| 0 comments ]

 ينبغي هنا توضيح جانب هام لإجلاء المعنى المقصود بالتعبير العام
 « العمل الميداني أو الحقلي Field work» بالنسبة لمادة الجغرافيا،
 حيث يمكن أن ينسحب هذا المصطلح الشائع على صنفين من الدراسة
 يستهدف الأول منها ما يسمى التدريب الميداني 
Field training أو التعليم الميداني 
teachingField وهذا ما تبنيه المدرسة البريطانية، أم المستوى الثاني
 فهو البحث الميداني « Research Field» وقد برعت في تطبيقه
 وتطوير منهجه المدارس الأمريكية.
وكما هو واضح من المسميين فإن التدريب يعني إعطاء الدارس مبادئ عملية عامة كمقارنة الخريطة بالأرض، ثم العمل لنقل معلومات أو معالم يراها على الطبيعة إلى الخريطة، فلئن كانت الخريطة تجريد رمزي وتعميم مقتضب بحكم اللوحة ومقياس رسمها، فإن أبعاد الظاهرة أمام عيني الدارس على الطبيعة هي الواقع والحقيقة الملموسة التي ترسخ في ذهنه، تحفزه رؤيتها على التفكير، وهنا يأتي دور الأستاذ في التعريف بمعالم اللاندسكيب، فالطالب قد يكون واقفا على نهر مدرج نهري دون أن يدري والكنتور حتى وأن أبرز هذه الظاهرة فإنه لا يفصح عنها صراحة، وقد يسير الطالب في إحدى القرى دون أن ندرك مورفولوجيتها و التباين في أنماط المسكن بها، وحتى يستمع لشرح أستاذه فيرى ويفكر ثم يبصر ويفسر ويحلل، فكلما قال جورج فيليب مارش منذ أكثر من قرن البصر حاسة، أما البصيرة ففن بإختصار شديد، تعليم الطالب مهارة الملاحظة، واستخدام الوسائل والتعرف على الأنماط المختلفة والمعالم المتغايرة، كلها من أساليب التدريب الميداني الذي يمكن أن يعبر عنه بصيغة أخرى هي الاستطلاع الميداني ReconnaissanField
أما البحث الميداني فيأتي بعد مرحلة التدريب والاستطلاع التي يمكن أن تميز عنها بتعبير آخر هو الاستقصاء الميداني « Investigation Field » ومؤداه دراسات مكثفة تعالج مشكلة أو مشكلات محدودة، وتوضح لها فرضيات بديلة وتكون مهمة الباحث في الميدان اكتشاف ما هنالك من أدلة وشواهد تؤيد أو تدحض فرضية ما، كما ينطوي تحت هذا المستوى من الدراسة عمليات المسح الإقليمي Regional surveying التفضيلي ومن الواضح أن مثل هذا العمل لا يمكن أن يتم على أيدي المبتدئين،بل إن التدريب الميداني المسبق هو مرحلة البداية التي يمكن بعدها الارتقاء لممارسة البحث الميداني لتعليم الطالب عملاً ميدانيا مثمراً لابد من البدء المنطقي بالتدريب الميداني الذي لا يخفي على أحد حصيلة طالب الجغرافيا منه في معاهدنا العربية عامة أقل من القليل الذي ربما استفادة من المبادرات الفردية من قبل أستاذ مادة أو أكثر.والتدريب مستويات منها:
1- الرحلات اليومية داخل البيئة المحلية التي تخدم مادة معينة كجغرافية العمران الريفي وجغرافية المدن أو الجغرافيا الاقتصادية على سبيل المثال.
2- الرحلات اليومية خارج البيئة المحيطة إلى مناطق بعيدة نسبياً داخل القطر والتي تخدم مجموعة من المواد مجتمعة مثل جغرافية العمران، والجغرافيا الطبيعية، والجغرافيا الاقتصادية كرحلة اليوم الواحد إلى منخفض الفيوم.
3- الرحلات الدراسية الاستطلاعية الهادفة إلى التعريف بأبرز المعالم الجغرافية في أماكن نائية بعيدة عن مكان المعهد الدراسي مثل منطقة أسوان، والواحات البحرية، وجنوب سيناء، وواحة سيوة وغيرها، وقد تكون خارج القطر إذا توفرت الموارد المالية اللازمة لمثل تلك الرحلات المكلفة، والتي تستغرق بضعة أيام.
4- بالبرامج العملية المكثفة لطلاب المراحل الجامعية المتقدمة:
5- الدراسات الحقلية الاستقصائية لمناطق محدودة تبصر استكمال أبحاث علمية متعمقة كدراسات عليا لنيل درجات علمية بعد مرحلة الليسانس أو البكالوريوس لا يعني هذا تصنيفاً شاملاً أو مانعاً لكافة مستويات الدراسة الميدانية التي يمكن أن تتقرر مددها وأماكنها ووسائل الإعداد لها طبقا للأهداف المرسومة مسبقاً من قبل أقسام الجغرافية . وفي ضوء افتقار طلابنا للتدريب الجغرافي العملي خلال مراحل التعليم العام، فقد رأى قسم الجغرافيا بآداب المنصورة منذ بضع سنوات تطبيق برنامج خاص للدراسات الميدانية Field studies يتم الآن على مستويين :
المستوى الأول : هو رحلة اليوم الواحد للتعرف على بعض الظاهرات الجغرافية لإقليم قريب من محافظة الدقهلية كمنطقة ميناء دمياط الجديدة، قرى الساحل الشمالي ما بين دمياط – بور سعيد، منطقة البرلس وبلطيم، منخفض الفيوم، مدينة الإسكندرية، محطة الأرصاد الجوية بالقاهرة، بحيرة المنزلة، ومنخفض وادي النطرون بمحافظة البحيرة.
المستوى الثاني : فهو رحلة طويلة لمدة عشرة أيام يخرج فيها الطلبة مع نخبة من أساتذة ومساعدي قسم الجغرافيا في مجالات فروع الجغرافيا البشرية والطبيعة إلى أحد أقاليم مصر للاستطلاع الجغرافي والتعرف على ظاهرات تفتقر إليها البيئة المحلية ( محافظة الدقهلية)، ومن الأماكن التي تم زيارتها:-
أمنطقة أسوان : حيث المظاهر الجيمورفولوجية والبشرية والبشرية المتنوعة، فعلى سبيل المثال تتوفر في هذه المنطقة الأودية الجافة مثل وادي أبو صبيره، والعلاقي، وبربر وغيرها، والجز الصخرية، والحفر الوعائية، والجزر الوليدة في نهر النيل، فضلاً عن مظاهر حافة الهضبة الشرقية التي تختلف عن حافة الهضبة الغربية ومظاهر العمران المتنوعة ما بين عمران الجزر بخصائصه المختلفة عن عمران الحافة الشرقية المتدرج ومشكلة التساقط الصخري عليه، كما نجد خصائص عمرانية مختلفة عن النمطين السابقين في غرب نيل أسوان، كذلك نلاحظ العمران الحضري في مدينة أسوان القديمة وعشوائياته، والعمران المخطط في مدينة أسوان الجديدة، كما تتمثل في المنطقة مجالات دراسة الجغرافية الاقتصادية والمتمثل في مصانع كيما، ومصنع كوم أمبو ومشروع توشكى العملاق بما يتضمنه من ترع جديدة ومحطات رفع، ومزارع، وقرى عمرانية مخططة وحديثة، والمحاجر ومناجم الحديد القديمة .
ب- منطقة الواحات البحرية :- حيث تتضمن هذه المنطقة الكثير من المظاهر الطبيعية مثل منطقة الكدوات، والتلال المنعزلة، والكثبان الرملية ومشكلة زحفها على المراكز العمرانية والمزارع، آبار المياه، والأشكال الطبيعية الناجمة عن نقل الرياح في منطقة الصحراء البيضاء في واحة الفرافرة، فضلا عن مزارع النخيل في منطقة الحيز وحول مدينة الباويطي، كما تحتوي على محطة للأرصاد الجوية، وتعد من المناطق التي تشهد تنمية عمرانية وسياحية كبيرة.
جـ- منطقة جنوب سيناء :- تتميز هذه المنطقة بغناها بالمظاهر الجيمورفولوجية الممثلة في جبالها الشاهقة، والأودية، ومناطق المحميات الطبيعية مثل رأس محمد، والتكوينات الصخرية التنوعة، فضلا عن التنوع في مراكز العمران – خاصة مناطق توطن البدو، والطرق الوعرة، والكثير من الأماكن السياحية الغلابة مثل منطقة شرم الشيخ، ودهب وسانت كاترين، والمناطق التاريخية مثل منطقة طابا وغيرها من الظاهرات التي تخدم بشكل كبير الدراسات الميدانية، وتعطي الطلبة انطباعاً كبير عن مدى تنوع الظاهرات الجغرافية.

1- المستوى الأول للدراسة الميدانية :-
إن الدراسة الجغرافية الحقة–كما يراها جيمس فيرجريف Games Fairgrieve ( 1935 ) لابد وأن تبدأ بالملاحظة الخاصة، لا لمجرد أن نكون عمليين، فما يتعلمه الطلبه في المراحل الجامعية الأولى يؤتي ثماره في مراحل التعليم القادمة، وفي عام 1962 أضاف جيفري هتشنجر Geffrey Hutchings ( 1962) أن التعليم من خلال الدراسة الحقلية يستفيد في المقام الأول من الفضول تجاه ما يحيط بناء ويمكن لمسه وملاحظته، كما يتطلب مقدرة على النظر لأبعد مما يمكن ملاحظته بالحواس، وطالبنا في الفرق الأولى والثانية من المرحلة الجامعية وما يمتلكون من فضول زائد نحو الطبيعة حولهم وسعادة غامرة لما يحققون بأنفسهم يعتبرون خامة صادقة للدراسات الميدانية.
هذا يدفعنا إلى أن نشير إلى قيمة الدراسة الميدانية إلى ما تستند إليه بالنسبة لطلاب الفرقة الأولى، تعتمد على الاستعداد الطبيعي والألفة بينهم وبين البيئة في صورة جبالها وتلالها وأوديتها وعمرانها ونباتاتها أولا ثم ما يقوم فيها من حركة ونشاط ثانياً
ومن هنا جاءت إمكانية تنفيذ الدراسة الميدانية حتى مع هذه المستويات الأولى من الدارسين، فحب الطلبة لمشاهدة المظاهر الجغرافية الطبيعية والبشرية في الميدان يمكن أن يكون موضوعات لدراسة ميدانية في هذه المراحل الأولى، ومن هنا من الممكن تبسيط الدراسات الميدانية المركبة التي تتم في المستويات الأعلى بالفرقة الثالثة والرابعة لتلائم هذه المستويات الأولى من الدارسين ودون تحديد منهج معين، وقد يترك للأستاذ وفق ظروف البيئة المحيطة وامكانياته وامكانيات المعهد الدراسي المادية، اختيار موضوعات الدراسة مع ربطها بما يدرس من مقررات فعلية في الفرقة الأولى، فدراسته لجغرافية العمران الريفي يمكن أن تستفيد كثيرا من معايشته البيئية بحركتها على الطريق إلى المعهد الدراسي أو يشارع المسكن الذي يقيم به وملاحظته للتباين العمراني للمساكن والقرى التي يمر عليها، أو رحلة نهاية العام للمصيف والترويح.
ومع هذه الدراسات الميدانية الفعلية المبسطة، يمكن أن تكون هذه المرحلة الأولى فترة ودراسات ميدانية تدريبية تفيد في مراحل الدراسة الأكثر تقدما فيما بعد، فهنا قد يدرب الطلبة على قياس المسافات بالخطوة، وقياس ساحات المساكن بالشريط، أو قياس الارتفاعات وتصوير بعض الظاهرات البشرية أو الطبيعية تصويرا فوتوغرافيا فيكتسبون معايير قياسية للتقدير والتصور، مع اكتساب مهارات، ويهيئون لدراسات متطورة لهذه الاعتبارات في مراحل متقدمة من الدراسة، ومع هذه الدراسات الميدانية الفعلية المبسطة، والدراسات التدريبية المبسطة يمكن تكليفهم بعمل أبحاث ميدانية لقياس مدى الاستفادة من البرنامج الميداني وتوضح مدى استيعابهم للمصطلحات والمفاهيم الجغرافية وأن يكتسبوا من الخبرات ما يحفز في ذاكرة هؤلاء الطلبة.
ويجب توخي الحذر في مثل هذه الدراسات لمثل هؤلاء الطلبة فيما نطبقه في خبرات هؤلاء الطلبة، وتلك الخبرات التي تعتبر الأساس الذي نبني عليه جغرافيا هؤلاء الطلبة في المستقبل، خاصة عندما يضطرون إلى تطبيق نظريات ومعدلات وحقائق خارج بلادهم، فليس هناك سبيل لفهم المجردات أفضل من أن تذهب بنفسك لتبحث وتلاحظ وتسجل وتحلل هذه المجردات حيث هي.
وتوضع خطط الدراسات الميدانية كجزء من المقرر الدراسي، إذا كانت الظروف والإمكانيات تسمح بذلك، فقد تنظم على مدار العام الدراسي « كل أسبوع رحلة ميدانية كمنطقة معينة» لإتاحة الفرصة للطلبة للخروج إلى البيئة، ودراستها على قدر المستطاع، والإمكانيات المادية المتاحة بادئين بالشارع المجاور، والمسكن القريب، والمصنع الواقع في نطاق المعهد الدراسي، والمنطقة المجاورة للقرية أو المدينة.
في هذه المستويات الأولى من مراحل الدراسة الميدانية قد لا تكون وسائل التسجيل هي الوسائل المتطورة التي نلاحظها ونصر عليها في المراحل المتقدمة من الدراسة ولكنها تبسيط وفق الإمكانيات المتاحة، وقد نفتقر على كيفية الحصول على بعض الإحصاءات والتقارير الحكومية، مع التقاط بعض الصور الفوتوغرافية لظاهرة معينة أو عدة ظواهر جغرافية وقياس مساحة سكن من الداخل، وتتبع خصائصه العمرانية، أو قياس عرض عدة طرق وتصنيفها، أو التدريب على قراءة خريطة طبوغرافية، ومعرفة شروط الخريطة الصحيحة وقد تستخدم كراسة المشاهدات وكامير التصوير الفوتوغرافي وشريط القياس لتوضيح هذه الخبرات باللفظ الموجز أو الرسم أو الصورة على أن نقبل - في كل الحالات – ما يقدمه هؤلاء الطلبة باعتباره الحقيقة بالنسبة لهم ونصوغه في أسلوب علمي صادق كما نراه نحن.
والآن نقترح نمماذج من الدراسات الميدانية المتدرجة لمستوى طلاب الفرقة الأولى والثانية بقصد عرض صور لما يمكن أن يتم في هذه النوعية من الدراسات الحقلية، والأسلوب الذي يمكن اتباعه في المستويات المختلفة، وللاستاذ أن يختار لنفسه وفق ظروفه وإمكانياته المتاحة مع ضرورة مشاركة الطلبة بأنفسهم في عملية الإعداد، قدر الإمكان، وينفذون بأنفسهم والنزول في الميدان للملاحظة، والحوار، والتسجيل، وتقييم ما نفذوه من خطوات .

2- نماذج من الدراسات الميدانية لطلاب المستوى الأول:-
تنقسم إلى نموذجين :-
أ – نموذج تدريبي في قاعة المحاضرات وفي الحقل الميداني.
ب- نماذج من دراسات ميدانية فعلية.
أ ) نموذج تدريبي :-
أ- تحديد الموقع والعلاقات المكانية والاتجاه .
تحتاج هذه المهارة إلى خريطة مقياس 1 : 5000 أثناء الرحلة، أو قيامنا بدراسة ميدانية وتسجيل الظاهرات ومواقعها، وهنا تتطلب الدراسة تحديد الموقع الجغرافي للمدينة، والتعرف على الاتجاه الشمالي لتوجيه الخريطة التوجيه السليم لدى الطلبة ثم تحديد حدود المدينة الأربعة الشمال، الجنوب، الشرق، الغرب، والتعمد نحو تحديد وملاحظة الظاهرات البارزة في بيئة هذه المدينة مثل مصنع معين، ترعه تمر بها مدرسة، جامع، مقابر، أحد الشوارع البارزة، محطة السكك الحديدية، المسافة بين ظاهرة وأخرى كالمسافة بين معهد دراسي ومحطة القطار لتقدير العلاقات الزمنية بمواعيد القطارات، أو المسافة بين منطقة سكنية وأقرب مستشفى لتحديد النفوذ الطبي لها، وقد نستفيد من تحديد هذه المعالم على الطبيعة ومقارنتها بنظائرها في الخريطة في توجيه الخريطة توجيها صحيحا، كما يمكن الاعتماد في تحديد الاتجاهات على شروق الشمس وغروبها، وتجديد منتصف النهار عندما تكون الشمس أعلى الرأس من المفروض ألا يكون لنا ظل، إلا تحت الأقدام، وإن كان لنا ظل قصير لتعامد الشمس على مدار السرطان، ويمكن تطوير هذا الأسلوب العام باستخدام عصا وقياس زاوية الانحدار بين هذه العصا وظلها، كما يمكن تدريب الطلاب على دخول أحد المساكن الريفية وقياس أبعاده وتقدير عدد حجراته ومرافقه وعمل رسم كروكي له، كما يمكن قياس المسافة بين قرية وقرية أخرى مجاورة بعداد السيارة أو حتى بالخطوات لو كانت هاتين القريتين على مسافة قريبة من بعضهما البعض، أو قياس المسافة بين أحد المساجد، ومسجد آخر في القرية ومقارنة ذلك بالخريطة، مع محاولة وضع توقيع بعض الظاهرات العمرانية المستخدمة على الخريطة كما يمكن إيجاد العلاقات المكانية بين إحدى عواصم المراكز والقرى التابعة لها إدارياً بمساعدة أستاذ المادة في شرح المعادلات المفيدة في ذلك .
قد لا تدخل خرائط التوزيعات ضمن الدراسة الميدانية، ولكن في إطار التدرب الميداني الذي يعتبر خطوة أولى في سبيل الدراسة الميدانية، لا شك يفيد أن نشير إلى خرائط التوزيعات والتدريب عليها باعتبارها الصورة النهائية التي سوف تجمع فيها نتائج الدراسة وترفق مع تقديرها النهائي.
والتدريب على عمل خرائط التوزيعات يمكن القيام به في كل مستويات الدارسين مع اختلاف الأسلوب ودرجة الإتقان، فالهدف هو وضع ظاهرات معينة في أماكن وجودها بالصورة المناسبة لمستوى الطلبة. من هذا المنطلق تختلف خرائط التوزيعات عن الخرائط الطبوغرافية التي تعد بشيء كبير من الدقة ومقاييس رسم دقيقة.
ويمكن أن نبدأ خريطة التوزيعات بتكليف الطلاب بجمع الإحصاءات الخاصة بالسكان في مراكز محافظة الدقهلية على سبيل المثال، ووضعها في جدول، وهنا نستخدم أساليب التوزيع المختلفة على هذا المخطط، أو تكليفهم بجمع إحصاءات الطلاب في الأقسام المختلفة بالكلية وعدد المدرجات، ويمكن بعد ذلك حساب كثافة الطلاب في المدرجات، أو توزيع سكان كل مركز على خريطة توزيعات بأختلاف الظاهرة موضع التوزيع، وقد يخرج مجال الدراسة والتوزيع من مجال قاعة المحاضرات إلى مجال منطقة الدراسة وهنا تتعدد صور التوزيعات، فمثلاً دراسة ميدانية لاستخدام الأرض في أحد الشوارع وليكن شارع الجلاء بالمنصورة، فنلاحظ وجود المنازل، المحال التجارية بأنواعها، المباني الخدمية مثل المدارس، والمصالح الحكومية، وأماكن بيع الصحف والمجلات اليومية، والمكتبات والمقاهي، وهنا يمكن استخدام الرموز والألوان على نحو ما سنشير فيما بعد عند دراسة أساليب الدراسة الميدانية، وهذا يحتاج إلى إعداد مسبق لخرائط صماء، ويتطلب من الطلبة توقيع الظاهرات على الخرائط أولا بالعمل الميداني، وثانيا بإخراجها في صورة منسقة دقيقة بعد ذلك داخل قاعات الدرس، ويجب أن يراعى في التوزيع مقياس الرسم والنوع أو الحجم أو الكثافة السكانية أو الكثافة الفصلية .
أو أي اعتبار آخر يتضح منه التمييز بين الظاهرات المختلفة.

0 comments

إرسال تعليق