| 0 comments ]


الحمد لله رب العالمين الذي خلق الإنسان علمة البيان وسخر له ما في البر والبحر جميعا منه ؛ ثم الصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي الذي جعله الله رحمة للعالمين وقدوة لهم في كل شي . 
وبعــد 
فإن البيئة الأرضية بكل ما فيها من مكونات ومقومات هي الوطن العام لبنى الإنسان ؛ ولقد أوجدها الله بحكمته ؛ وزللها بقد رنة ؛ وجعل الأرض بساطا وقدر ما فيها من الأرزاق والأقوات ما يفي بحاجة كل الأحياء التي على ظهرها . 
ولكن إنسان العصر الحديث قد أندفع اندفاعا محموما نحو إشباع شهوته ونزواته من كل ما تقع عليه عيناه منبهرا بوسائل التقنية المتاحة فحال البشر اليوم إسراف هنا وتبذير هناك وتدمير هنا وخراب هناك بسبب الحروب التي يديرها الإنسان مما تسبب في إفساد البيئة التي يعيش فيها ولقد حرم الله عليه ذلك . 
فمنذ أن خلق الله الأرض وما عليها من إنسان وحيوان حرم عليهم القتل والحرب والتدمير – فقال تعالى فى سورة المائدة " من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " آية ( 32 ) . 
وقال تعالى فى سورة الحجرات آية (9) : _" وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفيىء إلى أمر الله " 
ومنذ ذلك التاريخ والحروب تنشأ بين الأمم على فترات مختلفة والأسباب متعددة فيعم الدمار والخراب والهلاك والفقر والمرض مما يؤثر سلبيا على البيئة التى نعيش فيها بخيراتها من هواء وماء وتربة وحيوان فتكثر الأمراض وتموت الحيوانات والأسماك والنباتات وبذلك يقل الغذاء الرئيسى لهذا الانسان البشع الذى يسكن البيئة التى سخرها الله له وجعله خليفة له فيها وأثمنه عليها وأمره بالمحافظة عليها لكى تكون له سكنا وأمنا. 
"وإذا قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال إنى أعلم مالا تعلمون " سورة البقرة آية (30). 
فنجد أن هذا المخلوق الضعيف الذى فضله الله على سائر مخلوقاته وغيره بالعقل الرشيد فبدلا من استغلاله من تطوير الموارد البشرية واستغلالها استغلالا أمثل نجده يقوم على تدمير نفسه جسديا وعقليا ونفسيا وذلك عن طريق الأدوات والوسائل التى هى من اختراعه وابتكاره والتى تنشأ عليها الحروب وأهمها السلاح النووى الضار جدا والذى تسعى جميع الشعوب لامتلاكه لكى يدمر كل منهم الآخر سعيا للسيطرة على المواد الطبيعية والبشرية التى جعلها الله ملكا لجميع البشر فيعيشون عيشة هنية ارتضاها الله لهم فيعمروا هذا الكون جيلا بعد جيل فى بيئة صالحة سليمة خالية من الأمراض والتلوث فبعيش هذا المخلوق فى أمان وحرية وسلام وخير ينعم به الجميع. 
ويشمل تلوث البيئة كلا من البر والبحر وطبقة الهواء التي فوقها وهو مما أشار إليه القرآن الكريم في سورة الروم (41) قال تعالى " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " 
وهكذا بات كوكبنا محتاجا إلى كوكب أخر لكي نبدأ فيه وننشىء فيه حضارة جديدة في بيئة نظيفة . 
وفى هذا الموضوع نتناول أثر الحروب على البيئة التي نعيش فيها ومحاولة إصلاح هذا الأثر بقدر الامكان . 
وأرجو أن أكون اجتهدت قدر إستطاعتى ووفقت في معالجة هذا الموضوع وما توفيقي إلا بالله علية توكلت وإلية أنيب. 

عناصر الموضوع 
يشمل هذا الموضوع على ثلاثة أبواب رئيسية هي : 
الباب الأول 
تأثير الحروب على الموارد الطبيعية 
وتشتمل على العناصر الفرعية الاتية وهى: 
تأثير الحروب على الموارد البشرية . (أثار نفسية-جسدية- عقلية). 
تأثير الحروب على موارد التربة. 
تأثير الحروب على الموارد المائية. 
تأثير الحروب على الهواء. 
تأثير الحروب على الموارد الزراعية. 
تأثير الحروب على الموارد الحيوانية. 
وسوف نتحدث عن كل عنصر على حده مستعينا ببعض المراجع والأبحاث العلمية فى هذا الموضوع. ولكن نبدأ: 

تعريف البيئة: 
هى كل ما يحيط بالإنسان من عناصر طبيعية وعناصر حضارية. 
والتعريف الحديث للتلوث 
هو كل ما يؤثر فى كل أو بعض عناصر البيئة بما فيها من إنسان ونبات وحيوان وكذلك كل ما يؤثر فى تركيب العناصر الطبيعية غير الحية (الهواء والماء والتربة) أى أن التلوث البيئى هو كل تغير كمى أو كيفى من تلوثان البيئة الحية وغير الحية. ولا تقدر الأنظمة البيئية على استيعابه دون أن يختل توازنها. 
تعريف الموارد الطبيعية 
هي كل ما خلق الله فى الكون وسخره للإنسان لكى يعيش ويحيا حياتا كريمة آمنة كما أرادها الله له . 
وينقسم التلوث على اساس طبيعة الملوثات إلى نوعين رئيسيين هما : 
أ- ملوثات طبيعية : 
وهى الملوثات النابعة من مكونات البيئة ذاتها مثل التلوث للميكروبات والحشرات الضارة والنباتات والحيوانات السامة والبراكين والزلازل والحرائق وأكاسيد النيتروجين التى تتكون عند حدوث تفريغ كهربى فى السحب الرعدية . 

ب- ملوثات صناعية (مستحدثة) : 
وهى التى تتكون نتيجة ما استخدمه الانسان فى البيئة من ملوثات وأهمها الحروب والتفجيرات النووية وكذلك ما ابتكره الانسان من مواد مخلقة صناعيا وكذلك الناتجة عن الصناعات المختلفة ووسائل مواصلات حديثة ؛ كل ذلك يسبب تلوث بيئى خطير جداًَ على صحة الانسان والحيوان والنبات ؛ ونخص بالذكر هنا ما حدث فى الحرب العالمة الثانية من إستخدام الولايات المتحدة الامريكية القنابل النووية المحرمة دولية عندما ألقتها الطائرات الامريكية على أكبر مدينتين فى اليابان وهما هيروشيما ونجا ذاكى لأول مرة فى تاريخ البشرية الحديث مما تسبب عنه وفاة الملايين من سكان هذة البلاد وتحطيم كل ما هو أخضر على أرضيها وتلويث هوئها ومائها وتربتها ؛ ولقد ظهرت تشوهات جسدية على الناجين من أهلها وورثتها الاجيال اللاحقة فمنذ عام 1945 حتى وقتنا هذا يولد أطفال فى اليابان مشوهين عاجزين يحتاجون إلى رعاية وعناية خاصة مما يكلف الدولة الملايين كان يمكن إستخدامها فى تطوير البلاد . 

وما يحدث فى الحروب الحديثة وما خلفته من أثر كبير وخطير على الموارد الطبيعية كما حدث فى حرب العراق وإيران فقد تسببت فى خسارة كبيرة على إنتاج البترول فى دول الخليج التى تعتبر مخزنا عالميا لهذا السائل الأسود الذهبى الذى يعتبر أهم الموارد الطبيعية . فقد انخفض إنتاج النفط بنسبة كبيرة – ناهيك عن الذى حدث فى الخليج العربى عندما إنتشرت بقع من الزيت فوق سطح مياهه وأثرت على الطيور والأسماك والحيتان وغيرها كثير مما شاهدناه على شاشة التليفزيون من تدمير خطير للموارد الطبيعية . 

وكذلك لا يخفى علينا ما خلفته حرب أفغانستان من تدمير للموارد الطبيعية من نباتات وحيوانات وجبال وأشجار وهواء ، وغير ذلك كثير . 

ولا يغيب عن ذهننا الآن صغيرا أو كبيرا أحدثته الحرب على العراق وما يحدث من تدمير وخراب للموارد الطبيعية فقد توقف إنتاج النفط عدة شهور مما تسبب فى ارتفاع أسعاره العالمية حتى وصل سعر البرميل الواحد خمسين دولار وهو ما لم يحدث اثناء حرب أكتوبر المجيدة عندما تسبب فى ارتفاع سعر البترول عالميا مما تسبب فى ارتفاع سعر جميع المنتجات التى تنتج من تكرير البترول لكن التقدم العلمى والصناعى والحربى كان أسرع وأقوى من أن يلتفت إلى صيحات التحزير وأستمر التقدم وكثرت الاطماع والمشاحنات بين الدول ونشأت الحروب . 

(1) تأثير الحروب على الموارد البشرية : 

(آثار نفسية، جسدية، عقلية ) 

تنقسم الموارد البشرية فى هذا الصدد من حيث الأثار إلى أثار نفسية – جسدية – عقلية . وسنتناول بشىء من الاختصار تأثير الحروب على هذه الموارد . 

أ- الآثار النفسية : 
نجد أن الحروب تؤثر تأثيرا فعالا فى نفسية البشر خاصة بعدما تنشر صور الدمار والخراب على وسائل الاعلام المختلفة فنجد نوع من البشر يشمئذ وتهتز سريرته وتتعب نفسيته من رؤية الدمار الذى تخلفه القنابل والصواريخ والمدافع التى تهز المبانى وتحصد البشر كل ذلك له من الأثار النفسية المروعة خاصة عند الأطفال وكبار السن كذلك النساء اللاتى وتتأذى أعينهم وتتعب نفسياتهم من رؤية هذه المناظر البشعة . 

وما لنا بالأطفال الذين يعيشون هذه الأحداث صباحا ومساءا حيث يستقيظ الطفل فزعا مرعوبا من اهتداد منزله وحتى سريره الذى ينام عليه ما هى إلا ثوان معدودات وتأتى أخبار أن العماره أو المنزل قد هدم على من فيه وما هى إلا لحظات ونجد أن هذا الطفل قد اصيب بهستريا وفقدان للشعور والوعى ويصبح هذا المنظر هو الشبح المخيف دائما والمرعب للطفل مدى الحياة . 

وأكبر الأدلة على ذلك هؤلاء الأطفال فى فلسطين المحتلة وفى العراق الشقيق عليه وفى أكواخ أفغانستان المسلمة ومعظم البلدان التى هزتها الهجمات التتارية المعاصرة ومن الأمثلة التى لا تغيب عن وجدان كل مصرى ما حدث لأطفال مدرسة بحر البقر فى العقد الأخير من القرن المنصرم حيث أغارت دولة اسرائيل التى لا تعرف للأمية رأى كيان ولا تكترث بأطفال أو كبار وقامت فى غفلة من الزمن بغارة شنعاء على هذه المنطقة الهادئة من مناطق مصر المسلمة الغالية . 

وضربت بعرض الحائط كل المواثيق والعهود الدولية والأخلاقية وقامت طائراتها بحصد أطفال مدرسة بحر البقر وياله من مشهد مريع وفظيع طبع فى أذهان أطفال وشباب وشيوخ هذا الجيل وهذا لا شك فيه أثر تأثيرا نفسيا فظيعا عند كل هؤلاء خاصة بعد رؤية الدم البرىء وهو مختلط بكل ما هو موجود بالمدرسة من حطام المبانى وإختلاط الدم بالكتاب والكراسة وعند فتح كراسة أحد التلاميذ الذى استشهد فى هذه الغاره وجدت مكتوب فيها طفل برىء بعض الكلمات مثل (زرع – حصد - ...... ) وبعد إزالة آثار الدمار للمدرسة. 

وأضاف عليها المدرس وهو حزين فى الحصة التى تلت العدوان اكتبوا يا تلاميذ لكل أطفال العالم نحن نتعلم زرع – حصد والآن علينا أن نرسل لكل أطفال العالم ( قتل – قتل – قتل ) هذا لا شك فيه أنه أثر نفسيا على أطفالنا وأطفال العالم . 

ب- الأثار الجسدية للحروب على الإنسان : 
وفى هذا الصدد يجب أن نتناول منظر ومشهد مصابى الحروب خاصة اللذين أصبحوا مقعدين بفعل بتر معظم أعضائهم الجسدية مثل الرجلين أو اليدين أو احدهما وكذلك من فقد بصره أو احدى عينيه . 

كذلك لابد أن نتناول الأثر الجسدى السئ من خلال القنبلة الذرية الأمريكية على نجاذاكى وهيروشيما فى اليابان ومازالت التشوهات الخلقية ظاهرة على أهل هذه المنطقة حتى الآن – ناهيك عن ذلك العجز الظاهر فى معظم المصريين اللذين تعايشوا مع حروب 1956م – 1976 – 1973م . 

كذلك أنباء فلسطين من عام 48 حتى الآن وكذلك أبناء العراق الشقيق حيث تحصدهم كل يوم القنابل العنقودية والموجهة بالليزر حيث تذهب بأبصارهم وتهشم عظامهم وعند حضور أبناء فلسطين للعلاج بمستشفيات مصر كانت الصدفة الكبرى حينما اتضح أن معظم المصابين بالقنابل الاشعاعية لا يستطيعون الزواج أو الانجاب بعد ذلك . حيث استخدمت العصابة اليهودية مواد كيمياوية محرمة دوليا مثل غازالأعصاب والغاز المسيل للدموع للقضاء على بشرية أبناء فلسطين وقيام اسرائيل بتسميم مياه الشرب ببعض المواد الكيميائية حتى لا يستطيع أبناء فلسطين التكاثر والزواج فيما بينهم لكى يعطلوا شرائع الله سبحانه وتعالى . 

ومن الناحية الجسدية أيضا تؤثر الحروب تأثيرا مباشرا على جمع أعضاء جسم الانسان خاصة إذا كانت حروبا مباشرة تستخدم فيها الطائرات والمعدات العسكرية كما يحدث الآن اليوم من غزو غادر تتعرض له منطقة غزة بفلسطين وما تخلفه من وفيات واصابات يصعب علاجها خاصة مع كبار السن والأطفال والعاملين بالجيش الفلسطينى . 

ج- أثار الحروب على الناحية العقلية : 
فى بحث أجرته احدى المجلات الأجنبية على أبناء فلسطين وخاصة من الناحية العقلية بالذات وأثر الحرب فيها وجد ان 85% ممن شملتهم العينة يعانون من أثار عقلية فظيعة (يندى) لها جبين الحياء خجلا – حيث ذكر القائمين على البحث أن المواد المشعة تؤثر تأثيرا مباشرا على جدار المخ وخلاياه بالنسبة للإنسان والحيوان ومن هذا المنطلق يتضح أن القوة العقلية للإنسان تتحطم تحطيما ظاهرا بفعل استخدام القنابل المحرمة دوليا وكذلك الدم البارد الذى يؤثر تأثيرا مباشرا على عقلية الانسان وبفكره وغالبا ما يذهب عقل الانسان ويصبح بلا تفكير وبلا تذكر وبلا مشاعر ويصبح إنسانا غير سويا يحتاج لمن يرعاه ويقوم على مصالحه ورعايته وكفالته مما يكلف الدولة أموالا طائلة كان يمكن استخدامها فى أعمار البلاد ورفاهية الانسان . وإلى الآن أى طفل يولد فى اليابان وتظهر عليه تشوهات عقلية أو جسدية يصرف له من الجانب الأمريكى مبلغا من المال محددا يكفى لرعايته صحيا . 

وقد أفادت بعض الدوريات العلمية والمجلات الطبية المتخصصة مدى التأثير السيء على عقلية الانسان من جراء الحروب الحديثة منها بالذات مع استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة فى اختراعات حديثة للمواد المشعة والكيماوية التى تضر ضررا مباشرا بعقل الانسان . 

ومنها القنابل الذرية والعنقودية والجرثومية والبيولوجية المستخدم فيها الليزر المشع كل هذا كان له أكبر الأثر على تحطيم عقلية البشر والقضاء على الفكر الانسانى وخاصة عند الشعوب النامية ومنها فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرهما كثير. 

(2) تأثير الحروب على التربة : 

أصبح التلوث البيئى ظاهرة عالمية وواكبت التقدم العلمى حتى أنها شملت الدول النامية والمتقدمة أيضا مع اختلاف نوع التلوث والتربة الخصبة الصالحة للزراعة تعتبر المصدر الرئيسى لانتاج غذاء الانسان والحيوان والطيور وكل جميع الكائنات الحية التى تعيش على الأرض لذلك حاول الآنسان من قديم الزمان المحافظة على التربة سليمة خصبة لكى يستطيع أن يحصل منها على غذاء سليم يساعد على نموه وتقدمه جيلا بعد جيل . وقد ذكر القرآن الكريم فى عدة مواضع كيف أن الله سبحانه وتعالى بسط الأرض للإنسان وأنبت فيها الزرع وجعلها مهدا لكى يستطيع الانتقال عليها والسير فيها للوصول إلى حاجاته المختلفة ولكن الانسان باختراعاته تطويره وسائل الحروب والتكنولوجيا أخذ يلوث هذه التربة يوما بعد يوم فكانت الحروب القديمة تتسبب فى قطع الأشجار وحرق المزارع ولكن بعد التقدم اصبحت هناك وسائل حديثة تستخدم فى الحروب وخاصة ذلك السلاح النووى الفتاك والتفجيرات الذرية والتجارب عليها تسبب تدمير التربة وتؤثر على خصوبتها لما تخلفه هذه التجارب من نفايات ذرية وكذلك حتى بعد إنتاج بعض المواد المخصبة التى تستخدم فى المفاعلات الذرية والتى تستخدم فى إنتاج الكهرباء وإدارة المصانع يتبقى منها نفايات ذرية تدفن فى باطن الأرض وبالتحديد فى الصحراء الواسعة كما يحدث فى قارة أفريقيا وبلاد أمريكا اللاتينية فقد جعلتها الدول المتقدمة مخزنا ومستودع لهذه النفايات الضارة مما كان له تأثيرا مباشرا على التربة ومنذ ذلك الحين بدأ الطعام يقل يوما بعد يوم وينتشر الفقر والجهل والمرض في معظم الدول النامية وبذلك إزدادت مصادر تلوث المحاصيل الخضراء مثل الرى بمياه الصرف الملوثة وعوامل كثيرة لا مجال لحصرها هنا ولكن الحروب الحديثةجاءت بما هو أبشع مما كان متوقعا للتربة ومثل استخدام النظائر المشعة والتلوث النووى والآلات الحربية الحديثة فأتت على اليابسة وتأثرت جميع المخلوقات بتلوث التربة لأنها لا تستطيع أن تعيش بدون تربة صالحة للزراعة . 

(3) تأثير الحروب على الموارد المائية : 

قال الله تعالى " وجعلنا من الماء كل شىء حى " لا أستطيع أن أتحدث عن الموارد المائية وأهميتها للإنسان قبل أن أبدأ بهذه الآية الكريمة لكى نعرف جميعا أهمية الماء لجميع الكائنات الحية وكيف أنه يدخل فى تركيب جسم الإنسان والحيوان والنبات وهى أساس كل شىء حى . 

ويقصد بتلوث الماء : 
كل ما يحدث من تغير فى الصفات الطبيعية للماء يسبب الضرر للإنسان. 

وتتراوح كميات المياه السنوية المستعملة فى النشاط الإنسانى فى نحو 600كم مكعب عام (1995) وتزيد سنويا بمعدل 6% وأن عدم حماية مياه الشرب من التلوث هو المسئول الأول عن تفشى الأمراض التى تصيب الإنسان والحيوان والنبات والأسماك وبجانب العوامل المختلفة التى تؤدى إلى تلوث الموارد المائية تأتى الحروب على راس هذه العوامل لما تسببه من أضرار بليغة على الموارد المائية الطبيعية فالأساطيل البحرية والغواصات النووية واطلاق الصواريخ من تحت الماء تسبب تلوث كبير بسبب الاشعاعات التى تنبعث منها والعوادم التى تخرج منها فماذا يحدث لو انفجرت بعض هذه الصواريخ فى الماء بعد اطلاقها عن طريق الخطأ بما تحمله من رؤوس نووية ولا يخفى علينا ما تسببه الحروب من تلوث للمياه العذبة ومياه الأنهار والبحيرات فعندما نرصد أحد نتائج هذه الحروب على أى مجرى مائى عذب نجد أن هناك بعض الجثث التى خلفتها هذه الحروب والتى تتحلل كيميائيا فى هذا المجرى المائى مما تجعله غير صالح لإستخدامه فى الشرب ورى المحاصيل الزراعية المختلفة ونجد على صعيد آخر وبسبب الحروب الحديثة واستخدام القنابل زنة 1000رطل المدمرة والملقاه جوا على بعض المدن كما حدث فى العراق وأفغانستان وتسببت فى إتلاف خطوط البترول المجاورة وخطوط المياه العذبة وخطوط الصرف الصحى فى هذه المدن مما يسبب اختلاط المواد العضوية بالمياه العذبة ومياه الصرف الصحى فينتج عن ذلك تلوث مياه الشرب التى يعيش عليها الإنسان فتكثر الأمراض والمجاعات فى الدول النامية فتزداد فقرا على فقرها ومرضا على مرضها فيقل الانتاج فى هذه الدول مما يعطل هذه الدول نحو التقدم وتنفيذ خططها القومية المستقبلية . 

وفى دراسة لعالم المياه (مالبين فوكتمارك) أظهر أن معاناة المجتمعات من الأزمات المائية كبيرة فى المستقبل وخاصة الدول النامية فى الوقت الذى تستورد هذه الدول غذائها من أمريكا وأوربا وغيرها من الدول وفى نفس الوقت يستحيل دعم الاكتفاء الذاتى من الغذاء لتلبية طلبات السكان . 

ومن ذلك نجد أن الحروب الحديثة جاءت لتلوث وتسمم المجارى المائية العذبة بما تخلفه من مواد ذرية أو نووية أو بيولوجية أو كيماوية مما يؤثر على صحة الإنسان . 

(4) : تأثير الحروب على الهواء :

إن الإنسان وما قام به من ابتكارات حديثة ومتطورة التى اصبحت تستخدم فى الحروب مثل الصواريخ بجميع أنواعها والقنابل النووية والتفجيرات الذرية والتجارب العملية التى يتم إجراؤها على هذه الصواريخ فى أوقات السلم تؤثر تأثيرا مباشرا على الهواء المحيط بالإنسان والحيوان والنبات الذى هو ضرورى لإستمرار عملية التنفس عند الانسان وعملية البناء الضوئى عند النبات . 

كل هذه الأدوات تسبب تلوث الهواء بما يصدر عنها من اشعاعات وعوادم وكذلك المواد الكيماوية المستخدمة فى الحروب تسبب تلوث كبير للهواء مما يصيب الانسان بضيق التنفس وأمراض الرئة والقلب والأمراض السرطانية والجلدية – وكذلك يحدث تدمير للنباتات لأنها تحتاج للهواء مثل الانسان والحيوان وما يحدث الآن من نقص فى طبقة الأوزون المحيطة بالغلاف الجوى للأرض وهذه الطبقة تعمل على حماية الانسان من الأشعة الضارة التى تصل إلى سطح الأرض مثل الأشعة تحت الحمراء الضارة بالانسان والحيوان . 

كان للحروب الحديثة أثر كبير وفعال على ما حدث لطبقة الأوزون الواقية للكرة الأرضية فنحن نجد الآن كثرة الرياح والعواصف والأمطار التى تسبب اختلالا كبيرا فى توزيع نسب الهواء فى الكرة الأرضية . 

ولا يخفى علينا أن نذكر الجيل الحديث بما حدث فى اليابان بعد القاء القنابل الذرية عليها فى الحرب العالمية الثانية من تلوث ذرى للهواء مما تسبب في وفاة الملايين من البشر بسبب تنفس الهواء الملوث بالاشعاع الذرى وذلك هو السبب فى أن مواليد الجيل الثالث فى اليابان يولدون مشوهين حتى الآن بسبب تنفس الأجداد هواء ملوث بالاشعاع ولا نستطيع أن نتجاهل ما حدث من تلوث للهواء فى العراق وأفغانستان وفلسطين وجميع المناطق المجاورة بسبب الحروب الحديثة وتأثيرها المباشر على الهواء مما يسبب أمراض كثيرة للإنسان فيقل الدخل القومى وتتأثر الخطط الاقتصادية الهادفة . 

(5): أثر الحروب على الموارد الزراعية : 

الموارد الزراعية هى المواد الغذائية التى يحتاج إليها الإنسان وهى خليط من المواد التى يتناولها الانسان فى طعامة وهى التى تمد الجسم بالطاقة اللازمة للنمو والحركة والدفء والنشاط العضلى والذهنى وكذلك تمد الجسم بمستلزمات النمو والبناء والوقاية من الامراض . 

والمواد الغذائية بحكم طبيعتها معرضة للتلوث بالمواد الكيماوية المختلفة والميكروبات الاشعاعات التى تنتشر فى الهواء مما يؤدى إلى الإصابة بالتسمم الغذائى . 

ويمكن تقسيم أسباب تلوث الموارد الزراعية إلى عاملين هما :- 

1- عوامل طبيعية : 
مثل الحرائق التى تحدث بسبب الحر الشديدة فى الغابات أو التى تسببها البراكين والزلازل. 

2-عوامل غير طبيعية : 
وهى التي يتسبب فيها الإنسان وذلك باسرافة فى استخدام المبيدات الحشرية والسماد الكيماوي ولكن ما يهمنا هنا هو أثر الحروب على الموارد الزراعية ويمكن تقسيمها إلى أثرين هما : 

أ – أثرمادى :ـ  
وهو ناتج عن الإسراف فى استخدام الآلات الحربية – وكذلك كثرة النفقات العسكرية وتحميل ميزانية الدول بالملايين فبدلا من استخدام هذه الأموال في تحسين وسائل الزراعة واستنباط سلالات جديدة ذات صفات عالية الجودة لزيادة الدخل القومي يكفي استهلاك السكان ورفاهيتهم . 

ففى أحد الدراسات أثبتت أن الإنفاق العسكري في العالم عام 1995 يقدر بحوالى 900 ألف مليون دولار – ويزداد هذا المعدل بحوالى 10 % سنويا – ناهيك عن الحروب الحديثة على أفغائستان و العراق – وكذلك ما يحدث الآن على أرض فلسطين والسودان أي أن الإنفاق العسكري وخاصة في الدول النامية يستقطب حوالي 28 % من الإنفاق الحكومي – بينما لا تحصل برامج التنمية فى هذه الدول على أكثر من 1 % وبذلك يتضح لنا تأثير العامل المادي على الموراد الغذائية في العالم – وخاصة الدول النامية والفقيرة. 

ب - :ـ أثر بيولوجي :ـ 
وهو الناتج عن ما تسببه الحروب من تدمير مباشر للثروة الزراعية عن طريق التجارب النووية – وإلقاء القنابل بجميع أنواعها أثناء الحروب بما تحتويه من مواد مشعه ( نووية أو ذرية ) – وكذلك تستخدم فى الحروب القنابل الكيماوية البيولوجية والجرثومية أ و كما تسميها أمريكا الان أسلحة الدمار الشامل – والتى تسبب تسمم مباشر وإتلاف وحرق الموارد الزراعية التي تعتبر المصدر الرئيسي للإنسان والحيوان والطيور وحتى الدول التي لم يحدث بها حروب أصاب الموارد الزراعية فيها الكثير من التلوث لأنها تستورد بعض أو معظم أو بعض المواد الغذائية مثل الدقيق واللحوم من دول أخرى تكون واقعه في دائرة الصراعات – ولنا أن نتخيل ما حدث على أرض العراق أو ما يدور على أرض فلسطين أو غيرها من الدول – فلقد قامت أمريكا بضرب جميع مدن العراق بالقنابل الذكية أو العنقودية الموجه بالليزر – فهل يفرق شعاع الليزر هذا يبين المباني أو السكنات العسكرية وبين زراعات النخيل والعنب والزيتون – أو يفرق هذا الشعاع بين الإنسان والحيون والطيور ؟ 

مما سبق يظهر لنا أثر الحروب على المواد الزراعية التي يعتبر الإنسان المستهلك الرئيس لها . 

(6): أثر الحروب على الموارد الحيوانية :

لا تقل الموارد الحيوانية تأثرا بالحروب عن غبرها من الموارد الغذائية أو الهواء أو والماء أو ألتربه لأنها كلها تجتمع مع بعض لكي تكون وتهيىء البيئة السليمة التي يحتاج إليها الإنسان 

والمواد الحيوانية هي التي تكون البروتين الذي يساعد على بناء الجسم وتقوية العضلات في الإنسان . 
ويمكن تقسيم الموارد الحيوانية إلى أنواع عديدة منها 
الحيوانات النافعة للإنسان مثل ( الجاموس – البقر – الماعز ). 
الحيوانات الضارة: مثل ( المفترسة – والسامة ) .. 
الطيور الأليفة: مثل ( دواجن – حمام ) وهى التي يربيها الإنسان تحت إشرافه . 
الطيور غير الأليفة ( الجارحه ) مثل ( الصقور – النسور – البوم ) وهذه يحصل الإنسان منها على أشياء نافعة في حياته مثل الريش. 
الأسماك البحرية: وتنقسم إلى نوعان هما:- 

أ – أسماك تعيش في البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات ولا يتدخل الإنسان في تربيتها ولكن عليه اصطيادها ليحصل على غذائه مباشرة منها – ويجب عليه فقط ألا يلوث بيئتها المائية التي تنعم بحيلة هادئة فيها. 

ب – أسماك يقوم الإنسان بتربيتها في مزارع خاصة ويقوم بتجهيز طعامها بنفسه – فعليه فقط ألا يلوث هذا الطعام المقدم لها. 

وتوجد عدة عوامل تؤثر على كثرة الحالة الصحية للحوم والدواجن بعيدا عن ما تسببه الحروب لها من مشاكل خطيرة وهى:- 

استخدام العقاقير الطبية لزيادة الإنتاج . 
تداول اللحوم يبين المجازر والمستهلك. مما يقلل من قيمتها الغذائية . 
استخدام بعض الكيماويات في حفظ اللحوم و تصنيعها . 
تداول اللحوم منزليا بدون استخدم وسائل تبريد حديثة ولا يسعنا المجال هنا لمناقشة العوامل السابقة . 
ولكن سوف نستعرض سويا تأثير الحروب على الثروة الحيوانية التي يمكن تقسيمها إلى نوعين من التأثيرات وهى:ـ 

أ‌- تأثير مباشر:ـ 
وهو الذي يتمثل في نفوق معظم الحيوانات في المناطق التي تدور فيها الحروب والصراعات وذلك بسبب خسارة كبيرة للإنتاج الحيواني في العالم فبدلا من الاستفادة من لحومها وشحمها وصوفها ووبرها يقوم الإنسان بقتلها باستخدام أسلحته الحديثة. 

ب‌- التأثير الغير مباشر:ـ 
وذلك بأن تتسبب الحروب بتسميم وتلف غذاء هذه الحيوانات سواء بتدمير الزراعات وحرقها وإتلافها – وكذلك تسبب الحروب تلوث مياه الشرب التي يعيش عليها الحيوان بطريقة غير مباشره مما يسبب بعض الإمراض لهذه الحيوانات . 

وكذلك تسبب الحروب تسمم الهواء الجوى التي تقوم الحيوانات والنباتات بتنفسه كما شرحنا سابقا ولا يخفى علينا قبل أن نقوم بإنهاء المناقشة والبحث أن نتصور إنسانا سويا صحيحا يعيش في بيئة ملوثة من جميع عناصرها السابقة وهى التربة – والماء – والهواء والغذاء والنباتات والحيوانات – أي أنة هو الذي يحيط نفسه بالملوثات من كل جانب سواء بالحروب الفتاكة أو غيرها وصدق الله العظيم حينما يقول " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " صدق الله العظيم 

وقبل أن أنهى هذا البحث أحب أن أتحدث عن بعض الحالات المحلية أو الإقليمية التي توضع تأثير الحروب على البيئة في صفحة تالية . 

الباب الثانى 

الحالات المحلية أو الإقليمية التى توضح تأثير الحروب على البيئة 
وينقسم هذا الباب إلى فصلين هما: 

الفصل الأول: 
أحد الحالات المحلية التى توضح تأثير الحروب على البيئة. 

الفصل الثانى: 
الحالات الإقليمية التى توضح تأثير الحروب على البيئة. 

قبل أن نستفيض فى سرد هذا الموضوع كنا ذكرنا أن الحروب لها أثرها البالغ على البشرية وما يحيط بها من بيئات مختلفة سخرها الله للإنسان الذى اعتبرة خليفتة فى الكون ، وقلنا أن الإنسان مطالب بالمحافظة على هذه البيئة. 

الفصل الأول: الحالات المحلية التى توضح تأثير الحروب على البيئة. 

لقد كان للحروب التى دخلتها مصر فى العصر القديم والحديث أثرها الواضح على البيئة، ففى أرض سيناء الحبيبة التى تعرضت لمعظم الغزوات والحروب قد طالتها قنابل الحرب وطائرات الدمار وتسببت فى تلويث بيئتها الزراعية بقطع أشجارها ونخيلها وزيتونها، ناهيك عن تدمير معظم مدنها ومدارسها وكذلك تأثر هوائها وتربتها بكميات كبيرة عن جميع مدن مصر، وحدثت بها وفيات كثيرة وخاصة فى حرب 1967م، ولقد حدث الشىء نفسة فى مدن القناة مثل بورسعيد وبور توفيق والإسماعيلية والسويس مما أدى إلى إتلاف المزارع وإحراق المحاصيل الخضراء وحتى المخزنة فى الصوامع ونفقت أعداد كبيرة من الماشية والحيوانات الأخرى، وكذلك أدت الحروب إلى تصحر هذه الأماكن، ولا يخفى علينا ما حدث لمعامل تكرير البترول فى مدينة السويس وإحتراق الآبار بها وتصاعد كميات كبيرة من الدخان مما أدى بدورة إلى مشاكل متعددة فى البيئة أثرت على الهواء فى هذه المنطقة وبالتالى أثرت على صحة جميع الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات.


ولقد ذكزنا سابقا حادثة ضرب إسرائيل لمدرسة بحر البقر الإبتدائية ومعظم المدارس التى تقع فى منطقة القناة، حتى أن الرئيس السابق/ محمد أنور السادات- رحمه الله- أصدر قرارات بتهجير مدن القناة الثلاث جميعا داخل جميع مدن مصر مما كلف الدولة ملايين الجنيهات فى التهجير والعودة وفى إعمار هذه المدن بعد الحرب. 

الفصل الثانى: بعض الحالات الإقليمية التى توضح تأثير الحروب على البيئة. 

كما أن للحروب من تأثير مباشر على البيئات المحلية نجد أن لها نفس الأثر على البيئات الإقليمية المجاورة، ولا يسعفنا المقال هنا للتحدث عنها جميعا إلا أننى سوف أخص بالذكر ما يحدث من تلوث خطير للبيئة من أثر الحروب فى منطقة الشرق الأوسط التى تعتبر مصر مركزاً لها. 

ففى فلسطين المحتلة منذ عام 1948م حتى وقتنا هذا نلاحظ تأثير الحروب التى تقوم بها إسرائيل وما يحدث فى المدن الفلسطينية له تأثير مباشر على جميع الموارد الطبيعية، فما يحدث للسكان والأطفال من قتل وتعذيب وسجن وكذلك حدوث تشوهات فى أجسادهم وعقولهم وتأثر حالاتهم النفسية بسبب إستخدام إسرائيل لبعض الأسلحة المحرمة دولياً مثل غاز الأعصاب والهلوسة والمسيلة للدموع التى تلوث الهواء والمياة والزراعات والتربة حيث تؤدى إلى موت الحيوانات والطيور. 

وكذلك تتأثر الأطفال الصغار- أطفال الحجارة- مما يرونة من إجتياح يومى لمدنهم ومدارسهم وبيوتهم وقتل وإغتيال آبائهم وأمهاتهم أمام أعينهم كما يحدث فى شمال غزة الآن، كل ذلك كان له تأثير سلبى على عقولهم ونفسيتهم وآمالهم. 

ولا يخفى علينا أيضاً ما تتعرض له أرض العراق الشقيقة من دمار شامل لجميع الموارد الطبيعية بسبب إستخدام قوات الإحتلال وعلى رأسها أمريكا وإنجلترا لأسلحة كيماوية وبيولوجية وعنقودية والتى يطلقون عليها القنابل الذكية مما كان له أثر كبير سلبي على صحة الإنسان والحيوان والنبات والتربة والهواء، وكذلك ما حدث لآبار البترول وخطوط إمدادة من تدمير وخراب أدى إلى إنتشار وتصاعد سحب كثيفة من الدخان الأسود والتى تسببت فى تلوث هائل للهواء والبيئة عموماً وسببت أمراض خطيرة للإنسان مثل السرطان وغيرها. 

ولا يخفى علينا ما أحدثتة بقع الزيت الهائلة التى غطت مياة الخليج عدة مرات مختلفة بسبب الحروب الثلاثة التى تعرضت لها المنطقة منذ عام 1980م حتى الآن مما أدى إلى تلويث مياهه التى تستخدمها بعض الدول فى الشرب بعد تحليتها، وما حدث من قتل للأسماك والطيور فى هذه المنطقة مما أثر على الثروة الغذائية فى هذه المنطقة. 

وكذلك لا يخفى علينا آثار الحروب على البيئة فى الدول المجاورة لمنطقتنا مثل أفغانستان وكوسوفو وما يحدث الأن من حرب أهلية داخلية فى السودان والصومال الشقيقين لنا وتأثر بيئاتهم المحلية من خراب ودمار وقتل وهدم وإبادة للمحاصيل والأشجار وتلويث للهواء والتربة والمياة، وخاصة نهر النيل العظيم مما يجعل للإنسان يعيش فى بيئة غير صالحة وغير آمنة بسبب الحروب والمشكلات التى سببها لنفسه بنفسه مخالفاً بذلك شرائع الله سبحانه وتعالى. 

الباب الثالث 

- بعض المقترحات لعلاج أثر الحرب على البيئة ويشتمل على: 

على مستوى الدول الفقيرة. 
على مستوى الدول الغنية. 
على مستوى المنظمة الدولية للطاقة الذرية. 
على مستوى منظمة الامم المتحدة. 
اقتراحات عامة من وجهة نظرى الخاصة. 
وسوف نناقش كل من هذة البنود على حدة. 

البند الاول :
دور الدول الفقيرة لعلاج اثرالحروب. 
تنظيف ساحات الحروب التى حدثت على اراضيها من الالغام الرضية سواء للافراد او للعربات . 
اعمار ما افسدتة الحروب من مبانى . 
علاج المصابين من الحرب على نفقة الدولة. 
زيادة عوامل الامن الصناعى للمفاعلات النووية السلمية المستخدمة فى انتاج طاقة نظيفة مثل( الكهرباء / المخصبات ). 
معالجة النفايات النووية المتخلفة من هذة المفاعلات بطريقة علمية لا نضر بها البيئة. 
توقيع هذة الدولة على معاهدة عدم امتلاكها للسلاح النووى والبيولوجى والكمياوىالتى تفتك بها البيئة بجميع عناصرها. 
البند الثانى : 
دور الدول الغنية فى ازالة اثار الحرب على البيئة وتشمل على : 
التزامها بتفكيك ما تمتلكة من رؤوس نووية وقنابل ذرية واى اسلحة دمار شامل. 
دعوتها للدول الغنية الاخرى التى تتمتلك مقر اسلحةالدمار الشامل لكى تخدر غزوها نحو تفكيكها. 
عدم مساعدتها للدول الفقيرة لامتلاك اسلحةدمار شامل. 
مساعدة الدول الفقيرة فى تنظيف البيئة وخاصة المناطق التى دارت عليها الحرب فى التخلص من اثار الدمار. 
سنها قوانين محلية تحرم عدم بيع علمائها للابحاث التى يؤدى الى انتاج الطاقة النووية الملوثة للبيئة الفقيرة نظرا لما يعانية اهلها من فقر ومرض . 
مساعدة الدول الفقيرة اقتصاديا وحمايتها عسكريا من اى اعتداء كما فى حرب الكويت والعراق . 

البند الثالث 

دور المنظمة الدولية للطاقة الذرية فى حماية البيئة من اثار الحروب . 

ويشمل على :- 

التفتيش على المنشآت النووية فى جميع الدول لضمان عدم استخدامها فى انتاج اسلحة الدمار الشامل دون تفرقة بين دولة واخرى . 
مساعدة الدول الفقيرة و الغنية على تفكيك ما تمثله من أسلحة دمار شامل بأساليب علمية حديثة و دفن بقاياها في أماكن آمنة لا تضر بالبيئة. 
الإشراف الدوري على المنشئات المستخدمة في إنتاج الطاقة النظيفة. 
تشريع قوانين دولية لتحريم إمتلاك هذه الأسلحة و تقديما لللأمم المتحدة و خاصة ( مجلس الأمن) لإجبار الدول على التوقيع عليها حتى يعيش العالم كله في بيئة سليمة . 
مساعدة الدول المجاورة على حل منازعتها بينها وبين البعض دوليا دون اللجوء إلى الحروب عن طريق محكمة العدل الدولية كما حدث في طابا و السعودية وقطر و الإمارات و البحرين – إيران – ( جزر طيب الكبرى و الصغرى ) حتى لاتحدث حرب بينهم). 

البند الرابع 

دور منظمة الامم المتحدة لحماية البيئة من اثار الحروب 
تعتبر الامم المتحدة هى الفيصل الوحيد فى بتر وعدم انتشار اسلحة الدمار الشامل التى تؤثر فى البيئة تاثيرا سلبيا ولهذا عليها اتحاذ الاجراءات الاتية 

سن القوانين والقرارات الملزمة لجميع الدول المالكة للقدرات النووية وان لا تستخدم الا فى الاغراض السلمية . 
مراعاة البعد المكانى والاجتماعى لمكان التجمعات النووية كما فى اسرائيل حيث انها فى منطقة متوسط العالم ويحيط بها جيران ليس لهم اى نشاط نووى وهذا يساعد على نظافة البيئة وعدم تلوثها . 
الزام جميع الدول دون الكيل بمكيالين على التوقيع على معاهدات عدم امتلاك او استخدام اسلحة دمار شامل حافظا على البيئة والسكان من التلوث الخطير والامراض المستعصية . 
عقد المؤتمرات الدولية التى من شأنها تشريع القوانين للمحافظة على البيئة من اى تلوث وقد عقد المؤتمر الاول بالبرازيل منذ عدة اعوام ويقرر عقدة كل اربع سنوات . 
انشاء جائزة عالمية مثل جائزة نوبل او الاشحاص الذين يقومون باعمال بادرة فى مجال حماية البيئة من التلوث الناتج عن اسلحة الدمار الشامل . 
دعوة الافراد والجماعات والهيئات ورجال الاعمال الى التبرع بالمال وما يلزم لازالة اثار الحروب وذلك للمساعدة فى نظافة والحد من التلوث . 

البند الخامس 

الحلول المقترحة للحفاظ على البيئة من اثار الحروب والتلوث من وجهة نظرى الخاصة :- 
نشر الوعى الاسلامى بين الدول وخاصة لان الدين الاسلامى دين تسامح ومحبة وسلام وينادى بنظافة البيئة وخلوها من التلوث . 
زيادة تنمية الوعى البيئى بين المواطنين عن طريق وسائل الاعلام المختلفة وخاصة على شاشات القنوات الفضائية الحديثة .
الحفاظ على الموارد البشرية والطبيعية التى تؤثر تاثيرا مباشرا فى تلوث البيئة المحلية والاقليمية. 
عمل معسكرات فى المدارس والنوادى والنقابات المهنية والعمالية للحث على نظافة البيئة من التلوث وان يعمل الجميع على ذلك . 
نشر الوعى البيئى بين القطاعات الشغبية والعلمية والعمالية لتعميق الاحساس بخطورة مشكلة التلوث البيئى من جراء الحروب عن طريق اصدار النشرات البسيطة التى توضح كيفية علاج هذة المشاكل 
وقد نادى الرئيس / محمد حسنى مبارك مرارا وتكرارا منذ عام 1982 ميلادية لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية منة اسلحة الدمار الشامل بما فيها اسرائيل وتوقيعها على المعاهدات الخاصة بذلك ويعتبر رئسنا على حق فى ذلك حيث انة يعمل على الحفاظ على البيئة المحلية والاقليمية والدولية من اثار الحروب وبلائها .

__________

المراجع :ـ 

القرآن الكريم . 
التلوث البيئي وأثرة على صحة الإنسان ( د / محمد السيد أرناؤوط – دكتوراه فى العلوم الزراعية ). 
الإنسان و تلوث البيئة ( د / محمد السيد أرناؤوط – دكتوراه فى العلوم الزراعية ). 
التلوث البيئي والتنمية الاقتصادية (دكتورة منى قاسم ) . 
السلام المستحيل والديمقراطية الفائقة ( محمد حسن هيكل ) . 
أثر حرب أكتوبر على المياه العامة فى مصر (د / محمد نعمان هلال ) . 
مخاطر أسلحه الدمار الشامل الإسرائيلية على الأمن القومى العربي ( د / عمرو رضا بيومي ) . 
نصر بلا حرب : ريتشارد نيكسون ( رئيس أمريكا السابق) إعداد / المشير محمد عبد الحليم أبو غزاله – طبقه 1999 . 
التلوث يخنق الجميع والأمن الصناعي يقيها (د / إبراهيم على الجندي) . 
أسلحة الدمار الشامل ( د / محمد زكي عويص ). 
مواقع من على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت). 
الفهرس 
يتضمن البحث :ـ 
1- المقدمة :ـ 
2-الباب الأول :- تأثير الحروب على الموارد الطبيعية و تشمل : 
الموارد البشرية ( أثار نفسية ؛ جسدية ؛ عقلية ) . 
تأثير الحروب على التربة . 
تأثير الحروب على الموارد المائية . 
تأثير الحروب على الهواء. 
تأثير الحروب على الموارد الزراعية . 
تأثير الحروب على الموارد الحيوانية . 
3- الباب الثاني :- أحد الحالات المحلية أو الإقليمية التي توضح تأثير الحروب على البيئة . 
4- الباب الثالث:- اقتراحات لعلاج المشكلات المترتبة على ذلك . 
5- المراجع 
المصدر : The Green Iraq Network
بقلم: شوقي عبد الحليم عبد الشافي النوري / مدرس علوم بمدرسة كفر شكر الثانوية الصناعية بنين
محافظة القليوبية /

0 comments

إرسال تعليق