الحياة آخذة بالتناقص بشكل خطير، وبدرجة لا يمكن إيقافها في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد البشر بشكل سريع، وتزداد معها بطبيعة الحال معدلات الاستهلاك مما يسبب ضغطا شديدا ومتزايدا على موارد الأرض.
ومع ذلك لم يتعلم الناس بعد كيف يعيشون ويتعايشون مع الظاهرة التي لا يمكن تعويضها في عالمنا ألا وهي الغلاف الحيوي (البيوسفير)، الذي يشكل تلك القشرة الرقيقة من الكرة الأرضية التي تضم عناصر الحياة، ومقومات وجودها واستمرارها، فقد أدى الفشل في القدرة على التعايش مع الغلاف الحيوي إلى حدوث تناقص في القدرة الإنتاجية لكوكب الأرض.
لقد وفر كوكب الأرض للكائنات الحية التي تعيش عليه مستلزمات الحياة من خلال توفر الموارد الطبيعية، كالهواء والماء والتربة والنبات والحيوان والمعادن وغير ذلك مما أنعم الله على مخلوقاته من موارد وعناصر تستمد استمرارية بقائها من خلال نظام تبادل المنفعة أو تبادل ما يسمى بالمادة والطاقة، حيث يستمد كل عنصر وجوده من خلال بقية الكائنات الحية والعناصر غير الحية بحيث يتحقق التوازن البيئي في الوسط الحيوي كله.
إن الأرض تؤلف نظاما بيئيا مفتوحا يتم فيه تبادل المادة والطاقة، ولكن الأرض في نفس الوقت تعد كوكبا محدود الحجم والموارد، وقد استغرقت ملايين السنين حتى وصلت إلى نظام بيئي مستقر فيه من التنوع الحيوي والتشابك ما يسمح باستمرار هذا التنوع وهذا التوازن والمحافظة عليه، ومع ذلك بقيت الموارد الطبيعية تعني أشياء مختلفة باختلاف الناس، فهي تعني عند التاجر الذي ينشد الربح شيئا مختلفا عما تعنيه عند رجل السياسة، أو عند المهتم بقضايا البيئة. ومهما يكن من أمر فإن الموارد الطبيعية في البيئة التي تعود إلى الأنماط النباتية والحيوانية والصلبة والسائلة والغازية تكَون بشتى أنواعها نظاما بيئيا متكاملا، وقد تعرضت خلال فترات زمنية مختلفة إلى ضغوط وتأثيرات مختلفة ومتفاوتة، كالتلوث والاستنزاف وكوارث الانقراض.
من أجل حماية الموارد الطبيعية لا بد من اتخاذ الإجراءات المدروسة من قبل الحكومات، والشعوب، والمنظمات، بهدف الاستغلال المنطقي والعقلاني للموارد الطبيعية لغرض حمايتها وإصلاحها، والمحافظة على الطبيعة من التدهور والتلوث، بحيث يؤدي ذلك إلى خلق ظروف مثالية مناسبة لحياة المجتمعات البشرية والاستجابة لجميع احتياجاتها المادية والثقافية للأجيال الحالية والأجيال المقبلة.
سؤال مشروع كثيراً ما يتم طرحه، ما دور الجغرافية في حماية البيئة، والمحافظة على الموارد الطبيعية ؟
وللإجابة عن هذا السؤال سوف نبين في هذا الكتاب، أهمية الجغرافية، ودورها في حماية الموارد الطبيعية وترشيد استغلالها، بما في ذلك دورها في حماية الموارد المائية ودراسة العلاقة المعقدة بين الغلاف المائي ومختلف عناصر الوسط المحيط، وحماية الهواء والغلاف الجوي من التلوث، وإظهار العواقب الناتجة عن ذلك، وكذلك المحافظة على التربة وصيانتها باعتبارها من العناصر الضرورية للحياة، وقاعدة مهمة للإنتاج، ومجالاً مكانياً لتنظيم الاقتصاد والعمران، ووسطاً لحياة الإنسان وغيره من الكائنات الحية، أضف إلى ذلك دور الجغرافية في حماية البيئة من الحروب وسباق التسلح، ومخاطر الحرب النووية.
ويمكن التأكيد على أهمية الجغرافية ودورها في التخطيط والتنبؤ على مستوى الوحدات الجغرافية المختلفة (الأنظمة الجغرافية) من أجل تحسين البيئة، وحمايتها، وإدارتها بشكل سليم لما فيه مصلحة البيئة، وخير الإنسان، والمجتمع البشري، باعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من عملية التخطيط الجغرافي العلمي الصحيح، وذلك بمشاركة العلوم الأخرى لأن حل المشكلات البيئية المعاصرة لا يمكن أن يتم في إطار علم واحد فقط.
وبما أن المشكلات البيئية (الايكولوجية)، لم تعد محصورة في مكان محدد، وإنما هي الآن مشكلات عالمية لا تعرف الحدود الجغرافية - السياسية، الدولية أو الإقليمية ولا تعترف بها، ومعظمها مشكلات جغرافية (مكانية) قبل كل شيء، ترتبط بالمكان وتصبح فاعلة ومتغيرة في الزمان، تتأثر وتؤثر في مختلف عناصر النظام البيئي (Ecosystem) الجامدة والحية، التي تشكل في معظمها عناصر النظام الجغرافي (Geosystem)، وبشكل خاص الإنسان الذي يعد أهم هذه العناصر في كلا النظامين.
إن حماية البيئة هي مجموعة من الإجراءات التنظيمية (التكنولوجية، الاقتصادية، الإدارية، القانونية، التربوية، الخ) التي تقوم بها الحكومات والجهات الرسمية والشعبية بهدف حماية البيئة واستغلال مواردها بشكل عقلاني ومنظم، يضمن للأجيال الحالية والمقبلة تأمين حاجاتها المادية والروحية الآن وفي المستقبل.
أو حماية البيئة هي سياسة وفلسفة إدارة البيئة، من أجل المحافظة على الموارد الطبيعية من التدهور والاستنزاف والتدمير، لكي تضمن موارد كافية لمصلحة الأجيال في الحاضر والمستقبل، وهذه الحماية تشمل ثلاثة أجزاء هي([1]):
1- حماية النباتات والحيوانات والموارد البيئية، والمناطق الحضارية، والمواقع التاريخية من التلوث والاستنزاف والاستخدام غير العاقل.
2- استغلال الموارد الطبيعية بما يكفل دوام عطائها لتأمين حاجات الإنسان المتزايدة، ليس في الوقت الحاضر فقط، وإنما للأجيال القادمة.
3- تطبيق برامج تحسين البيئة وصيانة الموارد اعتمادا على التخطيط البيئي.
ولكن من المهم في التخطيط البيئي، مساهمة الجغرافية، خاصة الجغرافية التطبيقية، الميدانية، في الحصر الشامل والمتكامل للموارد الطبيعية ثم وضع الخطط والبرامج المناسبة لحمايتها.
تعد الجغرافية الأساس العلمي للتخطيط البيئي، ويعد التخطيط البيئي مجالاً تطبيقياً لها، وحتى تنجح الجغرافية في هذا المجال عليها تعميق أسسها النظرية المفيدة في تفسير العمليات والتطورات الجارية في الطبيعة، والتنبؤ بمستقبلها، والتخطيط لإدارتها من أجل تحقيق التنمية المتوازنة الآمنة للبيئة والاقتصاد والمجتمع([2]).
والتأكيدات على أهمية وفاعلية دور الجغرافية في حماية البيئة والموارد الطبيعية كثيرة، فعلم الجغرافية الحديث يمتلك مقدرة علمية هائلة تعطي له دوراً عظيماً في هذا المجال، لا يقل بأي شكل من الأشكال عن دور العلوم الأخرى كالفيزياء والكيمياء والأحياء وإسهامها في التطور العلمي بما يساعد في إيجاد ظروف طبيعة مناسبة لحياة الإنسان، ويعتقد باراسوف «أن كل مختص في حقل حماية الثروة الطبيعية يجب أن يكون ملماً إلماماً تاماً بالعلوم الجغرافية».
وإذا كانت مشكلة حماية الطبيعة مرتبطة كلياً بمعرفة العلاقة بين الإنسان والطبيعة، فإن دراسة هذه العلاقة تقع أساساً على عاتق الجغرافيين الذين يتعاملون مع هذه المسألة بنظرة شمولية تتفهم دور جميع العناصر في البيئة([3]).
وتولي الجغرافية أهمية خاصة لدراسة التغير الذي يتعرض له النظام الجغرافي، وشدة هذا التغير (1) الصديق محمد العاقل، محمد عياد مقيلي، علي عبد الكريم علي، تلوث البيئة الطبيعية، منشورات الجامعة المفتوحة، ليبيا، 1990، ص 37 .
وسرعته ومقياسه، ودراسة عواقب التأثير البشري المصطنع، ومعرفة مصادر الملوثات ونوعيتها وتركيبها وانتقالها، خاصة أن العلاقة بين الإنسان والبيئة هي علاقة قديمة جداً، وهذه العلاقة كانت دائماً في مركز اهتمام علم الجغرافية، ولكن هذه العلاقة تعرضت للكثير من التغير عبر الزمن وازدادت تعقيداً بسبب تشابكها وزيادة اتساعها لتأخذ مقياساً عالمياً (كونياً)، ونتائج ذلك أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على الطبيعة وعلى مختلف جوانب الحياة (الاجتماعية والمادية والروحية) للمجتمعات الحديثة، ومن مظاهر هذه المشكلة زيادة استنزاف الموارد الطبيعية، تلوث البيئة، الانفجار الديموغرافي، الجوع وسوء التغذية للعدد الأكبر من سكان العالم وغير ذلك من المظاهر.
تساعد الجغرافية في تقديم الحلول المناسبة للكثير من المشكلات البيئية المعاصرة خاصة تلك المشكلات التي يتعرض لها الغلاف الجغرافي، لأن تلك المشكلات لا يمكن حلها إلا من خلال دراسة العلاقات المتبادلة المباشرة وغير المباشرة بين مختلف عناصر الغلاف الجغرافي وأخذها بالحسبان.
وبحسب (ل. ن. كاربوف)، فإن مساهمة الجغرافية في حل المشكلات البيئية يمكن أن تتم من خلال الأمور التالية:
1- إيجاد الحل للمشكلات العالمية يشكل محور اهتمام فروع علمية مختلفة كما هو معروف، وقبل اتخاذ قرارات محددة بهذا الشأن يجب القيام بأبحاث مختلفة تشارك فيها الكثير من العلوم، وكون الجغرافية أحد أهم العلوم التركيبية (التي تجمع ما بين العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية)، فإنها تستطيع أن تقدم خبرة وأساساً علميا منهجياً لدراسة هذه المشكلات العالمية.
2- وضع قاعدة بيانات، تضم المعلومات المطلوبة والمتوافرة عن المشكلات العالمية تعتمد على أبحاث علم الجغرافية كسجلات المسح الجغرافي، والخرائط، والمعلومات المحددة الدقيقة التي تنطوي تحت إطار الأبحاث الجغرافية، ويمكن توسيعها بحسب ما يتطلبه حل تلك المسائل.
3- أي من المشكلات العالمية تملك بدون شك مواصفات إقليمية، والجغرافية تقدم الخبرة المطلوبة لدراسة العمليات الطبيعية والبشرية، وتحليل العلاقات المتبادلة بين مختلف العناصر ضمن الإقليم وبينه وبين الأقاليم الأخرى([1]).
وتساعد الجغرافية في تقديم الحلول المناسبة للكثير من المشكلات البيئية المعاصرة وخاصة تلك المشكلات التي يتعرض لها الغلاف الجغرافي، لأن تلك المشكلات لا يمكن حلها إلا من خلال دراسة العلاقات المتبادلة المباشرة وغير المباشرة بين مختلف عناصر الغلاف الجغرافي وأخذها بالحسبان. إن الغلاف الجغرافي للأرض يشمل ثلاث مجموعات من الأنظمة: البيولوجية، الاجتماعية، التكنولوجية، وهذه الأنظمة تعد موضوعات لدراسة العلوم: البيولوجية، الاجتماعية، الاقتصادية والتكنولوجية. وهي تمثل مجتمعة ثلاثة نماذج للأنظمة البيئية: نموذج بيوجغرافي، نموذج اجتماعي - اقتصادي - جغرافي، ونموذج جغرافي هندسي، مما أدى إلى ظهور ثلاث اتجاهات إيكولوجية - جغرافية تعتمد على عدد من الفروع العلمية القديمة والحديثة، التي تبحث في اتجاهات مختلفة، من أجل التوصل إلى نظام معرفي متكامل عن العلاقات المتبادلة بين الكائنات الحية، بما في ذلك الإنسان والمجتمع البشري، وعلاقاتها مع الوسط الجغرافي الطبيعي([2]).
Geography Magazine ,Leningrad University , Cycle , 7 , N 3 , 1990 , p .50 (باللغة الروسية )
كما أن تلوث البيئة وسرعة التغير الذي تتعرض له يتطلب المزيد من الاهتمام ليس فقط بمسألة حماية البيئة وإنما بمسألة التنبؤ حول وضعها في المستقبل القريب أو البعيد، ويعد الدور الجغرافي في حل هذه المسألة على جانب كبير من الأهمية، حيث إن الدراسات الجغرافية تشير إلى التغيرات المحتملة التي قد تصيب الأنظمة البيئية (الجغرافية)، خاصة تلك التغيرات أو الأزمات وشيكة الحدوث، والعمل بفعالية من أجل توجيهها وإدارتها والتخفيف ما أمكن من الآثار السلبية أو غير المرغوبة الناتجة عنها.
- التنبؤ الجغرافي:
إن الباحث الجغرافي يريد أن يتنبأ مثلاً بظاهرة التحضر، أو التصحر، أو التلوث، أو غير ذلك من الظواهر البيئية الحضرية، أو الريفية، أو الطبيعية لمعالجتها والتخطيط لها قبل حدوثها([1]).
إن التنبؤ والاستشراف له أهمية قصوى بالنسبة للجغرافيين، لأنه يساعدهم في تقديم تصورات معينة لمستقبل أية مشكلة تواجههم، والجغرافي يستطيع عن طريق استخدام المعطيات المختلفة المتوافرة تطوير أساليب علمية للتنبؤ بالمشكلات التي تتعرض لها البيئة، والعواقب الناتجة عن ذلك، واقتراح الحلول المناسبة للحد من هذه المشكلات وأخطارها.
ومن المفترض أن تأخذ مثل هذه الدراسات الطابع الهرمي، أي تبدأ من مستوى الأقاليم ثم الدول فالقارات وأخيراً العالم، وإن أية مشكلة عالمية لا يمكن إيجاد حل مناسب لها من دون تحضير أولي أو تمهيدي على مستوى الإقليم، والبحث عن طرائق متخصصة لحل هذه المشكلة في الظروف المحلية الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية، وهذه الإجراءات تعد جزءاًً مهماً من عملية التنظيم المكاني الذي يعد من أهم وظائف الجغرافية المعاصرة.
- دراسة الكوارث الطبيعية والبشرية:
من أهم وظائف الجغرافية توضيح الضائقات أو الكوارث الإيكولوجية ومدى انتشارها وتوزعها ونتائجها ودراستها، واقتراح الإجراءات العلمية الضرورية للتخفيف من حدتها وللمحافظة على الاستقرار البيئي والانتقال إلى حدوث تطور بيئي متوازن على المستوى الكوني، عبر فهم آلية العمليات التي تجري في الطبيعة وانعكاس ذلك على التجمعات البشرية وردود الأفعال المختلفة تجاه ذلك. ومما يؤكد أهمية هذا الموضوع أن منظمة الصحة العالمية اختارته موضوعا للاحتفال بيوم الصحة العالمي في يوم 7/4/2007م، من أجل تسليط الضوء على الوضع الصحي والإنساني والبيئي الذي يعاني منه العديد من سكان العالم بسبب الكوارث الطبيعية كالزلازل والأعاصير، والفيضانات، أو الكوارث البشرية كالصراعات والحروب، وما تسببه هذه الكوارث من آثار مدمرة على الإنسان والبيئة.
ومما لا شك فيه أن دور الجغرافية والجغرافيين في دراسة مثل هذه الأزمات والمشكلات الإيكولوجية العالمية واقتراح الحلول المناسبة لها، يمكن أن يكون كبيراً من منطلق أن مشكلات البيئة، ظهرت لأن العمليات الاجتماعية الاقتصادية لم تتطور بالشكل الذي يأخذ بالحسبان خصائص الوسط المحيط والتفاعلات التي تجري فيه والضغط البشري المصطنع الذي يقع عليه.
(2) صفوح خير، الجغرافية، موضوعها ومناهجها وأهدافها، دمشق، دار الفكر 2000م، ص 377.
وتقدم الجغرافية تصورا محددا لمسألة الأمن البيئي الوطني والإقليمي والعالمي، وتأثير انتقال الملوثات عبر الحدود، واستغلال الموارد الطبيعية على المستوى الإقليمي والعالمي، ومدى كفاية هذه الموارد في تأمين حاجات البشرية الآن وفي المستقبل.
وخلاصة لما سبق عن دور الجغرافية في حماية البيئة وحل المشكلات البيئية يمكن القول: إن للجغرافية بوصفها علماً تركيبياً، شمولياً، أهمية كبيرة ودوراً طليعياً كانت وما زالت تؤديه، ويتجلى هذا الدور في الأمور التالية:
1- في مكافحة تعطيل الأنظمة البيئية الطبيعية، وإيجاد الحل للكثير من المشكلات التي تعاني منها البيئة، سواءً تلك المشكلات التي تتعلق بتلوث الماء والهواء والتربة، واستنزاف الموارد الطبيعية، وتدهور الوسط الحيوي النباتي والحيواني.
2- في مكافحة تعطيل الأنظمة البيئية الاجتماعية، وحل المشكلات المتعلقة بها كالانفجار السكاني والجوع والفقر والجريمة والمخدرات وغير ذلك.
3- إذا كان الجغرافيون جادين في إيجاد الحلول للمشكلات الإيكولوجية فيجب عليهم التركيز على المداخل الجغرافية، وتطوير أساليب وطرائق كمية مختلفة لدراسة الأنظمة الجغرافية الطبيعية والبشرية، ودراسة العلاقات المتشابكة فيما بينها عن طريق استخدام طرائق الرصد والمراقبة (Monitor)، أي القيام برصد جيو إيكولوجي شامل للنظام الجغرافي والتغيرات التي يتعرض لها، وكذلك القيام بالتنبؤ، والتوقع، والكشف عن الموارد الطبيعية والبشرية والإسهام بفعالية في التخطيط الإقليمي الفعال.
4- يجب أن يكون للجغرافيين وجود وتمثيل في أي مشروع، وفي أية لجنة وطنية أو إقليمية أو عالمية، تعمل من أجل حماية البيئة وحل المشكلات التي تعاني منها.
5- على الجغرافيين الاهتمام بحقيقة أن مشكلات الوسط المحيط يمكن النظر إليها من وجهات نظر مختلفة، وبالتالي فإن طرائق حلها مختلفة أيضاً.
|
5-4- الموارد الطبيعية
5-4-1- تعريف الموارد الطبيعية:
يمكن تعريف الموارد الطبيعية بأنها تلك المواد والظاهرات الطبيعية التي لا دخل للإنسان في وجودها، ولكنه يعتمد عليها في حياته ويتأثر بها ويؤثر فيها. أو هي إجمالي الموارد المكونة للبيئة بما في ذلك الكتلة والطاقة والأشياء البيولوجية والأشياء الحية التي تسمى بالرصيد العام([1]).
وهذه الموارد تشكل الأساس المادي لعمليات الإنتاج المختلفة، وهي مهمة جداً لوجود المجتمع البشري، ومن أجل تحسين المستوى المادي والمعيشي للإنسان، وتوفير الحاجات والمتطلبات المادية والمعنوية له. ونظراً إلى أهمية الموارد الطبيعية، فقد تشكلت العديد من الهيئات والمؤسسات والجمعيات الدولية والإقليمية والمحلية، التي تهدف إلى دراسة الموارد الطبيعية، ومعرفة المخاطر التي تتعرض لها وتحديدها، والعمل على صيانة هذه الموارد والتخفيف من حدة المخاطر التي تتعرض لها، ومن هذه الهيئات، الاتحاد الدولي لصيانة الطبيعة(IUCN)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، والصندوق العالمي للحياة البرية (WWF) وغيره.
ولكن ومع كل الفوائد التي تقدمها الموارد الطبيعية للبيئة والإنسان، فإن هذه الموارد تتعرض لضغوط مباشرة قلما تؤخذ نتائجها بالحسبان، وربما ترجع معظم هذه الضغوط إلى الجهل بقوانين الطبيعة والقفز فوقها، أو إلى النية الحسنة في حالات أخرى، وهذا يقود إلى ضرورة الوقوف على التغيرات الجارية في البيئة، وتقييم السياسات البيئية والتأثيرات التي يقوم بها الإنسان في الزراعة واستخدام الماء والمعادن، والتوسع في الصناعة واستنزاف الموارد التي تحتاج إليها بعض الصناعات، وغير ذلك من الأنشطة البشرية المؤثرة في الموارد الطبيعية، وفي توازن الأنظمة البيئية واستقرارها.
كما أن الإستراتيجية العالمية لصيانة الموارد الطبيعية تركز اهتمامها على العقبات التي تمثل المعوق الرئيسي للتقدم والتنمية، ومن هذه العقبات الاعتقاد بأن حماية الموارد الحية هو نشاط متخصص أكثر من كونه عملية متشابكة، وكذلك الفشل المتواصل في إدماج برامج الحماية مع برامج التنمية. ومن معوقات التنمية أيضا قصور التخطيط البيئي، ونقص القدرة على الصيانة بسبب تحكم التشريعات غير الملائمة، ونقص جهود دعم الصيانة وانعدام روح المسؤولية بين من يستخدمون الموارد الحية أو من لهم صلة، أو تأثير فيها ولا تستثنى الحكومات من هذا الأمر.
لذلك يجب العمل على القضاء على هذه العقبات بصفة دائمة، لأنه من الممكن أن يتم النجاح في إنقاذ الأحياء، أو حماية منطقة ما، أو التقليل من المردودات الضارة على البيئة، ولكن مثل هذا النجاح قد يصبح أمرا مؤقتا، أو لا قيمة له، ويحكم عليه بالفشل الذريع إذا لم تبادر كل دولة بتقوية قدراتها على صيانة مواردها وتحسينها، وحماية بيئتها بصفة دائمة ومستمرة.
5-4-2- تصنيف الموارد الطبيعية:
يصنف الجغرافيون الموارد الطبيعية بطرق مختلفة، حيث يمكن تصنيف الموارد الطبيعية في المجموعات الرئيسة التالية([1]):
أولا - موارد طبيعية متجددة غير قابلة للنفاد:
وهذه الموارد توجد بكميات كبيرة جداً، ومنها الموارد المائية والمناخية والفلكية، وهي متجددة باستمرار وغير قابلة للنفاد.
ثانياً - موارد طبيعية متجددة قابلة للنفاد:
وهي عادة تلك الموارد التي تنفد بسرعة مثل الحيوانات البرية والغطاء النباتي الطبيعي، والتربة نتيجة الاستغلال المكثف لها، أو لتغير الظروف البيئية التي توجد فيها، وعند استنزاف هذه الموارد يمكن أن تتجدد بشكل طبيعي إذا توفر الزمن اللازم والظروف المناسبة لذلك. وفي بعض الأحيان فإن الموارد الطبيعية القابلة للتجدد تصل إلى درجة من التدهور بحيث أن عملية تجديدها تصبح من الأمور المستحيلة، وفي هذه الحالة يمكن اعتبارها من الموارد الطبيعية غير المتجددة، أو غير القابلة للتجدد مثل القضاء على بعض أنواع النباتات أو الحيوانات وانقراضها بشكل كامل.
ثالثاً - موارد طبيعية غير متجددة وقابلة للنفاد:
ومنها الثروات الباطنية ومصادر الوقود الاحفوري والنفط والغاز وغيره، إذ إن بعضها تكون تحت ظروف بيئية خاصة خلال العصور الجيولوجية القديمة ومر على تكوينها آلاف أو ملايين السنين. إن مثل هذه المواد التي تكونت عبر الزمن لا يمكن صنعها من قبل الإنسان وحتى لو توافرت مثل هذه الإمكانية فإن تكاليفها باهظة جدا في الوقت الحاضر، ونفاد الموارد الطبيعية يعني أن كمية المواد والطاقة التي تدخل في عملية الإنتاج أو التي تستهلك لأغراض أخرى أكبر من تلك الكمية التي يمكن للطبيعة أن تعيدها أو تنتجها في الفترة الزمنية نفسها التي يتم استهلاكها فيها.
ومن المهم جداً بالنسبة للموارد الطبيعية ليس الكمية والحجم فقط بل النوعية والمحافظة على هذه النوعية، فالموارد المائية على سبيل المثال عظيمة وخاصة ما يوجد منها في البحار والمحيطات العالمية، ولكن كمية المياه العذبة محدودة جدا.
رابعاً - موارد مستبدلة وموارد غير مستبدلة:
وذلك حسب إمكانية استبدال مورد بمورد آخر، مثلاً موارد الطاقة مستبدلة (النفط بدل الفحم الخ ….) بينما الأكسجين والماء خامات غير مستبدلة.
خامساً - موارد مستعاضة وميسرة وموارد كامنة:
وهي موارد يمكن تعويضها أو استرجاعها أو هي في متناول اليد، وأخرى لا يمكن استخدامها في الظروف الحالية (لأسباب مختلفة تقنية، بشكل خاص).
وبما أن الكثير من الموارد الطبيعية غير متجددة وقابلة للاستنزاف، فإن تدهورها وتغيرها وعدم حمايتها يؤدي إلى حدوث نتائج سلبية مباشرة أو غير مباشرة، وبعيدة الأثر في البيئة والتوازن البيئي، مما يجعل الاهتمام بحماية هذه الموارد وترشيد استغلالها مسألة على درجة كبيرة من الأهمية، وذلك لأسباب عديدة، يأتي في مقدمتها أهمية هذه الموارد في توطيد التنمية المستدامة وتأمين استمرارية الحياة للأعداد المتزايدة من البشر، وحق الأجيال المقبلة في الحصول على حاجتها من هذه الموارد، كما أن المحافظة على هذه الموارد يعني استمرار توازن النظام البيئي (الجغرافي) وعناصر هذا النظام، لأن حماية الموارد الطبيعية هو جزء من حماية البيئة ككل.
5-4-3- العلاقة بين الموارد الطبيعية والموارد البشرية:
إن العلاقة بين الموارد الطبيعية والظروف الطبيعية، والمجتمع البشري، هي علاقة متغيرة باستمرار، والتوازن فيما بينها توازن متحرك جداً وديناميكي، وكل من هذا التغير والتوازن محددان بقدرة الإنسان وتأثيراته المفتعلة التي يحدثها في الوسط الجغرافي، وقدرة هذا الوسط على التوازن وإعادة التوازن. ولأن الموارد الطبيعية تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بنوعية الممارسات والأنشطة البشرية بمختلف أشكالها، ويمكن تصنيف هذه النشاطات في محورين، الأول هو محور النمو الكيفي، وهذا المحور يركز على النظرة الضيقة الآنية، وقد يؤدي إلى ربح سريع، ولكنه ربح ظاهري يخفي خلفه خسائر حقيقية مؤجلة (متوسطة أو بعيدة المدى)، ومن هذه الخسائر احتمال استنزاف الموارد الطبيعية والقضاء عليها.
أما المحور الثاني، يركز على النمو العقلاني الرشيد والمتكامل، ويعتمد النظرة بعيدة الأمد، ويمارس بشكل منسجم بين مختلف النشاطات والقطاعات، ويؤدي إلى ربح مباشر وفوري، وهو في نفس الوقت ربح متنام ومتراكم على المدى البعيد (وهذا ما يمكن تسميته بالتنمية المستدامة أو القابلة للاستمرار).
ومن المعروف أن الإنسان منذ أن وجد على سطح الأرض عمل على استغلال الموارد الطبيعية، والاستفادة منها تدريجيا في تأمين غذائه، وبناء مسكنه، وتطوير حياته، إلا أن هذا الاستغلال تزايدت حدته وشدته وتركيزه مع الزمن إلى أن وصلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم من تدهور واستنزاف للموارد الطبيعية.
وفي هذه الأيام حيث العلاقة معكوسة بين كمية الموارد الطبيعية المتاحة، وبين الزيادة الكبيرة في عدد سكان العالم الذي زاد على ستة مليارات نسمة، وفي الوقت الذي تعاني فيه الكثير من دول العالم ومناطقه من نقص في الموارد الطبيعية، نتيجة الإسراف في استنزافها وتلوثها وتدهورها، ولذلك فإن حماية الموارد الطبيعية المختلفة، الحية وغير الحية، المتجددة وغير المتجددة، تحتل مكانا مهماً في الدراسات الجغرافية، وترتبط ارتباطا وثيقا بالنظام الجيوبيئي، والمحافظة على استقراره وتوازنه.
ويمكن للجغرافيين القيام بدور مهم في عمليات حماية الموارد الطبيعية، وتعميق الوعي بأهمية هذه الموارد، خاصة وأن ميدان الجغرافية هو البحث الشمولي التكاملي، الطبيعي والبشري، والعلاقات بينهما، الذي يؤسس لعمليات التحليل والتركيب والاستنتاج لوضع الخطط والسياسات المتعلقة بحماية الموارد الطبيعية.
5-4-4- دور الجغرافية في حماية الموارد الطبيعية:
5-4-4-1- دور الجغرافية في حماية الغلاف الجوي: (سيتم الحديث عنه في فصل الغلاف الجوي).
5-4-4-2- دور الجغرافية في حماية الغلاف المائي: (سيتم الحديث عنه في فصل الغلاف المائي).
5-4-4-3- دور الجغرافية في حماية التربة والغلاف الصخري: (سيتم الحديث عنه في فصل الغلاف الصخري).
5-4-4-4- دور الجغرافية في حماية البيئة من الحروب وسباق التسلح:
قبل الحديث عن دور الجغرافية في حماية البيئة من الحروب وسباق التسلح، فإنه لا بد من التذكير، والتأكيد على وجود علاقة وثيقة بين الجغرافيا والحروب، لأن المعارك الحربية التقاء بين قوتين بشريتين في ميدان أو مكان ما، إما أن يكون رقعة من الأرض(على اليابسة)، أو مسطحاً مائياً، أو قد تكون هذه المعارك في الجو، وميدان المعركة هو مكان، يتميز بخصائص طبيعية وبشرية مختلفة، وخصائص المكان نتاج تفاعل مستمر بين الإنسان والظروف الطبيعية المتمثلة في الموقع والسطح والمظاهر الطبوغرافية، والنباتات الطبيعية سواءً أكانت أعشاباً أم غابات، وكذلك المناخ الذي يؤثر بعناصره المختلفة من حرارة ورياح وأمطار وسحب تأثيراً كبيراً في نتائج المعارك.
ويكون للموقع الجغرافي دوراً مهم في نتائج المعارك الحربية، وذلك حسب أهميته ومكانته ألاستراتيجيه....، ولا شك أن معرفة الخصائص الجغرافية لميدان المعارك، تتيح قيادة ناجحة للمعارك، وتتيح للجيش الذي يحسن الاستفادة من الظروف الجغرافية لميدان المعركة أن يحقق الكثير من خططه([1]).
لا ريب في أن احتمال نشوب حرب نووية أو نزاع عسكري، أضيق نطاقاً، تستخدم فيه أسلحة الدمار الجماعي، هو الخطر الأشد فتكاً بين الأخطار التي تواجه البيئة، والإجهاد البيئي هو سبب ونتيجة على حد سواء للتوتر السياسي والنزاع السياسي، وغالباً ما تصارعت الأمم لفرض أو مقاومة السيطرة على المواد الأولية، وإمدادات الطاقة، والأرض وأحواض الأنهار، والممرات البحرية وغيرها من الموارد البيئية الأساسية، ومن المرجح أن تتفاقم هذه النزاعات مع ازدياد شح الموارد واشتداد التنافس عليها([2]).
وتستطيع الجغرافية القيام بدور طليعي في شرح وتوضيح مخاطر الحروب والنزاعات المسلحة التي تؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة بشرية ومادية وبيئية بشكل عام، وتبين أيضاً كيف يتفاعل شح الموارد وسوء توزيعها، مع الجهل والفقر والتخلف، ومع الظلم وعدم المساواة، ومع النزاعات المسلحة والحروب، وكيف تتفاعل كل هذه الأمور مع المشكلات البيئية وتزيدها حدة وتفاقماً.
و تستطيع الجغرافية أيضاً شرح وبيان المخاطر الكارثية الناتجة عن سباق التسلح العالمي، وأنه في ضوء هذا السباق فإن غياب الحرب لا يعني السلام بسبب زيادة المخاوف المتبادلة بين الدول والشعوب، وقد زاد الإنفاق العسكري العالمي عام 1985 على 900 مليار دولار أمريكي، وتضاعف الإنفاق العسكري في البلدان النامية عدة مرات، وبشكل عام فإن الإنفاق العسكري يبلغ نحو 1000 مليار دولار بالسنة، و 70 % من مبيعات الأسلحة الثقيلة يتجه إلى العالم الثالث. في حين يجب توجيه هذا الإنفاق لتأمين المياه النظيفة، ومنشآت البنية التحتية، ومكافحة الفقر والجهل، وحماية البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة بمختلف أشكالها.
ويمكن للجغرافية أن تقوم بدور مهم جداً في توضيح مخاطر أسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً، الكيميائية والجرثومية (والقنابل العنقودية، واليورانيوم المنضب الخ) والأسلحة النووية بشكل خاص، وذلك لقطاعات واسعة من السكان، من خلال الكتب والمحاضرات والمقالات وعبر وسائل الإعلام المختلفة، خاصة في هذا العصر، حيث أصبح العالم قرية صغيرة تتفاعل فيه الأحداث والعلاقات بشكل مكشوف إلى حدٍ كبير.
إن الآثار المحتملة للحرب النووية، تجعل المخاطر الأخرى التي تهدد البيئة باهتة وغير ذات أهمية، وهذا ما تبينه السيناريوهات التي تجريها مراكز الأبحاث العالمية، والتي تتحدث عما قد يعقب الحرب النووية من شتاء نووي، وربما نهاية الحياة على سطح الأرض، ولن يكون هناك غالب أو مغلوب بالنتيجة.
وفي السنوات الأخيرة وجه الجغرافيون اهتماماً كبيراً لمسألة التأثيرات الكارثية للحرائق الناتجة عن التفجيرات النووية فوق سطح الأرض، إذ إن هذه الحرائق تؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من الدخان، وجزيئات الغبار (الايرزول)، التي تؤدي إلى خفض كمية الأشعة الشمسية الواصلة إلى سطح الأرض بمقدار يصل إلى 95 %، ومثل هذا التأثير المهم يسبب تبرد المناخ بشكل كبير، وقد نشر عدد من الجغرافيين أبحاثاً علمية حول هذا التأثير بينت حدوث تغيرات مناخية مختلفة، وتغير قيم الشفافية الجوية، وحدوث عامل البيت الزجاجي (ظاهرة الاحتباس الحراري).
(2) مكافحة تلوث البيئة، إعداد اللجنة العالمية للبيئة والتنمية، ترجمة،محمد كامل عارف، منشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، بدون تاريخ، ص 413 .
وقد قام فريق من جامعة لينينغراد (سان بطرس بورغ حالياً)، عام 1960 بقياس كمية الأشعة الشمسية في الغلاف الجوي على ارتفاع 30 كم، وذلك عقب إجراء تجارب نووية وتبين حدوث نقص في كمية هذه الأشعة بمعدل 7 %، ويعود ذلك إلى زيادة كمية ثاني أكسيد الآزوت في الغلاف الجوي بسبب التفجيرات النووية، ويمكن أن يسبب ذلك نقصاً في درجات الحرارة بمقدار 0.3 درجة مئوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وأظهرت هذه الدراسة حدوث تبرد في درجات الحرارة في عقد الستينات من القرن العشرين وعزت ذلك إلى التجارب النووية في تلك الفترة([1]).
وبينت الدراسات المختلفة أن إجراء التجارب النووية يؤدي إلى تغير التركيب الكيميائي في الجو مما يؤدي إلى تغير شديد في المناخ العالمي وإلى حدوث كارثة إيكولوجية، لا تنحصر فقط في حدوث الشتاء النووي، ولكن في حدوث تشوش وعدم استقرار مناخي، ومن المناسب هنا الإشارة إلى أنه بين عامي 1945 و 1978 وقع 1165 انفجاراً نووياً معظمها لاختبار الأسلحة، منها 498 قبل معاهدة 1963م، لتحريم الاختبارات النووية في الجو، والباقي بعد توقيع الاتفاقية.
وهنا يبدو جلياً أهمية دور الجغرافية إلى جانب العلوم الأخرى في دراسة هذه المشكلة، كما أن الجغرافية يمكنها أن تقدم خرائط واضحة تبين مناطق انتشار التلوث النووي الناتج عن كوارث نووية مختلفة، واقعية أو محتملة، ومن هذه الخرائط مثلاً أطلس الحرب النووية الذي وضعه الجغرافي الأمريكي الشهير(ف. يونغ)، وهو أطلس ذو أهمية وفائدة كبيرتين، ومن خلال الخرائط المختلفة كالخرائط التطابقية (Overlays Mapping)، وخرائط الحاسوب التي يستخدم فيها نظم المعلومات الجغرافية (G I S)، ومعطيات الاستشعار عن بعد، يمكن للجغرافية الإسهام في عمليات التخطيط والتقويم البيئي، ودراسة الكثير من الظواهر البيئية، والتنبؤ بأنواع الضغوط التي يسببها استخدام الأسلحة على الأنظمة البيئية المختلفة.
5-4-4-5- دور الجغرافية في حماية الغطاء النباتي:
يعد الغطاء النباتي بما في ذلك الغابات من الموارد الطبيعية المتجددة، ولكنها بسبب تدخل الإنسان يمكن أن تصبح قابلة للنفاد ومعرضة للتدهور، وللغطاء النباتي دور مهم جداً في تطور الغلاف الحيوي وتطور الحياة عامة، ونظراًً إلى الفوائد الكثيرة التي يقدمها الغطاء النباتي في حفظ التوازن والاستقرار البيئي، فالغطاء النباتي يساهم في تنظيم دورة الأكسجين والكربون والماء وغيرها من الدورات الطبيعية، وفي حماية التربة وتزويدها بالمواد العضوية، وفي تقديم فوائد بيئية واقتصادية وعلمية لا حصر لها، ومواد أولية تستخدم في البناء، والتدفئة وفي الكثير من الصناعات الخشبية والورقية والطبية، وهي ذات قيم مختلفة، جمالية، وصحية، وحضارية، وغذائية، ودوائية، وعلاجية، ومناخية، وبيئية، خاصة الغابات.
تغطي الغابات نحو ربع مساحة اليابسة، وتختلف في مساحتها ونوعيتها وتوزعها باختلاف عناصر البيئة التي تنتمي إليها كالمناخ والتربة وغير ذلك، ومن أنواع هذه الغابات:
1 - الغابات الصنوبرية الشمالية | 3 - الغابات الاستوائية المطيرة |
2 - الغابات المتساقطة الأوراق | 4 - الغابات المتوسطية الخ.... |
وعلى سبيل المثال فإن بيئة الغابات الاستوائية المطيرة (Tropical rain forests)، التي تقع بالقرب من خط الاستواء حيث تسقط الأمطار الغزيرة طول العام، وتظهر هذه الغابات في أواسط أفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وشرق جبال الأنديز، وأجزاء من جنوبي قارة آسيا، وتتميز بيئة هذه الغابات بسقوط الأمطار الغزيرة التي تتراوح بين 1500- 4500 ميليمتر في السنة، والرطوبة النسبية نحو 80 %، والحرارة لا تقل عن 20 درجة مئوية، وتشكل هذه الغابات نظاماَ بيئياَ ذا قدرة إنتاجية مرتفعة حيث تتنوع مصادر الغذاء ويشتد التنوع الحيوي الذي يعتقد أنه أغنى من التنوع الحيوي في أي بقعة أخرى على سطح الأرض، ولذلك يزداد تعقيد النظام البيئي مما يسهم في زيادة استقراره وتوازنه.
والمخاطر والمشكلات الناجمة عن القضاء على الغطاء النباتي لا تعد ولا تحصى، وهذه المخاطر تظهر في مناطق مختلفة من العالم وفي مختلف القارات، حيث تتعرض مناطق واسعة من العالم في آسيا وأمريكا واستراليا وغيرها، لحدوث فياضانات مائية مدمرة، وانجراف شديد للتربة ومكوناتها، والقضاء على الكثير من الكائنات الحية المختلفة، وربما النادرة أحياناً، وتدمير المزارع والقرى والمدن، وتهجير السكان، وبالنتيجة الإخلال بالتوازن البيئي بشكل عام.
والجغرافية يمكن أن تساعد، بفروعها العلمية المختلفة، الطبيعية والبشرية، كالجغرافية الحيوية، والجغرافية البيئية وغيرها، في حماية الغطاء النباتي، من خلال ما تقدمه من دراسات متكاملة عن الغطاء النباتي ومكوناته، وأنواعه، وتوزعه، والعوامل المؤثرة في ذلك، وأهميته وفوائده، والمخاطر التي يتعرض لها وأسبابها ومصادرها الطبيعية والبشرية، واقتراح أهم الإجراءات التي يمكن إتباعها من أجل تحقيق ذلك ويمكن أن نذكر الكثير من هذه الإجراءات.
- بعض الإجراءات التي يمكن إتباعها لحماية الغطاء النباتي:
1- حماية الغطاء النباتي من الرعي الجائر.
2- حماية الغطاء النباتي من الحرائق.
3- الاستغلال العقلاني لأشجار الغابات وحمايتها.
4- حماية الغابات من القطع والحرق والمرض، ومكافحة ذلك.
5- حماية الغطاء النباتي من التعديات المختلفة الضارة الناجمة عن الأنشطة السياحية أو التجارية أو الصناعية أو غيرها.
6- زيادة المساحات الخضراء، والتشجير الصناعي بالأنواع الشجرية المناسبة.
7- القيام بعمليات جادة لتحقيق حماية مؤقتة أو موسمية، أو دائمة، لمناطق محددة من الغابات أو المراعي، كمنتزهات أو حدائق أو محميات الخ.
8- إنشاء شبكة رصد ومراقبة (Monitor)، لرصد أي تغير أو اعتداء على الغابات ومكافحته.
9- دراسة وتقدير الخسائر الاقتصادية والبيئية، التي تتعرض لها الغابات بسبب التلوث وبسبب التأثيرات البشرية السلبية.
5 - 4 - 4 - 6 - دور الجغرافية في حماية مناطق السياحة والاصطياف والاستجمام:
لن أقوم هنا بتعريف مفاهيم السياحة، والاصطياف، والنزهة، والاستجمام، وغيرها من الأنشطة ذات الصلة، ومن المعروف أن لكل منها تعريفه وخصائصه ومشكلاته، وإنما سأكتفي بذكر بعض الملاحظات عن أهميتها، ودور الجغرافية في حمايتها، ومن المعروف أن مثل هذه المناطق لها أهمية كبيرة في حياة الإنسان والمجتمع البشري، ويقدر الباحثون أن فترات الراحة والاستجمام لها دور كبير في زيادة القدرة الإنتاجية للإنسان، وفي نشر الثقافة والمعرفة، وتحسين الحالة الصحية، وهذا الدور يتجلى في الأمور التالية:
1- انخفاض الأمراض القلبية الوعائية إلى النصف.
2- تخفيف التشوش الفكري والأمراض النفسية.
3- خفض نسبة الأمراض النفسية بنسبة 40 % تقريباً.
4- خفض نسبة الأمراض والآلام العصبية، والعظمية، والعضلية بنسبة 30 % تقريباً.
وتستأثر السياحة باهتمام متزايد من قبل الحكومات والمؤسسات الدولية المعنية بشؤون التنمية، لأن السياحة تقدم الكثير من القطع الأجنبي الضروري لتمويل قطاعات اقتصادية أخرى، فالاستثمار في مجالات الخدمات السياحية يمكن أن يكون مربحا من الناحية المالية مع معدلات عالية من الدخل.
وتتعرض التنمية السياحية لبعض المشكلات البيئية الخاصة، فالموارد البيئية المستثمرة في السياحة تجتذب الزوار بسبب جمالها الفريد والمتميز، أو إمكاناتها الاستجمامية، أو القيم الثقافية أو المعرفية التي تتمتع بها، وغالبا ما تتعرض المناطق ذات الموارد المهمة في السياحة كالجزر، والجبال، والغابات، وضفاف الأنهار، وسواحل البحار، وغيرها للتخريب والأذى.
إن التمتع بالمحيط البيئي الذي يجتذب السياح كان يجري في الغالب من دون مقابل، ولم يكن يشغل بال مخططي التنمية السياحية، ولكن هذا الأمر تغير مؤخرا ولم يبق كما كان في الماضي، بعد أن تبين حجم الخسائر التي يمكن أن تتكبدها البيئة، لأن التوجه نحو تحقيق الحد الأقصى من الأرباح في مجال السياحة قد يؤدي إلى الإضرار والتدهور في التجمعات البيئية السياحية، والأماكن ذات المعالم الطبيعة الجميلة أو المتميزة، وذلك من خلال الإفراط والمبالغة في أعمال البناء، وفي الكثافة الكبيرة في أعداد السياح والمصطافين أو الزوار بشكل يفوق طاقة المكان والخدمات والتجهيزات المتوافرة فيه عن استيعاب هذه الأعداد وتحملها.
والجغرافية تستطيع الإسهام بفعالية عالية في تخطيط المناطق السياحية وحمايتها، وأخذ الاعتبارات البيئية بالحسبان في كل ذلك. ويعد التخطيط السياحي عملا متميزا وفريدا وفي صلب عمل الجغرافي، ويهدف إلى تخطيط الأقاليم السياحية، وتحديد التوزيع الأفضل لمواقع الفنادق والمنشآت السياحية والخدمات المرتبطة بها، وتحديد الطاقة الاحتمالية بالنسبة إلى عدد السياح، ولأي نمط أو شكل آخر من أشكال استخدام هذه الأقاليم، وتختلف هذه الطاقة تبعا لمدى حساسية المنطقة المعنية، ولطبيعة النشاط السياحي. فبعض الأوساط البيئية تكون أكثر حساسية بيئية، وسريعة التأثر، ومعرضة للتخريب واختلال التوازن البيئي فيها.
إن التخطيط السياحي فيها يتطلب دقة ودراية يتم من خلالها تحديد عدد الزائرين، وفترات الزيارة، وعلاقة الزوار بالمحيط وعناصره المختلفة، لذلك فإن عملية تقييم الموارد والمعالم الطبيعية الملائمة للسياحة ترتبط بشكل وثيق بإجراء عملية مسح للموارد الطبيعية، والمنظومات البيئية الفريدة، والقيم الثقافية والحضارية، أو أية معالم أخرى تجتذب السياحة، وتقديرها بشكل صحيح. مع التأكيد أن أكبر ربح يتحقق من السياحة، هو الربح الكبير الذي يتحقق من الالتزام بالمحافظة على معالم المحيط البيئي وحمايته.
5-4-5- دور العلوم الإنسانية في حماية البيئة:
عانت البيئة في الفترة الأخيرة وما زالت تعاني من تغيرات شديدة وخطيرة في كثير من الأحيان، وكان النشاط البشري السبب الرئيس في معظمها، هذا التأثير الذي تطور بشكل تدريجي وبطيء عبر الزمن الطويل، ليأخذ الشكل الصاعق والدراماتيكي بعد الثورة الصناعية، ونحن الآن في بداية القرن الحادي والعشرين فإن المشكلة البيئية تشكل أحد أهم المشكلات التي تواجه البشرية، وتحتاج إلى مضاعفة الجهود المبذولة على كافة المستويات، وتضافر الجهود الفردية والجماعية والعلمية والإنسانية، من أجل حل هذه المشكلة أو التخفيف من حدتها، حمايةً للإنسان والجنس البشري، وحماية مختلف أشكال الكائنات الحية،التي خلقها الله سبحانه وتعالى، انطلاقاً من أهمية كل كائن حي مهما كان بسيطاً وإدراكاً لدوره البيئي الذي نعرفه أو لا نزال نجهله.
صحيح أن حماية البيئة أصبحت الشغل الشاغل للكثير من المجتمعات والمؤسسات والمنظمات الحكومية والدولية والأهلية وغيرها، ولكن برغم تنامي هذا الاهتمام العالمي بالبيئة، فإن البيئة ليست في أحسن حال، بل إنها تئن وتترنح من جراء زيادة الضغط، أو العبء البيئي عليها، ولأسباب مختلفة، يأتي في مقدمها زيادة التأثيرات البشرية المصطنعة، التي حاول الكثيرون معالجتها أو النظر إليها من خلال البعد التقني، دون إيفاء أو إيلاء الاهتمام الكافي للبعد الإنساني لهذه المشكلة، ولذلك فمن المهم إظهار أهمية كل من العلوم الإنسانية، والشرعية، والتربوية في حماية البيئة، وتبيان الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به هذه العلوم مجتمعة أو فرادى إلى جانب مختلف الفروع العلمية في نشر الوعي البيئي وحماية البيئة.
- البعد الإنساني والبعد التقني:
وإذا كانت حماية البيئة هي أسلوب للتعامل مع البيئة يأخذ بالحسبان اتزانها ومحدودية مواردها لكي تبقى المأوى المريح للإنسان، فإن هذا يستدعي العمل من أجل إقامة علاقة صداقة وانسجام بين الإنسان والبيئة، وهذا يتطلب فهم العلوم الإنسانية في هذا الاتجاه وتوظيفها. والتيقن أنه من العبث علاج مشكلات العصر بما في ذلك المشكلات البيئية عن طريق المعارف التقنية فقط، بل لا بد من مشاركة فعالة للعلوم الشرعية والتربوية والإنسانية، هذه العلوم التي تثير في الإنسان تفكيراً عميقاً يؤدي به إلى إتباع سياسة أو فلسفة جديدة تضع الإنسان في مكانه الحقيقي ضمن النظام البيئي، باعتباره أحد العناصر المكونة لهذا النظام، ومن خلال هذه العلوم يتم العمل بشكل إيجابي على تغيير التفكير السلبي والأناني للإنسان، وتغيير سلوكه، وتسليحه بأخلاق بيئية، وثقافة بيئية مناسبة وكفيلة بجعله مشاركاً فاعلاً في حماية البيئة وحماية مكوناتها، هذه المكونات التي تشمل بشكل عام ثلاث مجموعات من الأنظمة هي: النظام البيولوجي، والنظام الاجتماعي، والنظام التقني، والعلاقات المتبادلة بين هذه الأنظمة.
ومن المعروف أن المشكلات البيئية تنجم عن فشل أو تعارض التفاعلات بين هذه الأنظمة، والعلوم الإنسانية تستطيع الإسهام في تحليل هذا التعارض أو الفشل، باعتبار أن التكنولوجيا هي نتاج محيط اجتماعي محدد، هو الذي يحدد أنواعها واستخداماتها للوفاء بطلب اجتماعي معين، والتكنولوجيا بحد ذاتها محايدة، والإنسان هو الذي يتحكم بمجمل هذه الأشياء، فهو الذي يتحكم بالنظام التقني، ويمكن بقرار صائب منه أن يمنع وقوع كارثة بيئية والعكس صحيح.
- دور العلوم الإنسانية في تعزيز القيم والأخلاق البيئية:
إن الكثير من المشكلات البيئية سببها الرئيس التخلي عن القيم التقليدية المتوارثة والمرتبطة بالتعاليم السماوية، والتقاليد التي تعد الموارد الطبيعية نعماً استخلف عليها الإنسان، ومن واجبه المحافظة عليها، لأن الموارد الطبيعية كافية لتأمين حاجات الإنسان وغيره من الكائنات الحية فيما لو تم توزيعها بشكل عادل وتمت المحافظة عليها، واستغلالها بشكل عقلاني، بعيداً عن الإسراف والهدر، وهذا ما أكدت عليه الكتب السماوية وفي مقدمها القرآن الكريم، الذي بين في آيات كثيرة أن الله سبحانه وتعالى سخر موارد الطبيعة للإنسان، ولكنه نهاه عن إفسادها أو الإسراف فيها، كقوله تعالى: )وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفاً أُكلُهُ والزيتون والرمان متشابهاً وغير متشابهٍ كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين[، (الأنعام 141).
إن عامل الأخلاق مهم جداً في حماية البيئة وحماية الإنسان، وله دور إيجابي فعال جداً في هذا المجال، وقد عزا العالم الروسي (ليغاسوف. ف. أ)، كارثة محطة الطاقة النووية في تشرنوبل، التي وقعت في أوكرانيا في 26 أبريل 1986 م، إلى العامل الأخلاقي، وقال بما معناه: إن التكنولوجيا التي يفخر بها الشعب السوفييتي، التي أدت إلى طيران يوري غاغارين في أول مركبة فضائية صنعها بشر تربوا على أفكار تولستوي وديستوفسكي، ويتابع إن الذين صنعوا تلك التقنية تربوا على أعظم الأفكار الإنسانية، وتجلت مشاعرهم الأخلاقية النبيلة في كل شيء، في علاقة الصديق بصديقه، وعلاقة الإنسان بواجباته، وعلاقته بالتكنولوجيا التي كانت بمثابة التعبير عن أخلاقهم ومبادئهم([1]).
ومن الواضح أن ليغاسوف يحمل الإهمال وتراجع الإحساس بالمسؤولية، والفساد الأخلاقي مسؤولية الكارثة أكثر مما يحملها للجانب التقني.
وإذا كان هذا ما يقوله ليغاسوف عن الأدب وتولستوي، فإن تولستوي نفسه كان يكن احتراماً كبيراً للتاريخ العربي والأدب والثقافة العربية، ومعجباً بها، وكان يرى أن تربية الجيل الصاعد تتعذر في حالة فقدان كل ما هو قيم حقاً مما ادخرته الشعوب في بحثها عن أصول التعامل الخلقية، وفي موقف بعضها من بعض ومن البيئة([2]).
وإذا كانت البيئة لا تعني المكان فقط أو الإنسان بشكل مجرد، وإنما تعني المكان والإنسان، أي أنها تعني الوطن والمواطن، وحماية البيئة هي حماية للوطن ومقدراته ومكوناته وموارده المختلفة.
والعلوم الإنسانية مطالبة بتأكيد الأفكار والقيم النبيلة المستوحاة من التاريخ العربي والإسلامي العظيم، تاريخ الرسل والأنبياء والخلفاء الراشدين والقادة العظماء، لأن التأكيد على هذه المبادئ والقيم النبيلة وغرسها في فكر الإنسان وعقله وثقافتة، هو الذي يجعل هذا الإنسان مواطناً يتميز بالتفاعل الروحي مع مقدسات الوطن التي تشمل البشر والحجر (وهذه هي مكونات البيئة).
- دور العلوم الإنسانية في توطيد السلوك البيئي السليم:
إذا كانت مشكلة تلوث البيئة هي قبل كل شيء مشكلة إنسانية، فهذا يعني أنها مشكلة سلوكية، تتعلق بسلوك الإنسان وموقفه من البيئة التي يعيش فيها، وبالتالي فإن معرفة أشكال السلوك الإنساني تجاه البيئة مسألة مهمة لفهم المشكلة المطروحة من جهة، وتوجيه السلوك من خلال دعم وتقوية أو إحياء أشكال السلوك المناسبة، أو إيجاد أشكال جديدة من السلوك قائمة على أسس بيئية سليمة تحترم البيئة ومكوناتها مهما كانت، وهذا يعني أن حل المشكلات البيئة سواءً تلك التي تتعلق بالتقدم الاجتماعي، والتطور الاقتصادي المتسارع، أو تلك الناتجة عن التخلف وسوء إدارة المشروعات الاقتصادية، أو بسبب الحروب المحلية والإقليمية والدولية، يرتبط قبل كل شيء بتعزيز دور العامل البشري([1]).
وهذا التعزيز لا يمكن أن يتم إلا بزيادة احترام الإنسان، واحترام قدراته ومنجزاته، وبتضافر جميع الجهود للاستفادة من الموارد الطبيعية والبشرية بشكل عقلاني ورشيد، وهنا يتجلى بوضوح دور العلوم الإنسانية في تكوين قناعات بيئية مناسبة وصحيحة لدى كل إنسان، وهذه القناعات تحدد نشاطه الإنساني وسلوكه في مجال حماية البيئة، والتأكيد من خلال كل فرع من فروعها العلمية على العلاقة الوثيقة بين تفاقم المشكلات البيئية من جهة، وبين تدني القيم والمبادئ الأخلاقية وتراجعها، والتوجه نحو مفاهيم ومصطلحات أنانية ومغلوطة من جهة ثانية، وأقل ما يقال في هذه التوجهات أنها مرفوضة ومستهجنة ومنبوذة من الشرائع الدينية، وبعيدة عن القيم الإنسانية النبيلة، التي تكونت وتراكمت عبر الزمن، والتي تحض على السلوك البيئي السليم البعيد عن معايير الربح والاستنزاف الجائر والمفرط للموارد الطبيعية، الذي يؤدي إلى تأثيرات سلبية على البيئة والإنسان، وهذه التأثيرات تتزايد بشكل تدريجي، وتؤدي في النهاية إلى فساد بيئي لا رجعة فيه، وهذا المهاتما غاندي يقول: «إن الأرض تكفي لتوفير حاجات كل فرد، وليس أطماع كل فرد».
5-4-6- دور علوم الآثار والتاريخ في حماية البيئة:
لقد حظي علم الآثار البيئيEnvironment Archaeology باهتمام كبير في الفترة الأخيرة، نظراً إلى أهميته وأهمية النتائج التي توصل إليها في دراسة التغيرات البيئية في مناطق مختلفة من العالم، وهذا العلم يفيدنا في دراسة نوعية هذه التغيرات وأسبابها الطبيعية والبشرية، وآثارها على البيئة ومكوناتها، بما في ذلك أثارها على الإنسان والمجتمع البشري، وعلى تطور الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية.
أضف إلى ذلك أنه من دون معرفة تاريخ أي منظومة بيئية - جغرافية وماضيها فإنه لا يمكن فهم حاضرها ومستقبلها، ولذلك فإن المنهج التاريخي يساعد في دراسة البيئة.
ويرى البعض أن تاريخ البيئة Environment History هو ميدان جامع للتخصصات حقاً، ذو أبعاد ليس في التاريخ وعلم الآثار والجغرافية وحسب، وإنما أيضاً في علوم الأرض والعلوم البيولوجية والطبية، وهو ميدان تمخض عن واحد من أقدم التحالفات بين التخصصات في الزمن الأكاديمي الحديث، وهو التحالف بين الجغرافية والتاريخ، حيث يوجد التاريخ على الحدود بين العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية، وتوجد الجغرافية على الحدود بين العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية([2]).
إن التاريخ الطبيعي ميدان مهم للدراسات البيئية لأنه يلقي المزيد من الضوء على تاريخ تطور الإنسان الحضاري والاجتماعي، وعلى علاقة الإنسان بالوسط المحيط وبالكائنات الحية، وتطور هذه العلاقة، والتغيرات التي رافقتها بالنسبة للإنسان من جهة، وللبيئة ومكوناتها من جهة أخرى.
وهذا يقود أو يؤدي أو يجب أن يقود إلى أخذ العبر من ذلك، أو على الأقل يقود إلى نوع جديد من (1) إيان ج . سيمونز، البيئة والإنسان عبر العصور، ترجمة السيد محمد عثمان، سلسلة عالم المعرفة، العدد 222، الكويت 1997 م، ص 8 .
التفكير يمكن تسميته بالتفكير البيئي، وهذا يعطي امتيازاً يمكن من استباق الحوادث، أو الكوارث، والتحذير من النتائج التي يمكن أن تنتج عنها، والدرس المهم الذي يمكن تعلمه من خلال ذلك هو أن الإنسان جزء من الطبيعة، وأن بقية الطبيعة لم توجد لكي يستغلها الإنسان كيفا شاء، رغم إدعاء البعض أو رغبة الكثيرين بسيادة الإنسان في الطبيعة.
أسباب بيئية لانهيار الحضارات:
ومن خلال علوم التاريخ والآثار يمكن التعرف إلى بعض الحضارات التي تعرضت للفناء لأسباب مختلفة، منها أسباب بيئية في كثير من الحالات([1]). لأنها كانت ضحايا أخطائها وإفراطها في استثمار الموارد الطبيعية المتاحة لديها، من هذه الحضارات ما كان قائماً في حوض البحر المتوسط، وأسهم قطع أشجار الغابات في اليونان وسورية ولبنان (أرز لبنان) في تدهور البيئة والقضاء على الحضارات التي كانت قائمة هنا، وهذا الأمر ينطبق على حضارة سبأ في جنوب اليمن، الذين بلغوا بفضل الله درجة عالية من التحضر مكنتهم من التحكم في مياه الأمطار وبناء سد مأرب، ولكنهم أعرضوا عما أمرهم به الله، فعوقبوا بإرسال السيل والتفرق في البلاد، كما أن هذا السد لم يستوعب الأمطار الغزيرة التي هطلت على المنطقة، وحطمت السد وجرفته وجرفت معها كل شيء، وأدى ذلك إلى تغيرات سلبية في النظام البيئي اختفت معه هذه الحضارة العريقة([2]).
وقد ذكرت هذه القصة في القرآن الكريم إذ يقول تعالى:
)لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ[ )فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ[ )ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجازي إِلاَّ الْكَفُورَ[ (سبأ 15، 16، 17).
ومن الحضارات والإمبراطوريات التي زالت لأسباب بيئية بالدرجة الأولى، حضارات المايا والازتك وهم هنود أمريكا اللاتينية، وكانت لدى المايا إمبراطورية مزدهرة بين (320-987 م)، ولكنها تلاشت لأسباب بيئية مناخية، وهذا يبين الدور الكبير الذي تلعبه التغيرات المناخية والبيئية في نشوء الحضارات، وفي اندثارها أيضاً(§).
وهذا الأمر ينطبق أيضاً على حضارة الخمير التي قامت في الشرق الأقصى، بين القرنين التاسع والثاني عشر الميلادي، وهذه الحضارة اندثرت في غالب الأحوال، بسبب سوء استخدام المياه والإسراف في بناء السدود وتغيير الوضع الهيدرولوجي في هذه البلاد، مما أدى إلى فقدان التوازن التدريجي بين الإنسان وبيئته([3]).
وهكذا نستطيع من خلال علوم التاريخ والآثار معرفة زمان التغيرات التي تعرضت لها البيئة ومكانها، (§) لمزيد من المعلومات راجع / براين فاغان : الصيف الطويل ( دور المناخ في تغيير الحضارة)، ترجمة د . مصطفى فهمي، عالم المعرفة العدد 340، الكويت يونيو 2007م.
وأن هذه التغيرات ليست وليدة اليوم، وليست مقتصرة على مكان دون آخر، وهي تعكس تطور ثقافة البشر وتراكم خبراتهم، واختلاف تأثيرهم في البيئة عبر المراحل التاريخية.
5-4-7- دور علوم الاجتماع، والفلسفة في حماية البيئة:
أياً كانت البيئة التي تتم دراستها، أو الحديث عنها، فهي تشكل مهد النشاط البشري، وبالتالي فهي محط اهتمام علم الاجتماع الذي يهتم بدراسة هذا النشاط، وكذلك دراسة الظاهرات المرضية التي تتعرض لها الأنظمة البيئية الاجتماعية، كالجريمة والجنوح والمخدرات والانتحار، وبعض الأمراض النفسية، وغير ذلك من الظاهرات التي تعاني منها معظم المجتمعات والدول، ولكنها تشتد في المجتمعات الصناعية والمدنية بشكل خاص.
وهذه الظاهرات تعد مشكلات بيئية، أو هي انعكاس لهذه المشكلات التي تقود إلى تفكك المجتمع وتعرضه لهذه المشكلات، وعلم الاجتماع مع غيره من العلوم الإنسانية يقوم بدراسة هذه المشكلات، وتقصي أسبابها، ومصادرها ونتائجها، والعمل على الوقاية منها، من خلال دراسة الظروف الطبيعية والاجتماعية المحيطة بالإنسان والتي تدفعه للقيام بأفعال معينة. بما في ذلك دراسة مسائل مثل الانفجار السكاني، وأثره في البيئة، وما يتطلبه حل هذه المسائل من تنظيم الأسرة والاستفادة من التجارب والخبرات المناسبة للدول الأخرى في هذا المجال.
أما الفلسفة فقد كان ولا يزال لها دور مهم في حماية البيئة، وقد طرح العديد من الفلاسفة مبادئ بيئية (إيكولوجية) هامة، تؤكد أهمية العلاقة بين الإنسان والبيئة، وكمثال على ذلك المبدأ الذي طرحه الفيلسوف فرانسيس بيكون، في القرن السابع عشر عندما قال: إننا لا نملك حق إصدار القوانين للطبيعة بقدر ما نملك من تقديم فروض الولاء والطاعة لها.
وتم طرح الكثير من النظريات والأفكار والمبادئ المشابهة، التي تدعو إلى وحدة الإنسان والطبيعة، ووحدة الوجود، وخطر اعتبار الإنسان سيد الطبيعة وفوق قوانينها ونواميسها.
أو كما يقول آرن نايس، في رؤيته تحت عنوان الإيكولوجيا العميقة: إننا بحاجة إلى فلسفة سياسية وأخلاقية جديدة ترى البشر من حيث هم في الطبيعة ومنها وبها، وليسوا متعالين عليها([1]). كما اهتم الكثير من الفلاسفة والمفكرين العرب والمسلمين بالبيئة وحمايتها، مثل ابن خلدون وغيره ممن تحدثنا عنهم في غير مكان في هذا الكتاب(§).
5-4-8- دور العلوم الدينية في حماية البيئة:
إذا كان الله سبحانه وتعالى قد خلق الكون وسخر الأرض وما يحيط بها ليوفر للإنسان مقومات الحياة وعوامل البقاء، وهو بذلك يعينه على أداء مهمته التي خلقه من أجلها التي تتلخص في إعمار هذا الكون وعبادة الله، يقول تعالى: )وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ[ (الذاريات 56)، وإذا كان الأمر كذلك فحري ببني الإنسان الالتزام في تعاملهم مع البيئة بالقيم والمبادئ التي أمر بها الخالق، وأوصى بها الرسل والأنبياء في الديانات السماوية جميعا، اليهودية والمسيحية والإسلامية, وقد حض (§) لمزيد من المعلومات عن دور الفلسفة في حماية البيئة صدر العددان 332 و 333 من مجلة عالم المعرفة بعنوان الفلسفة البيئية، تحرير مايكل زيمرمان، ترجمة معين شفيق رومية، الكويت، أكتوبر، ونوفمبر 2006 م .
الكثير من رجال الدين في العديد من دول العالم، وفي الكثير من المناسبات والمؤتمرات، على أهمية حماية البيئة وتطبيق الاتفاقات الدولية لحماية البيئة، والمحافظة على نظافتها وعلى مختلف مواردها من التلوث والتخريب أيا كان سبب ذلك، وعدم الإفساد في الأرض وحماية الحرث والنسل والرأفة بالحيوان وغيره من الكائنات الحية التي تشارك الإنسان الحياة على هذه الأرض.
ولكن الإنسان وللأسف في كثير من الأحيان لم يلتزم بهذه القواعد والمبادئ، وأساء التعامل مع البيئة لأسباب كثيرة، مما أدى إلى تلوث الهواء والماء والتربة.
وعلى سبيل المثال فإن الدين الإسلامي الحنيف يحض على حماية البيئة وعلى الانتفاع بمواردها بالشكل السليم والصحيح الذي يرضي الله سبحانه وتعالى، ويصون البيئة من التلوث والفساد. ولأن الإنسان يعد جزءا من الكون الفسيح ولكنه يعد الجزء المتميز والفريد في البناء الكوني، لقد منحه الله العقل والفؤاد والحواس، ويقول تعالى: )لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم[ (التين 4). وقوله (وهديناه النجدين) (البلد 10).
إن صلة الإنسان بالكون كما يصفها القرآن الكريم هي صلة الاستثمار والانتفاع والتعمير والتسخير، وهي صلة الاعتبار والتأمل والتفكير في الكون وما فيه، وقد قضت حكمة الله أن يستخلف الإنسان في الأرض. لذلك فالإنسان الذي يعد جزءا من الأرض، وعنصرا من عناصرها هو أيضا يمكن اعتباره مديرا لها وليس مالكا لها، ومنتفعا بها لا متصرفا مطلقا بها، بمعنى أن الإنسان مستخلف على إدارتها واستثمارها، وهو بذلك مؤتمن، عليها ومن واجبه المحافظة على هذه الأمانة والتصرف فيها تصرف الأمين في حدود أمانته.
الموارد ملكية مشتركة الواجب حمايتها:
إن جميع موارد الحياة خلقها الله، والانتفاع بها يعد في نظر الإسلام حقا للجميع ويجب أن يراعى أثناء التصرف فيها حق جميع الناس، ومصلحة الناس الذين هم شركاء فيها سواء كانوا من الأجيال الحالية أو من الأجيال القادمة، ويجب عدم النظر إلى هذه الموارد وحق الانتفاع بها على أنها محصورة في جيل معين أو عدد من الأجيال دون غيرهم، بل هي ملكية مشتركة لجميع الأجيال في كل مكان وزمان ينتفع بها كل جيل بحسب حاجته من دون الإخلال بمصالح الأجيال القادمة.
إن حق الانتفاع والاستثمار والتسخير الذي شرًعه الله للإنسان يتضمن بالضرورة التزاما من الإنسان بالمحافظة على الموارد الطبيعية من ناحيتي الكم والنوع، فلقد خلق الله للإنسان جميع أسباب الحياة لتحقيق الأهداف التالية: التفكر والعبادة والسكن والتعمير وغير ذلك فلا يجوز للإنسان إفساد البيئة وإخراجها عن طبيعتها المناسبة لحياة الإنسان وغيره من الكائنات الحية التي تشاركه الحياة على هذه الأرض.
هذا وقد قضت حكمة الله سبحانه على توظيف بعض المخلوقات لخدمة بعضها الآخر دليلا على العناية الإلهية التي تلحظ الكون كله بكل ما فيه، وبًين القرآن الكريم أن كل كائن حي مما نعلمه وما لا نعلمه في هذا العالم له وظيفتان، وظيفة اجتماعية لخدمة الإنسان وتبادل الخدمات، ووظيفة دينية كونه آية تدل على وجود خالقه وعلم وحكمة هذا الخالق العظيم. يقول تعالى: )وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبهِمْ يُحْشَرُونَ[ (الأنعام 38).
ومما يدل على العلاقات الوظيفية بين عناصر البيئة مثلا أن الله جعل الماء أصل الحياة ومنشأها، إذ يقول تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي). فالنبات والحيوان والإنسان وغير ذلك من الكائنات الحية يرتبط وجودها بوجود الماء واستمرار حياتها متوقف على توافره.
وتقدم المياه والمسطحات المائية الكثير من الفوائد والمنافع البيئية والاقتصادية والصحية، ولذلك فإن المحافظة على المياه تعد أساس المحافظة على الحياة بأشكالها المختلفة، وعملا بالقاعدة الفقهية التي تقول: ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. فإن حماية المياه تعد واجبا مقدسا لا يمكن تجاهله بأي شكل من الأشكال، لأن تلويث المياه وتعطيل إمكانية الاستفادة منها هو تعطيل للحياة بأسرها، وإهداره أو تلويثه أو تعطيل إمكانية الاستفادة منه يعد من الأمور المحرمة لأن القاعدة الفقهية تقول: ما أدى إلى الحرام فهو حرام.
والهواء لا تقل أهميته عن أهمية الماء وهو ضروري لاستمرار الحياة والمحافظة عليها، فالهواء ضروري للتنفس، وضروري للقيام بوظيفة التلقيح ونقل غبار الطلع من مكان إلى آخر، والكتل الهوائية تقوم بتحريك الغيوم والسحاب من مكان لآخر، والرياح بدورها هي آية دالة على قدرة الله وإتقان صنعته وربما لها وظائف كثيرة لم يتعرف إليها الإنسان بعد. وإذا كان للهواء جميع هذه الوظائف الحيوية الهامة، فإن المحافظة عليه نظيفا يعد جزءا من المحافظة على الحياة نفسها.
إن هذا الكون المتوازن يشكل نظاما مترابطا متكاملا، تتحرك فيه كافة المسخرات من مجرات وسدم ونجوم وكواكب وأقمار حركة دائمة متوافقة تحكمها قوى محددة. وبالتالي فإنه لا يجوز لنا تجاهل مدى الأخطار التي يمكن أن تسفر عنها التدخلات غير الرشيدة للإنسان في النظام البيئي لأن الخلل في نظام بيئي معين يؤثر سلبا في سائر الأنظمة البيئية الأخرى.
- تنمية مستدامة:
إن دعوة الإسلام إلى حماية البيئة من التلوث لا تنطلق من المصلحة الذاتية الآنية، وإنما تنطلق من رؤية بعيدة المدى تهدف إلى الإصلاح وعدم الفساد، وحرص الإسلام على نظافة البيئة وحماية مواردها الطبيعية من التلوث والاستنزاف يقوم على مبدأ الوعي الاجتماعي.
وكما أنه يوجد توازن طبيعي، يوجد أيضاً توازن اجتماعي، والتوازن الاجتماعي أو توازن البيئة الاجتماعية يتحقق من خلال الصراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل، فالتوازن ليس توازنا جامداً وإنما هو توازن متحرك يقوم على الصراع والتناقض والتنافس بين القوى المختلفة.
ولأن الأشجار والنباتات تؤدي عملا مهما في تنقية الهواء من الغبار، وتمتص كميات كبيرة من الملوثات والغازات السامة، وكذلك الأمطار تؤدي وظيفة وقائية للبيئة، إلى جانب دورها الرئيس في إحياء الأرض ونمو النبات والكائنات الحية الأخرى، فهذه الأمطار تساعد في تنظيف الغلاف الجوي من الملوثات التي تسقط معها، ولكن في حال زيادة درجة التلوث فإن هذه العمليات الطبيعية التي تقوم بها الأمطار أو النباتات والأشجار تصبح عاجزة عن تنقية الغلاف الجوي من الملوثات، وهذا يعني أن التلوث تجاوز قدرة الطبيعة على احتوائه والتخلص منه. وكما هو حال الأشجار والأمطار فإن العديد من الحشرات والطيور والقوارض والحيوانات تساهم بشكل أو بآخر في حماية البيئة من التلوث والمحافظة على نظافتها وتوازنها.
مما سبق يتبين لنا أن التلوث الذي يشكل خطورة حقيقية للإنسان، ويسبب له القلق والإزعاج، ويدفعه إلى البحث عن أسبابه ومحاولة التوصل إلى إيجاد السبل الكفيلة بالوقاية منه وعلاجه، وإيجاد الحلول المناسبة له، هو التلوث الذي يتجاوز القدرة الاستيعابية للبيئة وهو في أغلب الأحيان من صنع الإنسان، وهو مخالفة لسنن الله في الكون، وينجم عن سلوك بشري يتعارض مع قوانين الطبيعة التي خلقها الله.
إن الفضلات والمخلفات التي تنشأ من الاستعمالات البشرية المختلفة المنزلية والصناعية والزراعية وغيرها لا بد من إزالتها والتخلص منها بطرق صحيحة لأن في ذلك حماية البيئة من الفساد والتخريب، وحماية للإنسان من الأمراض والأضرار، ولكن عمليات التخلص من هذه النفايات والفضلات يجب أن تتم بطريقة تمنع إحداث ضرر مماثل لها وربما أكبر منه لأن القاعدة الفقهية في ذلك تقول: الضرر لا يزال بمثله أو بضرر أكبر منه، وهذا ينطبق على جميع الملوثات الغازية والكيميائية والإشعاعية وكذلك الضجيج والمسكرات والمخدرات وغيرها من المواد الضارة بالصحة البشرية وبالبيئة المحيطة بالإنسان.
إن العلاج الرئيسي للمشكلات البيئية يكمن في ترشيد وتوطيد العلاقة مع البيئة ومواردها، وفي وضع خطة عمل محددة ومتوازنة تأخذ بعين الاعتبار مسألة حماية البيئة، لأن التصور المادي القاصر هو سبب البلاء، والتقدم التقني لا يجوز أن يتم على حساب الإنسان وصحته وسعادته وبقائه، كما أنه لا يجوز أن نضحي بمستقبل الأجيال القادمة من أجل تحقيق منفعة مادية واقتصادية مشكوك في نتائجها للأجيال الحالية.
إن التذكير بالمبادئ الدينية الداعية إلى حماية البيئة وعناصرها، يعتبر هذه الأيام أمرا ضروريا، ويستطيع رجال الدين الإسلامي والمسيحي وغيرهم إيضاح المبادئ التي تدعو إلى حماية البيئة والانتفاع بخيراتها التي وهبها الله، بالشكل الصحيح والسليم، وإظهار أهمية النظافة التي تعد دليلاً من دلائل الإيمان، سواء أكانت نظافة الجسد والملبس والمسكن والشارع والحي والمدينة، وكذلك نظافة الماء والتربة والهواء وهذه الأمور لا تتحقق إلا بالتعاون والإيمان وتوفر النظافة المادية والروحية.
إن حماية البيئة والمحافظة عليها، واجب ديني واجتماعي ووطني وإنساني، وهو واجب فردي، وواجب جماعي، وواجب على ولاة الأمور، وعلى المؤسسات والإدارات الصغيرة منها والكبيرة، لكي يقوم كل منهم بواجبه تجاه البيئة المحيطة به والمساهمة في حمايتها.
قائمة المصطلحات العلمية
مرتبة حسب حروف المعجم إنكليزي عربي
A | |
غير حية | Abiote |
مدغمات عديمة الحياة | Abiocenose |
الرطوبة المطلقة | Absolute Humidity |
الحرارة المتراكمة | Accumulated Temperature |
حمضي | Acidic |
تحميض | Acidification |
حموضة | Acidity |
أمطار حمضية | Acid Rains |
ترب حمضية | Acid Soils |
فعالية | Activity |
التبخر النتح الفعلي | Actual Evapotranspiration |
التبريد الذاتي | Adiabatic Cooling |
التسخين الذاتي | Adiabatic Heating |
انتقال أفقي | Advection |
الضباب المنتقل أفقيا | Advection Fog |
جزيئات (ايرزول) | Aerosols |
الزراعة المختلطة مع الغابات | Agro -Forestry |
تلوث الهواء | Air Contamination |
عدم استقرار الهواء | Air Instability |
الكتلة الهوائية | Air Mass |
تلوث الهواء | Air Pollution |
استقرار الهواء | Air Stability |
الإشعاع المنعكس (ألبيدو) | Albedo |
القلويات | Alkalis |
شبه قلوي | Alkaloid |
ترب قلوية | Alkaline Soils |
البرمائيات | Amphibian |
تحلل لا هوائي | Anaerobic Analysis |
المدى الحراري السنوي | Annual Range of Temperature |
الأنتروبوكي (التأثير البشري المفتعل) | Anthropogenic |
قرينة الجفاف | Aridity Index |
الغلاف الغازي (الجوي) | Atmosphere |
الضغط الجوي | Atmosphere Pressure |
الشفق القطبي | Aurora |
علم البيئة الذاتية | Auto ecology |
كائنات ذاتية التغذية | Autotrophic Organisms |
B | |
الضوضاء الخلفية | Back Ground Noise |
مدغم العضويات البكتيرية | Bacteriocenose |
مياه التوازن (الصابورة) | Ballast |
علم المناخ الحيوي | Bioclimatology |
تفكك حيوي | Biodegradable |
المدى الإيكولوجي الحيوي | Bio eco amplitude |
الدورة البيوجيوكيميائية | Bio eco chemical cycle |
بيوجيوسينوز (الظواهر الطبيعية والحيوية) | Bio geo sainoze |
مراقبة بيولوجية | Biological control |
صحراء بيولوجية | Biological Desert |
الكتلة الحيوية | Biomass |
النطاقات أو المجاميع البيئية | Biomes |
الأكسجين الحيوي المستهلك | Bio Oxygen Demand (B. O.D) |
بيوسينوز (المحيط النشوء حيوي) | Bio sainoze |
الغلاف الحيوي (البيوسفير) | Biosphere |
حيوي | Biotic |
العوامل الحيوية | Biotic Factors |
مكان النشوء | Birth place |
C | |
غايا (آلهة الأرض عند اليونان القدماء) | Caia |
آكلات اللحوم | Canivores |
كربوهيدرات | Carb0hydrates |
كاربوكس هيموغلوبين | Carbox Hemoglobin |
آكلات اللحوم | Carnivores |
قوة الطرد المركزية | Centrifugal Force |
التغير المناخي | Climatic Change |
تذبذبات مناخية | Climatic Oscillations |
ترب جيرية وكلسية | Chalk and Limestone Soils |
الأكسجين المستهلك كيميائيا | Chemical Oxygen Demond (C.O.D) |
اليخضور (الكلوروفيل) | Chlorophyll |
كلوروفلوروكربون | Chlorofloruocarbon (C.F.C) |
الأوج (الذروة) | Climax |
الموقع المناخي | Climatope |
معايشة (تعايش) | Commensalisms |
جماعة | Community |
التنافس | Completion |
مكثفات | Condensers |
تكييف | Conditioning |
صيانة | Conservation |
كائنات مستهلكة للغذاء | Consumers (Hetrotrophic) |
هواء ملوث | Contaminated air |
تلوث | Contamination |
الرصيف القاري | Continental Shelf |
الحراثة الكنتورية | Contour – Strip – Ploughing |
الحملان أو التصعيد أو الرفع | Convection |
تيارات الحمل أو التصعيد | Convection Currents |
تآكل المعادن | Corrosion of metals |
الضغط الحرج | Critical Stress |
D | |
المدى الحراري اليومي | Daily Range of Temperature |
ديسبل (وحدة قياس شدة الضجيج) | Decibel (db) |
كائنات مفككة | Decomposers |
تفكك | Decomposition |
تشويه | Deformation |
اهتراء | Deprecation |
التصحر | Desertification |
ترب صحراوية | Desert Soils |
المنظفات | Detergents |
انتشار | Diffusion |
ينتشر | Diffuse |
مجموعات بيئية حية | Dimosecology |
قرينة الانزعاج | Discomfort Index |
الرذاذ | Drizzle |
جفاف | Drought |
رماد، غبار | Dust |
عاصفة ترابية | Dust Storm |
E | |
الموقع الرابي (الأديم) | Edaphotope |
أزمة بيئية | Eco – Crisis |
المدى الإيكولوجي | Ecological Amplitude |
العش البيئي | Ecological Niche |
الموقع الأيكي | Ecotope |
انبعاث | Emission |
مردود بيئي (سلبي) | Environmental Impact |
تقييم المردودات البيئية | Environmental Impact Assessment |
إدارة البيئة | Environment Management |
الحركة البيئية | Environmental Movement |
التلوث البيئي | Environmental Pollution |
الأمن البيئي | Environmental Security |
التعرية، النحت | Erosion |
العادم | Extraust |
طبقة الإكسوسفير (في الغلاف الجوي) | Exosphere |
F | |
العالم | Fauna |
الحيواني خصوبة | Fertility |
ترسيب نهائي | Final Sedimentation |
العالم النباتي | Flora |
الفلوروكربون | FlouroCarbon |
السلسلة الغذائية | Food Chain |
الهرم الغذائي | Food Pyramid |
الشبكة الغذائية | Food Web |
التنبؤ | Forecast |
دخان | Fume |
مبيدات فطرية | Fungicides |
G | |
أشعة غاما | Gamma Rays |
احتياطي أو ذخيرة وراثية | Genofond |
الجيوإيكولوجيا (علم بيئة قشرة الأرض) | Geoecology |
الجيوسيستم (النظام الجغرافي) | Geosystem |
مبيد جراثيم | Germicide |
الاحترار العالمي | Global Warming |
الحزام الأخضر | Green Belt |
عامل البيت الزجاجي | Green House Effect |
حركة السلام الأخضر | Green Peace |
فصل النمو | Growing Season |
H | |
عمر النصف | Half - Life |
سديم | Haze |
الحرارة الكامنة | Heat Latent |
توازن حراري | Heat Balance |
هيموغلوبين | Hemoglobin |
مبيد أعشاب | Herbicide |
آكلات الأعشاب | Herbivores |
كائنات ذاتية التغذية | Herotrophic Organisms |
مدغم العضويات الإنسانية | Homoeocenose |
علم البيئة البشرية | Human Ecology |
رطوبة | Humidity |
دبال | Humus |
هيدروكربونات | Hydrocarbons |
الطاقة الكهرمائية | Hydroelectric Energy |
الدورة المائية | Hydrological Cycle |
الغلاف المائي | Hydrosphere |
I | |
تحسين | Improvement |
غير مباشر | Indirect |
تصنيع | Industrialition |
تلوث، فساد | Infection |
الوسائط المعلوماتية | Info media Age |
الأشعة تحت الحمراء | Infrared Radiation |
تحت أو دون الصوتية | Infrasonic |
مبيد حشرات | Insecticide |
عدم استقرار | Instability |
تأقلم | Introduction |
التأين | Ionization |
الطبقة المتأينة من الغلاف الجوي | Ionosphere |
الإشعاع | Irradiation |
L | |
اللاندسكيب (منظر سطح الأرض) | Landscape |
جير، كلس | Lime |
كلس مطفأ | Lime plast |
رائق الكلس | Lime water |
حد | Limit |
الليتوسفير (طبقة في الغلاف الجوي) | Lithosphere |
ترب طفلية | Loamy sails |
M | |
الثدييات | Mammalians |
إنتاج، صنع | Manufacture |
تلوث بحري | Marine Pollution |
محمية بحرية | Marine Reserve |
مدغم العضويات الفطرية | Myeocenose |
الميزوسفير (طبقة في الغلاف الجوي) | Mesosphere |
الميزو بوز (طبقة انتقالية في الغلاف الجوي) | Mesopause |
الأيض | Metabolism |
ميثيل الزئبق | Methyl mercury |
المناخ الأصغري | Micro climate |
الشابورة | Mist |
الرصد والمراقبة | Monitor |
N | |
منتزه قومي | National Park |
محمية طبيعية | Nature Reserve |
العش البيئي | Niche |
النترجة | Nitration |
النترجة | Nitrification |
غلاف التفكير أو الوسط العقلي | Noosphere |
ضار | Noxious |
نواة | Nucleus |
O | |
الرقم الأوكتيني | Octane number |
نفايات أو فضلات | Offal |
آكلات كل شيء | Ommnivores |
الصيد المفرط | Over Fishing |
أكسدة | Oxidation |
طبقة الأوزون | Ozonosphere |
تآكل الأوزون | Ozone Depletion |
ثقب الأوزون | Ozone Hole |
P | |
متماثر | Palmer |
تطفل | Parasitism |
جزئي | Partial |
جزيئات | Particulates |
القشرة الأرضية | Pedosphere |
خط الثلج الدائم | Permanent Snow Line |
الرقم الهيدروجيني (معامل الحموضة) | PH (Potential Hydrogen) |
تفاعلات كيمياضوئية | Photochemical Reaction |
الطافيات النباتية | Phytoplankton |
التركيب الضوئي | Photosynthesise |
سمومية | Poisoning |
تلوث | Pollution |
جزء في المليون | P.P.M |
راسب | Precipitate |
التساقط | Precipitation |
ترسب | Precitacidin |
دقيق | Précis |
حفظ | Preservation |
معالجة تمهيدية | Preliminary treatment |
مستهلكات أولية | Priory consumers |
معالجة | Processing |
كائنات منتجة | Producers |
إنتاج | Production |
حماية | Protection |
أقاليم أو مقاطعات | Provinces |
سحق | Pulverization |
تنقية | Purification |
فساد | Putrefation |
R | |
إشعاع | Radiation |
التوازن الإشعاعي | Radiation Balance |
أساس، جذر | Radical |
نشاط إشعاعي | Radioactivity |
النظائر المشعة | Radioactive isotopes |
ظل المطر | Rain Shadow |
تفاعل | Reaction |
فعالية | Reactivity |
مفاعل | Reactor |
إعادة تشكيل، إصلاح | Reforming |
تبريد | Refrigeration |
تجديد | Regeneration |
الرطوبة النسبية | Relative Humidity |
استشعار عن بعد | Remote Sensing |
مورد متجدد | Renewable Resource |
إدارة الموارد | Resource Management |
وحدة قياس الجرعة الإشعاعية الممتصة | Rem |
تفاعل | Replacement |
الزواحف | Reptilians |
متبقي، متخلف | Residual |
راتنج | Resin |
الطنين | Resonance |
نتيجة | Result |
إعاقة أو تأخير | Retardation |
S | |
السلامة، الأمن | Safety |
عامل الأمن | Safety factor |
ترب رملية | Sandy Soils |
عاصفة رملية | Sand Storm |
هواء مشبع | Saturated Air |
ترسيب | Sedimentation |
انتقائي | Selective |
شبه جاف | Semi Arid |
حساسية | Sensitization |
الحرارة المحسوسة | Sensible Heat |
الإشعاع قصير الموجة | Short – Wave Radiation |
حمأة | Sludge |
اتحاد الضباب والدخان (الضبخان) | Smog |
خط الثلج | Snow Line |
عاصفة ثلجية | Snow Storm |
مقطع في التربة | Soil profile |
مخلفات صلبة | Solid wastes |
الإشعاع الشمسي | Solar Radiation |
سخام | Soot |
امتصاص، امتزاز | Sorption |
تحميض | Souring |
عينة | Specimen |
استقرار، ثبات | Stability |
كتلة هوائية مستقرة | Stable Air Mass |
عاصفة | Storm |
الستراتوسفير (طبقة في الغلاف الجوي) | Stratosphere |
إجهاد، جهد | Stress |
بنية | Structure |
مادة | Substance |
سطح | Surface |
عامل فعال سطحيا | Surfactlent |
محيط، وسط | Surrounding |
جزيئات معلقة | Suspended particles |
مواد صلبة معلقة | Suspended Solids |
التنمية المستديمة | Sustainable Development |
علم البيئة الاجتماعية | Synecology |
T | |
دباغة | Tannery |
الانقلاب الحراري | Temperature Inversion |
الإشعاع الأرضي | Terrestrial Radiation |
التلوث الحراري | Thermal Pollution |
حد | Term |
نهائي | Terminal |
المياه الإقليمية | Territorial Waters |
الترموسفير (طبقة في الغلاف الجوي) | Thermosphere |
نظرية | Theory |
تخرب الأنسجة | Tissue damage |
سمية | Toxicity |
آثار | Trace |
تحويل | Transformation |
انتقال | Transition |
شفافية | Transparent |
معالجة | Treatment |
التروبوسفير (طبقة في الغلاف الجوي) | Troposphere |
عكر | Turbid |
عكارة | Turbidity |
U | |
الأشعة فوق البنفسجية | Ultraviolet Rays |
فوق صوتي | Ultra Sonic |
فوق بنفسجية | Ultraviolet |
غير مستقر، غير ثابت | Unstable |
كتلة هوائية غير مستقرة | Unstable Air Mass |
أصوات غير مرغوب بها | Unwanted sounds |
مناخ المدينة | Urban Climate |
مفيد نافع | Useful |
V | |
فراغ | Vacuum |
تبخير | Vaporization |
تهوية | Vertilation |
اهتزاز، ارتجاج | Vibration |
حجم | Volume |
W | |
الدم الحار | Warm blood |
جبهة دافئة | Warm Front |
تسخين | Warming |
نفايات، فضلات | Waste |
التخلص من النفايات | Waste disposal |
العجز المائي | Water Deficit |
مستوى الماء الجوفي | Water Table |
الأراضي الرطبة | Wetlands |
Z | |
مدغم العضويات الحيوانية | Zoocenose |
البلانكتون الحيواني | Zooplankton |
تخمر | Zymolysis |
المراجع والمصادر
أولاً - باللغة العربية:
1- إبراهيم نحال: الأنظمة البيئية وعلاقتها بحياة الإنسان، مجلة العلوم والتكنولوجيا، العدد الثالث، معهد الإنماء العربي، بيروت، 1984 م.
2- إتيان دوفوماس، بنية ومورفولوجية الشرق الأدنى، ترجمة عبد الرحمن حميدة، جامعة دمشق 1984 - 1985 م.
3- أحمد الشلاح، فؤاد الصالح: التلوث البيئي والأمن الصناعي، جامعة دمشق 1989 - 1990م.
4- أحمد داود: تاريخ سورية الحضاري القديم المركز1، دار المستقبل، دمشق 1994م.
5- أندريه إيمار، جانين أوبواجيه: تاريخ الحضارات العام، المجلد لأول، الشرق واليونان القديمة، ترجمة فريد داغر 1964 م.
6- أندريه إيمار، جانين أوبواجيه: تاريخ الحضارات العام، المجلد الثاني، روما وامبراطوريتها، ترجمة فريد. م. داغر، 1964 م.
7- ارنولد توينبي: تاريخ البشرية، الجزء الأول، ترجمة د. نقولا زيادة، الأهلية للنشر والتوزيع، بيروت 1988 م.
8- البنا، علي علي: المشكلات البيئية وصيانة الموارد الطبيعية، نماذج دراسية في الجغرافية التطبيقية، دار الفكر العربي، القاهرة 2000 م.
9- البيئة وقضايا التنمية والتصنيع: علم المعرفة، الكويت، العدد 285.
10- الجديد حول الشرق القديم: مجموعة من المؤلفين، ترجمة جابر أبي جابر، خيري الضامن، دار التقدم، موسكو 1988 م.
11- اللجنة الوطنية لبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي: الجمهورية العربية السورية، العدد الأول، حلب، 1991 م.
12- الصديق محمد العاقل، محمد عياد مقيلي، علي عبد الكريم علي: تلوث البيئة الطبيعية، منشورات الجامعة المفتوحة، ليبيا، 1990.
13- المعجم الفلسفي المختصر، دار التقدم، موسكو، 1986.
14- أمين طربوش، شاهر آغا: التقسيم الإقليمي والمركبات الجغرافية الطبيعية، منشورات جامعة دمشق، 1417 هـ، 1997 م.
15- أنطوني جيدنز: بعيداً عن اليسار واليمين، ترجمة شوقي جلال، سلسلة عالم المعرفة، العدد 286 م.
16- الانفجار السكاني يهدد الحياة على كوكب الأرض، مجلة الثقافة العالمية العدد 55، الكويت 1992 م.
17- إيان ج. سيمونز، البيئة والإنسان عبر العصور، ترجمة السيد محمد عثمان، سلسلة عالم المعرفة، العدد 222، الكويت 1997 م.
18- إيغور أداباشيف، الإنسان والبيئة، ترجمة عبد الله حبة، دار مير للطباعة والنشر، موسكو 1985 م.
19- براين فاغان: الصيف الطويل( دور المناخ في تغيير الحضارة)، ترجمة د. مصطفى فهمي، عالم المعرفة العدد 340، الكويت يونيو 2007 م.
20- برومليه، بودولني: الأثنوس والتاريخ، دار التقدم، موسكو 1988 م.
21- بريستون غرالا: كيف تعمل البيئة، الدار العربية للعلوم، بيروت 1998 م- 1419ه-
22- بسام جاموس: الجرف الأحمر قرية من الألف العاشر قبل الميلاد، مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية، تصدر عن وزارة الثقافة، العدد 44، دمشق 2001 م.
23- بهجت محمد: بعض تطبيقات المعلوماتية في الجغرافية، منشورات جامعة دمشق، 1420 هـ، 1999 - 2000م.
24- بورهارد برينتس: نشوء الحضارات القديمة، ترجمة جبرائيل يوسف كباس، دمشق، الأبجدية للنشر، 1989 م.
25- بول سنلافيل: التغيرات المناخية وتطور المجتمعات البشرية في بلاد الشام ما بين 18000 - 6000 قبل الميلاد، تعريب يسرى الكجك، الحوليات الأثرية العربية السورية، تصدر عن وزارة الثقافة، العدد 43، دمشق 1999 م.
26- بيتر جولد: الزمان والمكان والجنس البشري، الجغرافية أحدث ما وصل إليه العلم، المجلة الدولية للأبعاد الاجتماعية، ربع سنوية، اليونسكو 1966 م.
27- ترافس واجنر: البيئة من حولنا، دليل لفهم التلوث وأثاره، ترجمة د. محمد صابر، الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية، القاهرة 1997 م.
28- جاك كوفان: القرى الأولى في بلاد الشام، ترجمة الياس مرقص، دار الحصاد للنشر والتوزيع، دمشق 1995م.
29- جان دوست: قوة الحي، مبادئ في علم البيئة، ترجمة المهندس ميشيل خوري، منشورات وزارة الثقافة السورية، دمشق 1998 م.
30- جلال الدين الطيب: الجغرافية والبيئة والتنمية: الأسس والمهام، صنعاء، دار الحكمة اليمانية، 1995 م.
31- جهاد علي الشاعر: تغير المناخ وأثره في الصحة البشرية، منشورات جامعة دمشق 2005 - 2006 م.
32- جوردن إيست: الجغرافية توجه التاريخ، ترجمة د. جمال الدين الديناصوري، دار الحداثة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ط2، 1982م.
33- حسن أمين الفتوى: تخطيط النظم البيئية التقنية الاقتصادية في الحوض النهري لتحقيق الأمن المائي العربي، ندوة الجامعات في مواجهة مشكلة نقص الموارد المائية في الوطن العربي، جامعة قار يونس، ليبيا، 9 - 11 / 10 / 2000 م.
34- حسن أمين الفتوى: هل يحقق التخطيط البيئي الأمن الغذائي العربي، مجلة الجغرافي العربي،العدد التاسع، بغداد 2002 م.
35- حسن عبد العزيز أحمد: الجغرافية التطبيقية، مكتبة الرشد ناشرون، الرياض 1427هـ / 2006 م.
36- حسين مصطفى غانم: الإسلام وحماية البيئة من التلوث، جامعة أم القرى، مكة المكرمة 1417 هـ / 1997 م.
37- خنساء حسين ملحم: أثر الأنشطة البشرية على استخدامات الأرض، أطروحة علمية أعدت لنيل درجة الدكتوراه في الجغرافية، جامعة دمشق2001 - 2002 م.
38- ديفيد بورني، تعرّف على علم البيئة، ترجمة هاني حداد، الهيئة العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة، دمشق 2007 م.
39- رالف سوليكي: ملاحظات حول الظروف البيئية والمناخية في ملجأ يبرود رقم 1 خلال فترة الاستيطان الموستيري، مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية، تصدرها وزارة الثقافة، العدد 44، دمشق 2001 م.
40- رشيد الحمد، محمد سعيد صباريني: البيئة ومشكلاتها عالم المعرفة، العدد 22، الكويت ط 2، 1984 م.
41- زهير عمر حبش: الجغرافية تطورها طرائقها وأساليب تدريسها، منشورات الجمعية الجغرافية الفلسطينية، 1406 هـ / 1986 م.
42- سامح غرايبة، يحي الفرحان: المدخل إلى العلوم البيئية، عمان، دار الشروق، 1987م.
43- سعدية محمد حسانين عيسى، فؤاد عبد الرحيم أحمد: صحة البيئة والغذاء، مكتبة الرشد ناشرون، الرياض 1427 هـ / 2006 م.
44- سلطان محيسن: بلاد الشام في عصور ما قبل التاريخ، الصيادون الأوائل، دار الأبجدية للنشر، دمشق 1989م.
45- سلطان محيسن: بلاد الشام في عصور ما قبل التاريخ - المزارعون الأوائل، الأبجدية للنشر، دمشق 1994 م.
46- سمير رضوان: التلوث الخفي من المفاعلات النووية إلى الأجهزة المنزلية، مجلة العربي، العدد 407، الكويت، تشرين الأول 1992 م.
47- شريف محمد شريف: تطور الفكر الجغرافي، الجزء الأول، القاهرة 1969 م.
48- صالح علي عبد الرحمن الشمراني: استعمالات الأراضي في المدن السعودية دراسة تحليلية ومقارنة، سلسلة بحوث العلوم الاجتماعية (12)، جامعة أم القرى،1410هـ ، 1990 م.
49- صلاح الدين بوجاه، حاتم بن عثمان، مختار بوخريص وآخرين: مقالات ومقولات في البيئة والتربية البيئية، جمعية حماية الطبيعة والبيئة بالقيروان، تونس 1994 م.
50- صفوح خير: الجغرافية موضوعها ومناهجها وأهدافها، دار الفكر، دمشق، 2000م.
51- طالب عمران: الكون يكشف أسراره، دار معد للنشر والتوزيع، دمشق 1991 م.
52- عادل عبد السلام: جغرافية سورية العامة، جامعة دمشق،1989 - 1990 م.
53- عبد العزيز طريح شرف: البيئة وصحة الإنسان في الجغرافيا الطبية، مركز الإسكندرية للكتاب، 2003 م.
54- عادل عوض: أبحاث مختارة في علوم البيئة، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، الطبعة الأولى دمشق 1989 م.
55- عبد الفتاح صديق عبد اللاه، عبد الحميد حسن: أسس الجغرافية الطبية، دار المعرفة للتنمية البشرية، 1428 هـ - 2007 م.
56- علي موسى، محمد الحمادي: فلسفة الجغرافية، دمشق 1980 م.
57- علي موسى: أسس الجغرافية الطبيعية، منشورات جامعة دمشق، 199-1993 م
58- علي منير الحصري: الجغرافية والبيئة من المنظور التربوي، المجلة الجغرافية السورية، العدد 21، دمشق حزيران 1996 م.
59- فياض سكيكر، محمد سليمان، ناظم عيسى: مقدمة في الثقافة البيئية، مطبعة الصفا، دمشق 1417 هـ ، 1997 م.
60- كارل ساغان: الكون، عالم المعرفة، العدد 178، الكويت، تشرين الأول 1993.
61- كريف ريتشارد، تشكل فوهات التصادم على الأرض، مجلة العلوم الأمريكية المترجمة، العدد 7، المجلد 8، الكويت 1992 م.
62- ليسلي. ج. ب، لونو. ف. و: تلوث الجو الداخلي، المشاكل والأولويات، ترجمة محمد أحمد حنونة، منشورات وزارة الثقافة السورية، دمشق 1997 م.
63- ليف تولستوي: كتابات تربوية، ترجمة موفق الدليمي، منشورات دار التقدم، موسكو، 1989 م.
64- ليك. أ. ج، كونوي. ب. أ. ر: صيد الغزلان في العصر الحجري في سورية، مجلة العلوم الأمريكية المترجمة، المجلد 4، العدد 3، 1988م.
65- ليكي م، أ، وولكر: مستحاثات بشرية من أفريقيا ترجع إلى نحو أربعة مليين سنة، مجلة العلوم الامريكية المترجمة، المجلد 13، العدد 11، تشرين الثاني 1997.
66- ماك الستر، إ، ل: تاريخ الحياة، ترجمة، د. فؤاد العجل، مطبوعات جامعة دمشق، 1978م.
67- ماري كلاربوت، رينيه شوشول: الضوضاء، ترجمة ناديا الجندي، بيروت،1991 م.
68- مايكل زيمرمان، الفلسفة البيئية: ترجمة معين شفيق رومية، عالم المعرفة، الجزء الأول، العدد 332، الكويت أكتوبر 2006 م.
69- مايكل زيمرمان، الفلسفة البيئية: ترجمة معين شفيق رومية، عالم المعرفة، الجزء الثاني، العدد 333، الكويت نوفمبر 2006 م.
70- مجلة البيئة والتنمية، المجلد الثالث، العدد 1، بيروت 1998م.
71- محمد خميس الزوكة، البيئة ومحاورها وتدهورها وآثارها على صحة الإنسان، دار المعرفة الجامعية، بدون تاريخ.
72- محمد السيد غلاب: البيئة والمجتمع، مطبعة الإشعاع، ط 7، القاهرة 1997 م.
73- محمد العودات: مشكلات البيئة، دار الأهالي، دمشق 1995م.
74- محمد عبدو العودات، عبد الله بن يحي باصهي: التلوث وحماية البيئة، جامعة الملك سعود، ط2 1993 م.
75- محمد فتحي الحريري: مسألة الأمن الدوائي العربي، مجلة الوحدة، العدد 84، أيلول 1991.
76- محمد محمد الشاذلي، علي علي المرسي: علم البيئة العام والتنوع البيولوجي، دار الفكر العربي، القاهرة، 1420 هـ - 2000 م.
77- محمد محمود الديب: الجغرافية السياسية منظور معاصر، الناشر مكتبة الأنجلو المصرية، بدون تاريخ.
78- محمد محمود سليمان: التربية البيئية علم وأخلاق، مجلة بناة الأجيال، دمشق، العدد 25، 1996م.
79- محمد محمود سليمان: التعليم والتربية البيئية في الوطن العربي، مجلة شؤون عربية، العدد 90، القاهرة 1997م.
80- محمد محمود سليمان، ناظم أنيس عيسى: البيئة والتلوث، جامعة دمشق، 1999- 2000 م.
81- محمد محمود سليمان: تاريخ نشأة وتطور الغلاف الحيوي، مجلة دراسات تاريخية، جامعة دمشق، العددان (73 - 74) أذار، حزيران، 2001 م.
82- محمد محمود سليمان: بعض المشكلات البيئية في المدن الكبرى (نموذج مدينة دمشق)، الملتقى الثالث للجغرافيين العرب (المدن الكبرى في الوطن العربي)، جامعة الملك سعود، الرياض 23 - 26 / 8 / 1424 هـ الموافق 19 - 22 / 10 / 2003 م.
83- محمد محمود سليمان: تأثير الإنسان في البيئة السورية في عصور ما قبل التاريخ، مجلة دراسات تاريخية، جامعة دمشق، العددان 93- 94 آذار - حزيران 2006 م.
84- محمد محمود محمدين، طه عثمان الفرا: المدخل إلى علم الجغرافية والبيئة، دار المريخ للنشر، الرياض 1423 هـ / 2002 م.
85- محمود عبد العزيز أبو العينين عبيد: مدخل إلى جغرافية التربة، مكتبة الرشد، الرياض، 1425 هـ، 2004 م.
86- محمد ناصف قمصان: أبعاد التلوث الإشعاعي للبيئة، مجلة عالم الفكر، العدد الأول، الكويت 1991 م.
87- مصطفى طلاس: سورية الطبيعية، دراسة جيوبوليتيكية جيو تاريخية، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق 2001 م.
88- مصطفى طلبة: إنقاذ كوكبنا، مركز دراسات الوحدة العربية، 1993 م.
89- معين حداد: الجغرافيا على المحك، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، 2004 م.
90- مكافحة تلوث البيئة: إعداد اللجنة العالمية للبيئة والتنمية، ترجمة، محمد كامل عارف، منشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، بدون تاريخ.
91- ممدوح حامد عطية: إنهم يقتلون البيئة، الهيئة المصرية للكتاب، 1997 م.
92- منال جلال محمد عبد الوهاب: أسس الثقافة الصحية، مكتبة الرشد، الرياض، ط2، 1425 هـ - 2004 م.
93- من أجل البقاء أحياء: دراسات في شؤون البيئة العالمية، ترجمة د. م. سعد الدين خرفان، دار طلاس للدراسات والنشر، دمشق 1988 م.
94- مهدي صالح السامرائي: الحفاظ على البيئة في العصور العربية الإسلامية، دار جرير للنشر والتوزيع، 1425 هـ - 2005 م.
95- مور، ت، أندرو، م: قرية زراعية سورية على نهر الفرات سبقت العصر الحجري الحديث، مجلة العلوم الأمريكية المترجمة، المجلد 6، العدد 10، 1989 م.
96- ميخائيل عيد: علم الجراثيم، منشورات جامعة دمشق، 1991 - 1992 م.
97- ميغيل موليست: العصر الحجري في الألف التاسع والثامن في شمال سورية، نتائج التنقبات في تل حالولة (وادي الفرات، سورية)، تعريب: بسام جاموس وعادلة طالبة، مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية، تصدر عن وزارة الثقافة، العدد 43، دمشق 1999م.
98- ميلانوفا. ي. ف، ريابتشيكوف. أ. م: الجوانب الجغرافية في حماية الطبيعة، ترجمة د. أمين طربوش، دار علاء الدين، دمشق 1996 م.
99- ويلسون، إ، ا: تهديدات للتنوع الإحيائي، مجلة العلوم المترجمة، المجلد 7، العدد 3، آذار 1990م.
100- يسرى الجوهري: فلسفة الجغرافية، الناشر، مؤسسة شباب الجامعة، الاسكندرية، 2001م.
101- يوان جورج نيسبت: الخروج من جنة عدن، من أجل أن نحمي الأرض ونتدبر شؤونها، ترجمة حسن كامل بحري، منشورات وزارة الثقافة السورية، دمشق 1998م.
102- هاجيت، بيتر، الجغرافية تركيبة جديدة، ترجمة محمد السيد غلاب، الناشر مؤسسة شباب الجامعة، القاهرة 1996 م.
ثانياً - المراجع الأجنبية
103 - Astatin. L.P , Blacosklonov.K. N , Nature Conservation , Colose Press , Moscow, 1984.
Cherbak. Z. U , Ch irnobel , Unest Magazin , Moscow , 1987. 104 -
105 - Edward Wolve , Avoiding Overall Extinction of Species , World State , Moscow , Progress Home , 1989.
106 - Geography Science And Art ,Opinion Scientists
USSR And USA , Progress Press , Moscow 1989.
107 - Helmut. E. Landsberg , the Urban climate , Institute for physical science and technology , University of Maryland 1981.
108 - Hilary French , Protecting the Planet In The Age Of Globalization. Norton and Company , New York , London , 2000.
109 - Israel , U. A , Ecology and Control of the State of the natural
Environment , Moscow , Hydrometeo press , 1984.
110 - Kachilov.M. M ; Development Of Biosphere , Moscow , 1984
111 - Kislov, A.V ,Surkova ,G.V , Assessment of contribution of visible Evaroration from Caspian Sea Surface and level changes during Holocene and late Pleistocene. Moscow University Magazine , Geography Cycle 5 , No. 2 , 1996.
112 - Kolocov. o. Khominco. n. p , Environment Conservation , High School Press , Kiev 1986.
113 - Kotcherybe. V. A , Environment Of citys , Lvov 1984.
114 - Moseive. N. N, Human Ecology is Eyes Of Mathematics , Efreka Cycle , Moscow , 1988.
115 - Nikitin. D. P. Novikov. Y. V , Environment and Man , High School Press , Moscow , 1980.
116 - Nivrozov. z , Natur Never Forbids Mistakes , Moscow , Misl , 1988.
117 - Pestracof U. I , Kolosof A. P: Economy and Ecology , Moscow , 1988.
118 - Preston E. James , Geoffrey J. Martin. All Possible Worlds , A History of Geographical Ideas , New York. Brisbane. Toronto. Singapore 1981. Moscow , Progress. 1988.
119 - Prokhorov, A , M.Abachidzy , I ,V, Azimov , P , A , and anothers , Biological Encyclopedia , Sovietcky Encyclopadia Press , Moscow , 1986.
120 - Rimers. N. F , Nature Mangment , Mysl Press , Moscow 1990.
121 - Smirnov. L. E , Geographical - Ecological Problems And Cartography , Geography Geology magazine , Leningrad University , cycle 7 , N 3. 1990.
122 - Stadnisky. G. B. Rodinove. A. I. Ecology. Hight press. Moscow 1988.
123 - The Restoring of Rivers and Streams , theories and experience , Edited by James A.Gore. University of Tulsa.1989.
124 - The State of the Environment , Organization for Economic Cooperation and Development (OECD) , Paris , 1991.
دور الجغرافية في حماية البيئة ................................................. 115
5-1- الجغرافية البيئية ( الجيوإيكولوجيا ) ............................... 117
5-2- بعض الآراء في مكانة الجغرافية ودورها في حماية البيئة ........ 118
5-3- دور الجغرافية في حماية البيئة والموارد الطبيعية ................ 121
5-4- الموارد الطبيعية .................................................. 130
5-4-1- تعريف الموارد الطبيعية ............................... 130
5-4-2- تصنيف الموارد الطبيعية .............................. 131
5-4-3- العلاقة بين الموارد الطبيعية والموارد البشرية ........ 134
5-4-4- دور الجغرافية في حماية الموارد الطبيعية ............. 135
5-4-4-4- دور الجغرافية في حماية البيئة من الحروب وسباق التسلح ..... 135
5-4-4-5- دور الجغرافية في حماية الغطاء النباتي ........... 139
5-4-4-6- دور الجغرافية في حماية مناطق السياحة والاستجمام 141
5-4-5-دور العلوم الإنسانية في حماية البيئة ................. 143
5-4-6-دور علوم الآثار والتاريخ في حماية البيئة ............. 147
5-4-7-دور علوم الاجتماع والفلسفة في حماية البيئة ......... 150
5-4-8-دور العلوم الدينية في حماية البيئة 151الدكتور محمد محمود سليمان
الجغرافيا والبيئة
منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب
وزارة الثقافة – دمشق 2009
.
1 comments
عمل جيد اشكركم
إرسال تعليق